يسعى الفاعلون في قطاع الفلاحة في باتنة، خاصة المنضوين تحت لواء جمعيات فلاحية، على تطوير شعبة زراعة البطاطا، والتي تشهد في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا بعد اهتمام أغلب الفلاحين الذين يملكون أراضي فلاحية خصبة بهذه الشعبة. تعتبر المناطق الجنوبية للولاية من بين أكثر المناطق الزراعية التي يراهن الفلاحون بدعم ومرافقة من السلطات الفلاحية على توسيع مساحاتها الزراعية المخصصة لبطاطا على غرار مناطق كل من بريكة، بيطام والجزار، خاصة بعد نجاح عديد التجارب الفلاحية في هذا الشأن، ما شجع الفلاحين على الاستثمار في زراعة البطاطا. وأشار بعض الفلاحين إلى أن باتنة، من بين ولايات الاوراس القليلة المنتجة لهذه الشعبة، بسبب عدة عوامل يمكن تغييرها بإدخال أحدث تقنيات الزراعة على المساحات الزراعية المنتجة للبطاطا، كطبيعة المنطقة بالإضافة إلى نقص كميات الأمطار المتساقطة، كون زراعة البطاطا تحتاج لكميات كبيرة من المياه أثناء نموّها لإعطاء منتوج وفير وجيد. وساهمت أيضا عوامل بشرية أخرى، في قلة إقبال الفلاحين، على زراعة هذا النوع من الخضر الواسع الاستهلاك، وفضل بعض الفلاحين بسبب العوامل السابقة التوجه لبعض الشعب الفلاحية الأخرى، مثل الزيتون والمشمش وغيرها المتكيفة مع طبيعة المنطقة. كانت مصالح مديرية الفلاحة بالتنسيق مع الجمعيات الفلاحية، أعادت تشكيل الخريطة الإنتاجية للبطاطا، بتقديم صيغ الدعم للفلاحين لتشجيعهم على توسيع المساحات الزراعية باستغلال الفارق الزمني في إنتاج هذا النوع من الخضر بين ولاية باتنة ومختلف الولايات، بالشمال أو الجنوب. ويختلف موسم الجني، كون مدة إنتاج البطاطا لا تتجاوز 45 يوما، ما يجعل من إمكانية زراعتها في غير وقتها مفيدا وفعالا في حال تم توفير الماء للسقي، بحسب فلاحين أشاروا إلى إمكانية الزراعة خارج أوقات إنتاجها ل 3 مرات في السنة، خاصة بباتنة التي يتم فيها الجني في وقت متأخر بسبب زراعتها المتأخرة حيث يتم تسويق المنتوج، بداية من شهر ديسمبر من كل سنة ودون الحاجة إلى اللجوء إلى غرف التبريد. وطالب الفلاحون من مديرية الفلاحة مرافقتهم الميدانية من خلال تكوينهم في احدث طرق الزراعة وتوفير بعض الوسائل والاستعانة بالمختصين في الشعبة خاصة في مجال الدعم التقني، وتوفير البذور الممتازة من المزارع النموذجية، وتعميم استعمال السقي المحوري وتوفير فضلات الدواجن التي تساهم في وفرة وجودة المنتوج .
