حان وقت الغذاء في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي الأمريكية، وهاهو دافيد نوفاك، الرئيس التنفيذي لشركة “يام براندز" يتجوّل في مطاعم » كنتاكي فرايد تشيكن« الموجودة في كافتيريا الشركة ويطلب ساندويتش الدجاج المشوي ويجلس مع إثنين من العاملين في الشركة ليتناول الطعام معهما، حيث يهدف إلى أن تكون »يام« الشركة التي تطعم العالم، تحاول باستمرار أن تحسن من جودة وجباتها الغذائية، وهي في »الواقع تقدم خدمة كبيرة للعالم«. ولد نوفاك في ولاية تكساس، وعاش في 23 ولاية أمريكية عند بلوغه الرابعة عشر، إذ كان والده يعمل مساحا للأراضي في القطاع الحكومي مما كان يجبر عائلته على التنقل المستمر والعيش في المقطورات والانتقال من مدرسة لأخرى. درس الصحافة في جامعة ميسوري وعمل في مجال الإعلانات على مدى عقد من الزمن قبل أن يتولى وظيفة في التسويق لدى بيتزا هت عام 1986. ويقول نوفاك عن تنقله المستمر في فترة طفولته “أعتقد أن ذلك ساعدني في قراءة الأوضاع جيّدا وفهم الناس وتعلم كيفية التعرف عليهم بسرعة". ويضيف: “لقد كان ذلك مفيدا جدا لي على صعيد العمل، لاسيما في الأعمال والأنشطة العالمية، حيث يتعيّن على المرء الذهاب إلى بلدان مختلفة وفهم كيف يفكر الناس فيها والاستماع إلى ما يثير إهتمامهم". انفصلت »يام« عن شركة بيبسي كولا في 1997، عندما كان نوفاك يدير كنتاكي وبيتزا هت في الولاياتالمتحدة، تخلى عن فرصة ادارة »فريتو لي« للوجبات الخفيفة التابعة لبيبسي كولا حتى يتسنى له الاستمرار في تطوير خبرته في مجال المطاعم. وبعد مرور أربع سنوات عيّن في منصب الرئيس التنفيذي لشركة »يام«. في عام 2001، كان لدى »يام« 612 مطعما في الصين، وبحلول العام الماضي زاد عدد مطاعم الشركة إلى أكثر من 4 آلاف مطعم في 800 مدينة من خلال تقديم مزيج من الذوق الأمريكي والنكات المحلية، وتحاول الشركة حاليا تصدير هذا النموذج الناجح إلى الهند، بحيث تعمل على إضفاء الطابع المحلي على قوائم الطعام عن طريق إضافة التوابل الحارة. نوفاك لديه الكثير من المهام التي يتعيّن عليه القيام بها هذه الأيام، إذ تواصل شركة »يام« التي تدير سلسة مطاعم كنتاكي وبيتزا هت وتاكو بيل، حملتها لتصبح سلسة المطاعم الأجنبية المهيمنة في الصين في الوقت الذي تسعى فيه لإنعاش أعمالها التي تعاني صعوبات في الولاياتالمتحدة. يعمل نوفاك حاليا في التدريس في برامج تدريب القيادة، وألف مؤخرا كتابا يحمل عنوان Taking People With You، غير أن أيامه الأولى لم تكن تنبئ بصعوده السريع إلى قمة هرم واحدة من أشهر الشركات الأمريكية.