تنهيدة / في رحيل مظفر النواب

كَ: (لاَئِكَ) في الجروحِ وفِي القُلُوب ِ
تَمُوت وأَنْتَ تَجْنَحُ للغُرُوب
وما أنْهَاكَ هَذَا الهمّ إلا َّ
وأنتَ تدسُّ هَسْهَسَةَ الغُيُوبِ
أُذِيبُكَ في الفُؤَادِ كأنَّ شَعْبًا
رَمَقْتَ تديرُهُ بَعْضُ الشُّعوبِ
أُكِلْتَ كمَا اليَسارِ ومات عَبْسٌ
!! ولمْ يبقَ القَبيحُ منَ الذُّنوب
فكلُّ رشيقَةٍ جلَسَتْ إليهم ْ
سَبَاهَا حَاكِمٌ وسَطَ الدُّرُوب
فَنَمْ والسِّحْر في الأعماقِ دهرًا
! فَمَوْتُكَ يَسْتَحِيلُ على الأَدِيبِ
لقدْ أنْسَيْتَنَا زمَنًا بَهيجًا
!! مليئًا بالشّتائمِ والهُرُوبِ
فهاتِ الشّعْرَ مُكْتَئِبًا لئيمًا
فَمِلَّتهُ... تَخَلُّلهُ عُيُوبِي
وتحْفِرُ للعراقِ فَدَاكَ عُمْرِي
جُنُونًا يَسْتَعِيذُ مِن النّحِيب ِ
وما أقْسَاكَ حين الماء يجْرِي
على عَيْنَيْكَ مِنْ ذاكَ الشُّحُوب
وتَقْسِمُ بِالعِرَاقِ وأنْتَ أَدْرَى
بأَنَّ فُرَاتَهُ كَفَنُ القَرِيب
فَنَمْ فِي الرّيحِ في الأشْجَار... فِينَا
وفي نَخْلِ الجِرَاحِ كَمَا الغَرِيب
ولا تقْلَقْ فأُمّتَنَا بخيرٍ
وأمْريكَا تَبُولُ على الجُيُوبِ
نعي تشافيز
وتموتُ فيكَ رهافَةُ الأشْياءِ..
وغَضَى تَحَدَّرَ منْ جُنُونِ خَوَائِي
وتَدُسُّ قلبَكَ في السُّهَادِ كأنَّمَا
لَمْ تَرْتَسِمْ وَطَنًا لألْفِ سَمَاء
أنتَ النّشيدُ فأيُّ ريقٍ يابِسٍ
لنْ يَسْتَجيرَ بنَزْوَةِ الجُبَناءِ
من خوْفِهَا هذِي القلوبُ تَصَلَّبَتْ
منْ رحْمَةِ (تْشَافيز) بِالعُمَلاءِ
أخذَتْكَ دُنْيَاكَ اللّذيذَةَ فجأةً
منْ دون أيِّ دنِيَّةٍ وشَقاءِ
لو كُنْتُ في عَيْنَيْكَ أغْرِسُ زَهْرَةً
لَغَرَسْتُ منْ حُجَجِي ومنْ خُيَلاَئِي
لكَ منْكَ منْ شَجَرِ الحَقِيقَةِ ما نَرَى
ونُجِيدُ... مِن بَشَرٍ بلاَ أسْمَاء
تَجْتَازُنَا في نَوْمِنَا في صَوْمِنَا
في عُمْقِنَا في حَالَةِ العُرَفاءِ
وتَمُوتُ مثْلَ فراشة فَنَمُسُّهَا
فتعودُ ضَوْءَ الشّعْبِ والشُّرَفاء
لاَ لَوْنَ للْمَاء النَّظيف فهلْ أنا
أعْنيكَ أم أنْعِيكَ جَنْبَ مسائي
يا صاحِبِي سَلَبُوكَ عُمْرَكَ عُنْوَةً
لَمْ يسْلِبُوكَ عدالَةَ العُظَمَاءِ
نَمْ ها هُناكَ وَعِنْدَ رَبِّكَ راضيًا
فَهُنَا نرَاكَ وهناكَ في الشُّهَدَاء