أثار تذبذب أسعار اللحوم المفاجئ حفيظة جمعيات حماية المستهلك، الذين دعوا في تصريح ل«الشعب" إلى ضرورة الإسراع في عملية إحصاء الثروة الحيوانية واتخاذ إجراءات أكثر صرامة لضبط السوق، وكذا إيجاد لحوم بديلة لكسر الأسعار وتنويع الاستهلاك. أرجع رئيس الجمعية الوطنية "أمان" لحماية المستهلك حسان منور، سبب التذبذب الذي يعرفه سوق اللحوم في الجزائر، إلى غياب الأرقام الحقيقية لرؤوس الماشية، ولعدد المربين والموزعين، حتى المذابح يضيف تسير بطريقة فوضوية، ناهيك عن الذبح العشوائي خارج الأطر القانونية، وكلها عوامل أدت الى ارتفاع أسعار اللحوم. ذكر منور في السياق، أن الجمعية طالبت بإحصاء الثروة الحيوانية منذ 2015، مقدما اقتراحات لتنويع إنتاج اللحوم، منها تربية الجمال والأرانب والماعز المتوفرة بكثرة في الهضاب العليا والصحراء، مفيدا أن إنتاجها سهل وغير مكلف، وبإدراجها في قائمة اللحوم كبدائل، تسمح بتنويع الاستهلاك وإنقاذ الاقتصاد من الاستيراد، مشيرا أن الجزائر تستورد قرابة 100٪ من اللحوم البيضاء "دجاج". أما زكي حريز، رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، فقد ثمن مبادرة وزير الفلاحة الرامية الى تسقيف أسعار اللحوم. ويعتقد أن إشكالية ارتفاع أسعار اللحوم ترجع إلى التغذية والدواء، فتغذية الدجاج تكلف ما بين 7000 الى 9000 دينار للقنطار الواحد، كما يرى أنه من غير الممكن الاستمرار في الاتكال على الديوان الوطني لتغذية الدواجن، فهو وحده لا يستطيع ضمان تلبية الطلب. ويرى المتحدث أن التذبذب الذي يشهده سوق اللحوم، راجع إلى غياب الاستثمارات الكبرى في مجال إنتاج الأعلاف الحيوانية. كما لا يمكن، بحسبه، الاستمرار في تربية المواشي بالطرق التقليدية، بل لابد أضاف يقول من تطوير هذا المجال باستخدام التكنولوجيات الحديثة لزيادة الإنتاج، الذي يمكن من توفير اللحوم وخفض الأسعار. أما رئيس الجمعية الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه مصطفى زبدي، فهو يعتقد أن ارتفاع الأسعار الجنوني الذي تعرفه اللحوم، لا يتماشى والأسباب التي يقدمها المهنيون، بحيث أنه في ذروة ارتفاعه منذ شهر رمضان الفائت، وبقيت مستمرة كذلك إلى أن بلغت مستويات قياسية في عيد الأضحى الماضي، بالرغم مما تقدمه السلطات من امتيازات في التلقيح والأعلاف من خلال دعمها. وخلص إلى أن هذا الوضع أصبح يؤرق العائلات الجزائرية، فلم تعد تقوى على اقتنائه الطبقة الوسطى، ناهيك عن الفقيرة، التي غادر اللحم موائدها منذ زمن. ويستغرب زبدي استمرار هذا الإشكال، بالرغم من أن الجزائر تمتلك من المؤهلات الطبيعية ما يجعلها قادرة على التحكم في الإنتاج. غير أن هناك إشكال آخر تطرق إليه المتحدث، والمتمثل في الدعم الذي يطالب بتوجيهه لمستحقيه. وثمن ما تقوم به السلطات العمومية، لاسيما عملية إحصاء الثروة الحيوانية، لأن الأرقام المتداولة لحد الآن "غير حقيقية"، فقد حدث فيها تضخيم كبير، بحسبه، مسجلا أنه لابد من تشجيع الاستثمار في شعبة اللحوم من خلال توفير الأعلاف. ودعا في السياق، إلى التحضير لاستيراد اللحوم الطازجة استعدادا لشهر رمضان القادم، حتى لا يتكرر "سيناريو رمضان الماضي".