ذهب العقيد المتقاعد بالمخابرات شعبان بودماغ ومرشح الرئاسيات المقبلة، بنفس الاتجاه الذي سلكه رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش في رسالته الأخيرة، حيث أكد بأن حساسية الوضع الحالي لا يصنعها فقط إقبال البلاد على الاستحقاقات الرئاسية، وإنما أيضا في خطورة ما يمكن أن تحمله الصراعات بين مختلف التشكيلات من نتائج قد تنتهي بالمساس بالمصلحة العليا للوطن خاصة وفي حالة عدم الاحتكام إلى العقل وروح الوطنية اللذين يعدان شرطين أساسيين لإنجاح الموعد الانتخابي المقبل -يقول بودماغ-. أشار مرشح الرئاسيات المقبلة العقيد شعبان بودماغ، في بيان صدر عنه، أمس، إلى رسالة رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش الذي قدم حسبه صورة واضحة لواقع الحال بالجزائر، مؤكدا على أن حساسية الوضع السائد حاليا بالجزائر ليس كنتيجة فقط لما تفرزه إقبال البلاد على إجراء انتخابات رئاسية اعتبرها "بأنها انتخابات لا تسمح إلا بإعادة رسم خريطة شكلية للقوى الفاعلة بالبلاد". وإنما أيضا من الخطورة التي قد تنتج عن الصراعات والجدال الحاد القائم اليوم بين مختلف التشكيلات التي قد تنتهي بالمساس بالمصلحة العليا للبلاد "خاصة في حالة عدم الاحتكام إلى العقل وروح الوطنية أثناء تنظيم هذه الانتخابات". وفي سياق متصل، قال العقيد بودماغ أن الظرف الحالي الذي تشهده الجزائر، دليل قاطع بأنها وصلت إلى مستوى يمكنها من إحداث تغيير إيجابي في تاريخها وذلك عن طريق تسليم المشعل للجيل الصاعد الذي يحمل في طياته قاسما مشتركا بين الجيل الذي سبقه المتمثل في حب الوطن والتعلق بمقوماته. كما دعا نفس المتحدث، كافة القوى الوطنية، إلى أخذ كل الوقت الكافي واللازم من أجل ضمان السير الحسن للانتخابات التي تعد كرهان هام في تاريخ الجزائر "ذلك لن يتحقق إلا بالتفاوض بين جميع الأصوات دون إقصاء أي طرف من العملية"، وهو السبيل الوحيد على حد تعبيره الذي بإمكانه تحقيق مصالحة شاملة بين جميع أبناء الوطن، وتسهيل خطى تجسيد شتى عوامل التطور. في سياق آخر، حذّر مرشح الرئاسيات المقبلة العقيد شعبان بودماغ في بيانه، من حالة عدم الاستقرار التي قد تضرب بالبلاد، حيث قال "إن توفر حالة اللاإستقرار ستجعل من مستقبل الجزائر غامضا في المستقبل". كما أصر على أن الاستقرار لن يكون بمجرد إحداث تغيير وفقط "وإنما بمحاولة جعل هذا التغيير إيجابي ومواصلة حركة الإصلاحات التي تعد إستراتيجية ضرورية من أجل الرقي لتأسيس دولة حديثة ومتطورة. من ناحية أخرى، حرص العقيد المتقاعد بودماغ، على أهمية ضمان السير الحسن والنزيه للاستحقاقات المقرر تنظيمها بتاريخ 17 أفريل القادم، إذ أكد "أن الجزائر بلغت اليوم إلى مفترق الطرق، ومن الواجب عليها تسخير كل الإمكانيات والأفضل منها لضمان شفافية هذا الموعد التاريخي لتحقيق الاستقرار والأمن بالبلاد". مضيفا "الدولة لها شتى الوسائل لجعل من المرحلة الانتقالية مصيرية". مجددا وفي الأخير، دعوته إلى جميع القوى الوطنية والسياسية منها لأن يكونوا في مقام المهمة الموكلة لهم من أجل ضمان نزاهة الرئاسيات القادمة.