دعا العقيد السابق في جهاز المخابرات شعبان بودماغ إلى انتقال ديمقراطي حقيقي يضع البلاد على الطريق الوحيد للتقدم والاستقرار، معتبرا أنه ضروري لإنقاذ الأمة. وقال بودماغ، في بيان تلقت "الجزائر نيوز" نسخة منه، أن الشعب الجزائري "يستحق أن يقرر بنفسه، من خلال انتخابات حرة نزيهة وذات مصداقية، كنتيجة طبيعية لديمقراطية دائمة تعتمد على إنشاء مؤسسات ذات تمثيل حقيقي، وبشكل لالبس فيه". وانتقد رئيس منظمة الوطنيين الجزائريين الإدارة الحالية، معتبرا أن الانتخابات المقبلة "منحازة هيكليا"، من خلال ما أسماه "التزوير من العمق"، عن طريق "انحياز الإدارة والتزامها علنا بدعم الرئيس المترشح"، وذلك "بوضع جميع الإمكانيات العمومية لصالح حملة انتخابية بالوكالة"، مضيفا أنه "لم يسبق أن كانت انتخابات رئاسية محاطة بالكثير من الشكوك من طرف الجمهور العريض، وبتهديدات حقيقية لمستقبل الأمة"، مؤكدا أن البلاد "تعيش في أزمة لم يسبق لها مثيل"، والتي "لا يمكن نزع فتيلها إلا من خلال انتقال ديمقراطي حقيقي". كما انتقد العقيد السابق في دائرة الاستعلامات والأمن الحجة التي يقدمها "أنصار الوضع الراهن"، على حد تعبيره، ألا وهي "ضرورة الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم"، والتي قال أنها "تهيمن على الخطاب الانتخابي"، حيث أكد، في هذا السياق، أن "الضامن الحقيقي للاستقرار هو الشعب، ولا ضامن آخر غيره". وأضاف العقيد بودماغ أن "القطيعة أصبحت وشيكة، لأن الوضع الراهن حسبه- لم يعد يمكن الدفاع عنه"، وذلك "لكون عدم الاستقرار يعود إلى عدم إجراء التغيير الحقيقي والتداول على السلطة"، معتبرا أن رفض التغيير هو "أكبر مصدر لعدم الاستقرار". وفي السياق ذاته، اعتبر شعبان بودماغ أن الانتقال الديمقراطي "ضرورة يجب أن تحدث لا محالة، ولكن بطريقة لينة وليس عن طريق الفوضى"، مضيفا "أن تغييرا ديمقراطيا حقيقيا يخدم في المقام الأول المصلحة الوطنية، ويخدم أيضا مصلحة المنطقة، ويشارك في بناء الصرح الديمقراطي العالمي"، مؤكدا أن التقدم والاستقرار "يسيران جنبا إلى جنب"، وأنهما "مفهومان متجانسان"، لأن "التغيير عن طريق انتقال ديمقراطي حقيقي يؤدي إلى تحقيق إصلاح حقيقي في إطار السلام". ووصف بودماغ العملية الانتخابية الحالية، "التي من المفروض أنها تجرى على أساس الإصلاحات"، بأنها "صورة زائفة للتعبير الشعبي"، مؤكدا أن "مستقبل ومصير الوطن على المحك".