توافد سكان وهران على صناديق الاقتراع منذ اللحظات الأولى لافتتاحها، وكلهم عزم وأمل في مستقبل أفضل، تسوده الديمقراطية والحكم السليم، هو ملخص تصريحات اشترك فيها محدثونا على اختلاف الجنس والعمر من الذين أدوا واجبهم بعدد من مراكز الانتخاب التابعة لدائرة بئر الجير وبوتليليس وعين الكرمة. وقد اتسم توافد الوهرانيين بوتيرة ضعيفة في الصباح، لكنها أخذت نسقا متصاعدا مع مرور الوقت، مع تسجيل تفاوت من بلدية لأخرى، فيما جرت العملية الانتخابية في ظل تواجد أمني لافت ووسط أجواء تنظيمية محكمة سادها الهدوء والسلمية، دون تسجيل أي انزلاقات أوتصرفات سلبية، تمنع السير الحسن للعملية. وفي زيارة ميدانية، قادت «الشعب» لمركز «سلمان الفارسي» بحي كناستيل، التابع لبلدية بئر الجير لمست الإقبال الكبير، وخاصة من قبل الشباب الذين أكدوا في تصريح لهم أن عملية التصويت التزام وواجب، يستلزم من الشخص تقديسه من أجل الوطن وشعبه. وأكد خضراوي، البالغ 85 سنة، أنه يعتبر التصويت كأحد الواجبات الأساسية، وكلما يناديه الوطن، يلبي النداء، داعيا الشباب إلى مساندة بلدهم والوقوف معها لتجاوز هذه الأزمة من أجل المصلحة العليا للوطن والمواطنين، فيما قال الشاب «م. ل»: «من واجبي الذهاب للانتخاب من أجل جزائر جديدة، حيث تسموا العدالة والديمقراطية»، مشددا في الوقت ذاته على أنّ الانتخابات واجب وطني على كل جزائري وجزائرية. وفي جولتنا الاستطلاعية إلى مركز الاقتراع الشهيد بدوبية محمد «المختلط» بحي النخلة ببلقايد، سجلنا إقبالا محتشما خلال الفترة الصباحية مقارنة بالمراكز الأخرى، ليرتفع العدد تدريجيا خلال الفترة المسائية، ومن أهم الملاحظات التي سجلناها عدم احترام ترتيب أوراق المترشحين، وغياب الملاحظين وممثلي أغلب المترشحين بالمكاتب. وقد عرف مركز «الشيخ البشير الإبراهيمي» الخاص بالرجال بمسرغين، غرب الولاية أجواء من الفرحة والبهجة الممزوجة بالفخر والحماسة، حيث سجلنا توافدا كبيرا للمواطنين من مختلف الفئات العمرية، مصحوبين بأطفالهم، والهدف المشترك الذي جمعهم ترسيخ ثقافة الانتخاب وغرس قيم الديمقراطية لدى جيل المستقبل. وبخصوص الأجواء التنظيمية، أشاد عديد رؤساء المركز بالسير الحسن للعملية فيا ندّد عدد منهم بتصرفات بعض الملاحظين لعدم تقيّدهم بالقوانين المنظمة، بما فيها الالتزام بأماكنهم داخل المكاتب، ناهيك عن تصرفات بعض المواطنين من خلال محاولة التقاطهم خلسة صورا وفيديوهات داخل مكاتب الاقتراع للمؤطرين وحتى أعوان الأمن على مستوى المراكز من رجال الشرطة والحماية المدنية وغيرهم. بدوره، أكد منسق المندوبية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بن داود عبد القادر، أنّ العملية سارت بشكل عادي وهادئ، مع تسجيل بعض الملاحظات التي تم التحكم فيها، وعلى رأسها إعادة ترتيب أوراق المترشحين، وكذا غياب عدد من المؤطرين الذين تم استبدالهم بآخرين، فيما قدرت نسبة حضور ممثلي المترشحين ب30.3٪. وعبّر في سياق متصل عن ارتياحه للنتائج التي حققتها الولاية إلى غاية ما بعد الظهيرة، وذلك مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة، حيث ارتفعت نسبة التصويت من 7.22٪، خلال الساعة 11 صباحا إلى 33.32٪ إلى غاية الساعة الخامسة مساء، وذلك بمجموع 351006، وقد احتلت بلدية الكرمة أعلى نسبة ب51.42٪، وأدنى نسبة سجلت ببلدية وهران ب25.97٪، فيما أشار إلى أن نسبة انتخابات 2014، لم تتعد 13٪ على الساعة 18:00 مساء. وقال بن داود موجها رسالة شفوية إلى القنوات الأجنبية التي تبث حسبه تصاريح مضللة:»الشرف الإعلامي يقتضي نقل الحقيقة كما هي، وقد عاهدنا الشعب الجزائري، ونحن للأمانة صائنون لا نكذب على الشعب، ولا ننقل إلا الحقيقة، وما أعلن عليه من أرقام عن وهران ثابت، وما سجلناه من أخطاء، تم تداركها». وأكّد نفس المسؤول خلال الإدلاء بصوته في مدرسة الشهيد «بن غليمة محمد» بحي المستقبل الأفق الجميل ببئر الجير، بأنه «ينتخب من أجل أن تخرج الجزائر من الفراغ الدستوري والتأسيس لدولة الحق والقانون»، مردفا بالقول: «ولا تنتهي النضالات بمجرد الانتخابات الرئاسية من خلال فتح ورشات الإصلاح عبر مختلف المجالات». وفي الختام، دعا الشعب الجزائري إلى الاتحاد والتعاون والتكامل، مردفا بالقول: «الاكتفاء بالمطالب والتنبيه بالخلل دون التعاون على صناعة الحل لا يخدم الوطن فالنكن متحدين ونحقق مطلب خاوة خاوة لنتعانق ما بين كجزائريين، لا للعنف اللفظي، لا للعنف المعنوي من أجل جزائر دائما ريادية».