انسحب أحد رؤساء القوائم المرشحين في حزب الأرندي للانتخابات المحلية احتجاجا على كون القائمة التي يترأسها تضم مريضان عقليان، أحدهما تقني في الإعلام الآلي والآخر بائع جرائد متجول. لم أفهم تصرف هذا المرشح، ولا سلوكه الشاذ اتجاه هؤلاء المرشحين المرضى؟ وكيف له أن ينسحب من رأس قائمة لسبب تافه مثل هذا! لا تتعجبوا من رد فعلي اتجاه هذا المرشح الذي يريد تغيير خارطة المزرعة السياسية عندنا، وكأن البلاد برمتها يسيّرها عقلاء لا تشوبهم شائبة والمشكلة الوحيدة هي تواجد مخبولان في قائمة الأميار؟ من يلاحظ ما يحدث في البلاد بكل مؤسساتها يدرك أن المجانين والمخابيل هم من يسيرون مؤسساتنا ويعيثون فيها فسادا ولا مكان لأي عاقل فيها وإلا ما كان حالنا هكذا. «الجوانفيل السياسي" هو تخصص جزائري محض ولا يمكن أن يتجرأ أحد وينسب لنفسه هذا الاختراع الذي برعنا فيه لدرجة أننا أصبحنا نؤمن بالأمر ونقيضه وهذا لا يفعله سوى المجانين. ثم أنا أتحدى هذا المرشح المنسحب من القائمة في أن يشير بأصبعه إلى سياسي واحد في بلانا ليس مصابا بالعته والخبل والجنون وأتحداه أيضا أن يثبت بأنه هو نفسه يتمتع بكامل قواه العقلية ولا تشوبه شائبة؟ «المرميطة السياسية" فاحت روائحها لدرجة أن العارفين بشؤون الدولة ودهاليزها أصبحوا يضعون “مساك خشين" على أنفهم حتى يستمروا في متابعة الأحداث وتسييرها ولو من بعيد ما دام المثل نفسه يقول “خذوا الحكمة من أفواه المجانين".