أكد المدرب يونس افتيسان، أمس، أن مباراة المنتخب الجزائري ضد نظيره الكوري الجنوبي، المنتظرة اليوم، بملعب "بيرا ريو" بمدينة بورتو الغيري، ستكون صعبة لكلا الفريقين، كما قال بأن تدارك الهزيمة الأولى التي مني بها الفريق في اللقاء الأول تتوقف على مدى تغيير الناخب الوطني حليلوزيتش إستراتيجية لعبه وتبني خطة هجومية لكسب رهان المقابلة لصالحه. الشيء الوحيد الذي يمكن تأكيده في الوقت الراهن أن مباراة الجزائر ضد كوريا الجنوبية ستكون صعبة لكلا الفريقين بحكم النتيجة التي سجلها كل طرف في المباراة الأولى وبطبيعة الحال سيحاول كل فريق بذل ما عليه من جهد لكسب النقاط الثلاثة للمباراة التي قد تجعله يستمر في المنافسة وتجنب الإقصاء لاسيما بالنسبة للمنتخب الوطني، الذي يبقى عليه المبادرة بالهجوم وصنع اللعب وعدم انتظار الخصم في منطقته لتحقيق نتيجة إيجابية تمكنه من البقاء ضمن الفرق المنافسة ضمن المجموعة الثامنة لنيل تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني وعدم توديع المونديال في الدور الأول. نقاط قوة فريق الخصم معروفة وقد تم الكشف عنها في المباراة الأولى التي لعبها ضد منتخب روسيا، حيث إنه منتخب يملك في صفوفه لاعبين يمتازون باللياقة البدنية الجيدة وكذا معنويات نفسية جد مرتفعة فهم قد حضروا جيدا لبطولة كأس العالم من جميع النواحي، حيث سيبادر باللعب وسيهاجم عندما تكون الكرة بحوزته وسيدافع عندما يضيع الكرة لاسترجاعها ومن ثم تنفيذ هجمات مرتدة خاطفة لسرعة لاعبيه ما سيشكل فعلا خطرا حقيقيا للخط الخلفي للفريق الجزائري، لكن أعتقد أن المدرب حاليلوزيتش قد أدرك الأخطاء الماضية المسجلة على مستوى الدفاع وقد أخذ ذلك بعين الاعتبار ورسم استراتيجية لعب يمكنها إيقاف القاطرة الأمامية لفريق الخصم لاسيما أنه يضمن في صفوفه لاعبين يمتازون بسرعة التنفيذ لاسيما في الكرات المرتدة. شيء بديهي، أعتقد ذلك خصوصا أن الكثير من الانتقادات وجهت له بعد خسارته لرهان مباراته أمام بلجيكا، وستكون التشكيلة مخالفة لتلك التي شاركت في المباراة الأولى لاسيما في خط الهجوم بإقحام لاعبين بإمكانهم صنع الفرق وتنشيط اللعب، لكن بودي أن أشير إلى أن الإشكالية القائمة في الوقت الراهن في المنتخب الوطني ليس في تشكيلته بحكم يضمن في صفوفها مجموعة من اللاعبين ينشطون في أقوى البطولات العالمية ويملكون الخبرة الكافية في مثل هذه المستويات، إنما تكمن في استراتيجية اللعب التي يعتمد عليها الناخب الوطني أين فضل اللعب بالارتكاز على خطة دفاعية وغلق اللعب، ولعل حتمية الفوز في مباراة اليوم ستدفعه لتغيير استراتيجية اللعب بالشكل الذي يسمح للفريق تجاوز عقبة كوريا الجنوبية. لا أعتقد ذلك فالطاقم الفني للمنتخب الوطني أخذ ذلك بجدية أثناء التحضيرات التي سبقت موعد المقابلة الثانية، وأظن أن اللاعبين لاسيما الذين لهم من الخبرة الكافية في مثل هذا النوع من المنافسة قد ساهموا في منح الثقة من جديد في نفوس اللاعبين لتجاوز هذه المرحلة. كما أظن أن التشكيلة تتواجد في أحسن أحوالها سواء النفسية منها أو البدنية وكل لاعبيها عزموا على تحقيق الفوز على كوريا الجنوبية لأنه سيعزز من حظوظ البقاء ضمن حظيرة الفرق المنافسة لبلوغ الدور الثاني من مونديال البرازيل. لا يوجد بديل للخطة الهجومية إذا أراد فعلا الناخب الوطني تفادي أخطاء المباراة الافتتاحية، كما يبقى من الضروري على اللاعبين التحلي بالجرأة أيضا والمبادرة بالهجوم إذا كانت لديهم فعلا الرغبة في الفوز بالنقاط الثلاثة للمباراة، ومن المنتظر أن نرى فريقا وبوجه مغاير هذه المرة وذلك بإقحام كل من جابو، براهيمي ونبيل غيلاس في الهجوم كأساسيين، كما يبقى من الضروري تسيير المباراة بذكاء وخلق نسق وانسجام بيع جميع الخطوط. صعوبة المباراة وأهميتها لكلا الفريقين تجعلها صعبة ونأمل أن يكون منتخبنا في أحسن أحواله بتحقيقه نتيجة إيجابية.