حظي الباحث الجزائري، الدكتور عز الدين مذكور، بتعيينه أستاذا على رأس قسم جراحة المخ والأعصاب في المستشفى الجامعي لتوليدو بالأوهايو بالولايات المتحدةالأمريكية، وهذا بعد أن اشتغل سنين طويلة أستاذا مشاركا (أو ملحقا) في ذات التخصص وفي ذات المستشفى، وهو التعيين الذي خلف موجة من الإشادة، وبشكل يعكس مكانة الكفاءات الجزائرية في أمريكا وأوروبا. خلّف خبر ترسيم الباحث الجزائري عز الدين مذكور (65 سنة) على رأس قسم جراحة المخ والأعصاب في أحد أكبر المستشفيات الأمريكية الكبيرة ردود أفعال إيجابية في الوطن والخارج، فلم يتوان الكثير في التنويه بسيرته ومسيرته في مجال الطب، وكذا مساهماته في القضايا الإنسانية، ومد يد العون للجالية المسلمة والعربية في أمريكا، واصفين تعيينه لهذه المهمة على أنه إضافة علمية نوعية، خاصة أن هذا الأخير برهن عن كفاءته، وسار على خطاه نجله الذي يشتغل بدوره طبيبا، وكذا ابنته التي تعمل طبيبة في شيكاغو. وأكد الدكتور عيسى محمدي أن مشوار الباحث الجزائري عز الدين مذكور في مجال الطب تميز بالعديد من الإنجازات والمهام التي وصفها بالمميزة، ما جعله يصنف ضمن الكفاءات الجزائرية الفاعلة في قطاع الصحة بالولايات المتحدةالأمريكية، مضيفا أن الباحث عز الدين مذكور سبق له أن اختير ممثلا رسميا للجمعية الوطنية الجزائرية لجراحة المخ والأعصاب في المهجر، نظير مساهماته العلمية والتربصية للجراحين الجزائريين والعرب والمسلمين بشكل عام، إضافة إلى إمداداته التكوينية المتمثلة في إهدائه زملاءه المتكوَّنين كتابه المرجعي الموسوعي في طب جراحة الأعصاب الذي أنجزه منذ عدة سنوات. وفي السياق ذاته، فقد ترأس الباحث عز الدين مذكور جمعية العلماء الجزائريين- الأمريكان، التي كانت لها نشاطات أفادت الكثير من الطلبة والمعيدين المشارقة والسعوديين على الخصوص، كما ترأس جمعية الجالية المسلمة لولاية أوهايو، كما عين مكلفا إداريا استشاريا بالمسجد الأكبر لأوهايو، وهو مسجد توليدو. وبعيدا عن إجماع الكثير على كفاءة الباحث الجزائري عز الدين مذكور في الخارج، من خلال علاجه عددا كبيرا من المرضى الذين صنعت حالتهم الصحية الحدث عبر وسائل الإعلام، خاصة من الأطفال والمصابين بأورام في المخ، إلا أن الدكتور محمدي عيسى يشير إلى العديد من الخصال التي يتميز بها الباحث عز الدين مذكور، وفي مقدمة ذلك الطيبة ولهب الطموحات وفوران الأحلام كلما تعلق الأمر بالوطن وبالشعب الجزائري، فضلا عن محبته وإصراره على التواصل باللغة العربية رغم أنه حسب قوله يعد من جيل لم تكن العربية لغة تمدرسهم في مرحلتهم الابتدائية، وإنما كانت الفصحى حسب الدكتور محمد عيسى تستدرك استدراكا بمحض الإرادة والرغبة في المدارس القرآنية فجرا وغروبا، على هامش المدرسة الرسمية. ويأمل الدكتور محمدي عيسى أن يكون هذا الإنجاز فرصة لمحاربة ما وصفه بالبؤس المؤلم براهننا، وفي وسط الأطلال المرئية والمطوية التي باتت تظللنا وتؤوينا، مؤكدا أن هناك قوارب في الليل وفي الظلمة لا تزال تجدف ضد تيارات الموت ولجج الحسرة واليأس.