الرئاسيات محطة مفصلية في تعزيز المسار الديمقراطي أكد وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، أن الجزائر مقبلة خلال الأيام المقبلة عل مرحلة هامة، تتطلع من خلالها إلى تعميق المكاسب المحققة، من خلال الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 18 أفريل المقبل، مشيرا إلى أنها المرحلة التي تأتي بعد إصلاحات سياسية ومؤسساتية توّجت بالتعديل الدستوري سنة 2016، الذي كرس للمزيد من الحقوق والحريات، بما في ذلك حق كل مواطن جزائري أن يَنتخب أويُنتخب. قال الوزير لدى إشرافه، أمس، بعنابة، على الطبعة 14 لجامعة الموثقين الأفارقة إن الانتخابات الرئاسية المقبلة فرصة لتعزيز المسار الديمقراطي وفق المواصفات الراسخة في هذا الشأن، والتي باتت تمثل قاعدة للتعايش والتفاعل والحوار، وإيجاد الحلول للاختلافات التي قد تطرأ على المواقف والآراء داخل المجتمع بأسلوب حضاري راق، مبرزا أن الغاية من ذلك إحداث تطوير أكثر عمقا في مسار التحول الديمقراطي وتجسيد الإرادة الشعبية. وأضاف لوح أن المرحلة المقبلة فرصة لانتخابات يسودها الهدوء والحضارية في كل مراحلها، وأن تطغى الروح الوطنية على غيرها من الاعتبارات الأخرى، لأنه ما من مكسب آخر يعلو على الوطن والسلم والاستقرار، لا سيما وأن بلادنا تقع على خطوط التماس مع محيط إقليمي مضطرب وغير آمن لا يخلو من التآمر، وهوما يتطلب منا التحلي باليقظة والحذر المتواصل، والتفكير في كل خطوة وما يمكن أن ينجم عنها من أثر على ما تنعم به بلادنا من تحصين وسكينة وأمن واستقرار، مضيفا أنه من دونها لا يمكن الحديث عن التنمية أو أي نمط من أنماط الديمقراطية أوالحقوق أوالحريات. وذكر لوح بالجهود المضنية التي بذلها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على امتداد السنوات الماضية، لإنجاز سلسلة من الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية، الرامية إلى تحقيق التنمية وتحريك عجلة التقدم، لا سيما بإشرافه على التغيرات الأساسية للجهاز الإنتاجي الذي يشكل الاستثمار حجر الزاوية فيه، مضيفا أن هذه الإصلاحات أصبحت متاحة بفضل المصالحة الوطنية، وما أحرزته من مناخ للسلم والاستقرار في كافة أنحاء الوطن، وما وجدته من مؤازرة ووعي وطني راشد. تماسك أبنائنا أفشل كل محاولات إختراق الجدار الوطني الطيب لوح قال إن حنكة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ومعايشته لمختلف التطورات الحاصلة عبر العالم، لاسيما منها الإفرازات الناجمة عن العولمة والتحولات الدولية المرافقة، قد حصنت الوطن من الانجراف الذي وقعت فيه العديد من دول المنطقة، والتي انساقت وراء شعارات ما فتئت مهالكها أن تجلت للجميع وما زالت آثارها وعواقبها تؤثر على البنيان والمصير، وما زالت أسئلة كثيرة مريبة تطرح على مستقبل بعض هذه المناطق بعد أن فقدت نصيبا من القرار وحق الاختيار. وأضاف وزير العدل حافظ الأختام أن الجزائر وبفضل معينها، وما يميز أبناءها من التماسك عند الشدائد والفتن، بالنظر إلى اقتناعه بسلامة التوجهات الوطنية التي تمضي فيها بكل ثبات أفشل كل المحاولات التي ضلت تسعى لاختراق الجدار الوطني الذي ظل متماسكا، مؤكدا أن الجزائريين وعلى رأسهم الشباب برهنوا على قدراتهم وكفاءتهم على التمييز بين النافع والضار، وما زال مضرب المثل والقدوة الجديرة بالاقتداء، لا سيما في الفترات التي تتشعب فيها المسالك، وتتنوع فيها الخيارات التي تحتكم في الأخير إلى الإرادة الشعبية بكل شفافية ونزاهة، وآلية الديمقراطية المعروفة وهي الانتخابات. وأضاف أن شبابنا الذي هو ثمرة من ثمرات الإصلاح، التي أعطاها رئيس الجمهورية كل العناية، يدرك بلا شك الفصل بين كل ما هو ضار ونافع وما هوجاد ومفتعل، وهي المناقب التي ستجعله بمنأى عن كل مسعى مريب، وكل محاولة تضر بالوطن وتعرقل عزمه على المضي في الإصلاح وتجذير الخيار الديمقراطي. مدونة أخلاقيات مهنة التوثيق والبطاقة الإلكترونية البيومترية وكشف وزير العدل أن وزارة العدل ستشرع قريبا في إعداد مشروع مدونة أخلاقيات مهنة التوثيق، بمشاركة الغرفة الوطنية للتوثيق، التي ستساهم في ضبط الممارسات والعلاقات بين الموثقين والمحيط الذي يتعاملون معه، وحتى يواكب التوثيق ويساير التطور الاقتصادي والاستجابة لمتطلبات المتعاملين والمستثمرين، مؤكدا أن هناك مخطط قيد التنفيذ لعصرنة مكاتب التوثيق، وقال إنه على مستوى وزارة العدل تم إعداد مشروع البطاقة الالكترونية البيومترية للموثق الأولى عالميا، والتي ستمكن صاحبها من الحصول على مختلف الخدمات القضائية عن بعد، وأيضا تسمح له بالتوقيع الإلكتروني على مختلف الوثائق التي يحررها ويصدرها في إطار تأدية مهامه، طبقا لأحكام القانون المتعلقة بعصرنة العدالة.
