كسر مدرب المنتخب الوطني الأسبق رابح سعدان حاجز الصمت الذي التزمه منذ مدة، ورد على الانتقادات التي وجهها له اللاعب رفيق جبور -عبر مجلة "جون أفريك"- والتي قال من خلالها بأن المنتخب كان يسير في طريق خاطئ قبل مونديال جنوب إفريقيا، منتقدا طريقة التحضير لهذا الموعد، وكذا طريقة لعب المنتخب الوطني. ما تعليقك على الانتقادات التي وجهها لك ضمنيا اللاعب رفيق جبور، وفي رأيك ما سبب تهجمه عليك بتلك الطريقة؟ أوّلا، وقبل الرد على جبور، أريد أن أوجه نصيحة لمسؤولي الاتحادية، وللمدرب الحالي للمنتخب، وهي ضرورة إضافة بند في القانون الداخلي للمنتخب، يلزم لاعبي المنتخب وكل من ينتسبون إليه بواجب التحفظ عن انتقاد المدربين السابقين للمنتخب الأول، لأن التزام الصمت تجاه مثل هذه التصريحات النارية سيضر بالمنتخب والاتحادية، ويشوه صورتهما، أنا استغرب ما يقوم به بعض اللاعبين، حيث يحاولون التقرب لمدرب المنتخب بشتى الطرق، قبل أن ينتقدوه ويهاجموه بعد رحيله، يجب وضع حد لمثل هذه التصرفات، وعدم نشر غسيل المنتخب أمام الناس.
وماذا عن تصريحاته؟ أنا أتساءل لماذا انتظر كل هذا الوقت كي ينتقدني، ولكنني سأقول لكم لماذا هاجمني بتلك الطريقة، فهو يتودد للمدرب خاليلوزيتش على حسابي من خلال الإشادة به، بعد أن أبعده عن المنتخب، من المفروض أن يشكرني، لأنني ساعدته كثيرا على الوصول إلى ما هو عليه الآن.
أنت تعرف جبور جيدا بحكم إشرافك عليه مدة 3 سنوات، ما رأيك فيه؟ من الناحية التقنية هو لاعب جيد...
تقول لاعب جيد بالرغم من أنه مع المنتخب منذ 6 سنوات ولم يسجل سوى 4 أهداف، نصفها في مباراتين وديتين، ألا ترى أن هناك تناقضا؟ لا، أنا أعي ما أقول، هو فعلا لاعب جيد من الناحية الفنية، لكن من الناحية البسيكولوجية والذهنية فهو إنسان مريض، هو حالة خاصة، ويصعب التعامل معه، وأنا متأكد من أن المدرب خاليلوزيتش أبعده من المنتخب لهذا السبب، لقد بذلت رفقة الطاقم الفني مجهودات كبيرة من أجل إدماجه في المجموعة في كل مرة، لقد عانينا كثيرا معه كي نعيده إلى حالته الطبيعية، وكان جزائي أن يهاجمني بهذه الطريقة، عليه أن يشكرني ويحمد الله عز وجل على ما قدمناه له من دعم بعد أن كان منبوذا... تصوروا أنه خلال مباراة زامبيا جلب معه حذاءين للقدم اليمنى، ومرة دخل مباراة مصر بالبليدة بقميص التدريبات، هل هذا سلوك لاعب محترف؟!
هل صحيح أنه أخفى قميصه في غامبيا (في جوان عام 2008) كي لا يلعب؟ أنتم على دراية بكل شيء إذن، في كل مرة يحضر إلى المنتخب يحدث مشاكل، ولكم أن تسألوه لماذا طردوه في نادي أوكسير الفرنسي، ولماذا طرده عبد الحق بن شيخة من المنتخب الأولمبي عندما كان يشرف عليه، لقد بذلت مجهودات جبارة لإعادته إلى المنتخب الأول في عام 2007، بعد أن وضعته الاتحادية ضمن قائمتها السوداء بسبب الفضيحة التي ارتكبها مع المنتخب الأولمبي، ومع ذلك، فقد أدمجته في المنتخب مجددا، وتغاضينا عن العديد من تصرفاته الطائشة ليصبح على ما هو عليه حاليا.
ألا تعتقد بأن حرمانك له من المشاركة في كأس إفريقيا بأنغولا وراء تصريحاته؟ لقد أخبرته أنذاك أنه لن يشرك في دورة أنغولا، لأنه دون فريق، وطلبت منه أن يسرع في إيجاد ناد يلعب له، وإلا لن استدعيه للمشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، كنت صريحا معه، لقد كان يتودد إليّ بكل الطرق كي استدعيه إلى المنتخب، ولكنني كنت واقعيا.
جبور أعاب عليك أيضا انتهاجك خططا دفاعية، مشيدا باللعب الهجومي لخاليلوزيتش، ما ردك على ذلك؟ ليس جبور من يقيمني، لأنني مدرب ذا خبرة، عليه أولا أن يساعد المنتخب على تحقيق أهدافه، عوض أن يتحدث في وسائل الإعلام عن أمور لا تعنيه، أوجه له نصيحة، لأنني أكبر منه بكثير ولا مجال للمقارنة بيننا، عليه أن يثبت قوته وجدارته في الملعب كي يعود إلى المنتخب مجددا، وأما عن انتقاده للخطط التي كنت أعتمد عليها، فهذا راجع للتعداد البشري الذي كان في متناولي، لم أكن أملك لاعبين ذوي مستوى عال كي أطبق الخطط الواجب تنفيذها، كنت أشتغل وفق ما أملك فقط، والآن تغيرت المعطيات والمنتخب يضم حاليا ثلاثة أو أربعة لاعبين ممتازين، ولا تنسوا أنه في بداية مشواري مع المنتخب لم نكن نملك الإمكانيات المادية والبشرية الموجودة حاليا. وأقولها لكم بصريح العبارة لو كنا نملك مهاجمين في المستوى لما كنت استدعيت جبور أصلا إلى المنتخب بسبب مزاجه العكر وعقليته السيئة.
هل تعتقد أنك نجحت مع المنتخب الوطني؟ في ظل الظروف التي واجهتنا في بداية المشوار، وكذا المشاكل التي كانت تعترض سبيلنا في كل مرة على غرار الإصابات المتلاحقة، فيمكنني أن أقول بأننا حققنا معجزة بالوصول إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا 2010، وبلوغ نهائيات مونديال جنوب إفريقيا، لقد أدينا مشوارا مشرفا وتمكننا من إعادة المنتخب إلى الواجهة الدولية بعد سنوات طويلة من الغياب عن المحافل القارية والعالمية.