تتواصل بالمركب السياحي الأندلسيات بوهران، فعاليات الطبعة الأولى لمهرجان الطبق التقليدي الجزائري، تحت إشراف المستشارة الوطنية للصناعات التقليدية والحرف اليدوية والعمل العائلي ورئيسة اللجنة الولائية للصناعات التقليدية والحرف اليدوية واللجنة الوطنية للنشاطات الثقافية، وبمشاركة 50 حرفيا من 58 ولاية. أوضحت رئيسة المهرجان، بن عطية فلة، في تصريح ل "الشعب" أن الطبعة الأولى لمهرجان الطبق الجزائري، يجمع "شيفان" محترفين ومبتدئين، سعيا للتعريف بأشهر المأكولات الشعبية الجزائرية في ظل التهديدات التي تواجه الهوية الوطنية التي يعد المطبخ من أهم مميزاته" بسبب السرقات المتتالية لموروثها المعروف عالميا في الطبخ. وأضافت السيدة بن عطية، أن "هذه المسابقة الوطنية، تخضع لتنظيم محكم، من خلال ضبط برنامج للأطباق المقترحة على مدار أربعة أيام كاملة عمر التظاهرة، يتصدرها "الكسكس" و«الرقاق" في اليوم الأول و«التليتلي" و«الرشدة" في اليوم الثاني، واليوم الثالث "البركوكس" و«القوارد"، المعروف ب«الدويدة" في السعيدة، مع فتح المجال واسعا للأكلات القبائلية وجهة الصحراء ووهران. كما أشارت إلى برمجة عرض خاص عن قصة وتاريخ كل طبق، ناهيك عن مكوناته والمنطقة المعروف به وتسميته، وغيرها من النقاط التي تصنفه كإرث جزائري، بالموازاة مع الحدث تم تنظيم معرض للحلويات التقليدية والخبز، سعيا للحفاظ على المكتسبات وتعزيز الاحتكاك بين الحرفيين وتثمين المهارات، وفق تعبيرها. واعتبرت المتحدثة ذاتها أن "فن الطبخ الجزائري، هو خلاصة ثقافات عديدة، يستمد شهرته ولذته، ومميزاته من تنوع مكوناته وتأثره بالطبخ الأمازيغي والعربي والإفريقي والتركي والفرنسي والبحر الأبيض المتوسط." وترى أنه من "أكثر المطابخ تنوعا في العالم، يعتمد أساسا على ما تجود به الطبيعة الجزائرية ومقوماتها الفريدة من الأعشاب والتوابل والخضروات واللحوم، والأسماك والحبوب، فيما تعد المعجنات والخبز، عنصرا أساسيّا في المطبخ الجزائري." وأشارت إلى أن "الكسكس الجزائري، من بين التخصصات المطبخية الشعبية، الأكثر شهرة في مختلف ربوع الوطن، إضافة إلى الرقاق والرشتة والتريدة والشخشوخة، وغيرها من الاطباق الشعبية التي تعتمد على المنطقة والموسم." كما تنبع ميزة الطبخ الجزائري في كونه ينفرد بوجبات مالحة وحلوة، وأخرى تمزج السكر والملح، كما يتم استعمال بعض الفواكه في تحضير وطهي بعض الأطباق، كطاجين اللحم بالبرقوق والزبيب الغني بمكوناته التي تشمل التفاح والإجاص والسفرجل والموز، وغيرها من الفواكه والمكسرات، كما قالت. سهرات ليلية وجولات سياحية من جانبه، أكد المدير الولائي للسياحة والصناعات التقليدية، بوجنان مراد، أن "هذا التجمع الوطني الهام يرمي إلى الحفاظ على خصوصية الطبخ الجزائري، والتعريف به والبحث عن سبل تطويره، فضلا عن تبادل الخبرات والتجارب بين أشهر المدن المعروفة في هذا المجال." وأبرز بوجنان، أن "الهدف الأسمى، يكمن في توثيق الطبق الجزائري والحفاظ على مكتسباتنا ومقوماتنا المادية واللامادية من الضياع والسرقة والنهب"، مشددا على أن "كل طبق جزائري، يحمل قصة ومكونات وطريقة، يجب المحافظة عليها ونقلها من جيل إلى جيل". كما نوه المسؤول ذاته، ب "الجهود المبذولة للترويج للأطباق الشعبية الجزائرية، وغيرها من الحرف والصناعات التقليدية، بالتنسيق الدائم مع الغرفة والمنظمات والجمعيات المتخصصة، وفق توجيهات الوزارة ومخطط عمل الحكومة في إطار مسعى الحفاظ على الموروث الثقافي، الذي يبحث عنه السائحون بمجرد أن تطأ أقدامهم ارض الوطن. وفي الختام، أكد المسؤول الأول على القطاع بوهران "استعداد المديرية لبرمجة سهرات ليلية وجولات سياحية لمختلف المعالم الدينية التاريخية والسياحية التي تزخر بها ولاية وهران، لفائدة المشاركين، مع منح جوائز تحفيزية للفائزين الأوائل وتشجيعهم بما يرفع هممهم ويحفزهم للدفاع عن تراثنا وموروثنا أمام حملات النهب والسرقة وتهديدات العولمة الثقافية".