قررت الشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية أول أمس إلغاء جميع رحلات الخطوط الجوية الليبية نحو البقاع المقدسة، نظرا لوجود مقاعد شاغرة على متن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية، حسب ما أكدته أمس نائبة مدير البرمجة بالخطوط الجوية الجزائرية في تصريح ل "الشروق اليومي" السيدة زبير حسنية التي أوضحت بأن الخطوط الجوية الجزائرية رفضت منح هذه الرحلات للخطوط الليبية لأن لديها تحفظات. بسبب وجود مقاعد شاغرة على متن طائرات الجوية الجزائرية، مؤكدة بأن البرنامج المتفق عليه بين الشركتين منذ البداية هو نقل المعتمرين على متن بوينغ 727 التي تحتوي على 147 مقعد وهي الطائرة التي كانت مبرمجة غير أن الخطوط الليبية تقدمت أول أمس الإثنين، وذلك قبل يومين من انطلاق أول رحلة بطلب برمجة طائرة من نوع بوينغ 746 ذات 530 مقعد. "ولما كان الأمر يتعلق بقضية تجارية، والخطوط الجوية الجزائرية حريصة على مصالحها التجارية، خاصة وأن الخطوط الجوية الجزائرية لديها حاليا رحلتين أسبوعيا إلى طرابلس وهناك مقاعد شاغرة، ولهذا اتخذت الخطوط الجوية قرار إلغاء رحلات الجوية الليبية". وقالت نائبة مسؤول البرمجة في هذا الصدد "نحن مؤسسة عمومية تجارية مهمتها حماية حصتها في السوق، إذا كانت المقاعد كلها محجوزة تقرر الشركة منح الرحلات المتبقية للشركات طيران أخرى ولكن إذا كانت المقاعد على متن طائرات الجوية الجزائرية شاغرة فلا يعقل أن يتم منح المقاعد للشركات الأخر، قبل أن تضيف المسؤولة في تصريحاتها ل "الشروق اليومي" بأن طلب الخطوط الليبية وصل إلى شركة الخطوط الجوية الجزائرية متأخرا وفور وصوله أصدرت الجوية الجزائرية قرار الإلغاء، ولو أن الخطوط الجوية تقدمت بالطلب من قبل لبلغت بالقرار مبكرا، مؤكدة بأنه المفروض أن لا تكون الخطوط الجوية قد باعت التذاكر للوكالات لأنها لم تكن قد حصلت بعد على ترخيص الملاحة الجوية، حيث يفترض على أي شركة طيران أن تحصل على الترخيص قبل بيع التذاكر. في وقت أثار هذا القرار زوبعة لدى الخطوط الجوية الليبية من جهة وفي أوساط الوكالات السياحة من جهة أخرى حيث التمست الوكالات السياحية من وزير النقل التدخل العاجل لإعادة النظر قرار شركة الخطوط الجوية الجزائرية والطيران المدني الرافض لطلب الترخيص ببرمجة رحلات عادية لتنقل المعتمرين الجزائريين إلى البقاع المقدسة على متن الخطوط العربية الليبية، وأرفقت الوكالات السياحية مراسلتها لوزير النقل أمس بعريضة احتجاجية تتضمن توقيعات لعدد من الوكالات السياحية المعتمدة لنقل المعتمرين إلى البقاع المقدسة. وحسب ممثلي الوكالات السياحية الذين تنقلوا إلى مقر "الشروق اليومي" لتبليغ احتجاجهم فإن لجوئهم إلى الخطوط الجوية الليبية كان بعد أن تعذر عليهم برمجت رحلات عبر الخطوط الجوية الجزائرية بسبب عدم توفر أماكن حسب التوقيت والعدد المطلوب نتيجة الضغط والطلب الكثيف هذه الأيام على رحلات العمرة. حيث لجأت الوكالات السياحية إلى إبرام اتفاق مع الخطوط الجوية الليبية تم بموجبه نقل حوالي 3500 معتمر خلال شهر رمضان الفارط وعلى هذا الأساس تمت برمجت رحلات هذا العام وتمت جميع الإجراءات، قبل أن تتفاجأ بقرار إلغاء الرحلة المبرمجة أسبوعيا كل يوم ثلاثاء في آخر لحظة وذلك قبل 12 ساعة من انطلاق الرحلة، وهو القرار الذي تسبب في إحداث أزمة بين الخطوط الجوية الجزائرية والخطوط الليبية ذهب ضحيتها المعتمرون المتعاقدين مع الوكالات السياحية الذين دفعوا للوكالات كل النفقات الخاصة بالعمرة ليتفاجأوا في الأخير بأن الرحلة التي كانت مبرمجة لنقلهم إلى البقاع المقدسة يوم الثلاثاء قد ألغيت، وحسب بعض مسؤولي الوكالات السياحية الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي" فإن الخطوط الجوية الليبية ردت على قرار الخطوط الجوية الجزائرية بإلغاء جميع رحلاتها إلى الجزائر وهي تفكر الآن في إلغاء الرحلات الجوية الجزائرية نحو ليبيا مستقبلا، احتجاجا على قرار منعها من نقل المعتمرين الجزائريين إلى البقاع المقدسة في حين منحت 17 رحلة للخطوط الجوية السعودية كرحلات خاصة، وعدة رحلات للخطوط السورية، وشركات طيران أخرى، ما عدا الجوية الليبية. جميلة بلقاسم:[email protected]
