تحوّل فيروس كورونا إلى بعبع يخيف ويرعب كثيرا من الجزائريين دون أن يحاول هؤلاء التعرف والاطلاع على ما يتعلق به من معلومات صحيحة مقدمة من قبل المختصين والأطباء، فيجد هؤلاء أنفسهم في معقل الإشاعة التي تقتل الناس قبل الإصابة الفعلية بالمرض. قدّم محمد زروال الأستاذ المساعد بمستشفى القطار حقائق عن فيروس كورونا، حيث قال إنّ العالم قبل كورونا كان يعرف 6 فيروسات تتسبب في أمراض وعدوى وأصبح كورونا اليوم الفيروس السابع في العالم. وترجع تسمية "كورونا" إلى شكل الفيروس التاجي والمركب من فيروسات متعددة تأخذ شكل تاج تتأقلم مع الحيوان وتسبب العدوى لدى البشر. وأضاف زروال أنّ كورونا الصين الحالي يختلف عن كورونا الشرق الأوسط 2012-2015 من حيث التركيب والانتشار ونسبة العدوى. ويصيب فيروس كورونا الرجال أكثر من النساء ومعدل السن يكون عادة في 55 عاما، حيث أن الإصابات المسجلة إلى غاية الآن عبر العالم تتراوح بين 30 و60 عاما. وكشف المتحدث عن معدل عدوى بالفيروس يناهز "2.2" أي شخص واحد يعدي شخصين وتكون العدوى عن طريق التنفس، كما أنّ 99 من المائة من الوفيات المسجلة في الصين كانت بسبب تعقيدات صحية رافقت الإصابة ولم يكن الفيروس هو السبب الأصلي في الوفاة. وكشف المختص أن معدل حياة الفيروس على الأماكن الجامدة لا يتجاوز 4 ساعات، وقلل المختص هنا من المخاوف المنتشرة بشأن استقدام أو استيراد سلع من الصين حيث أن مدة السفر والرحلة تتجاوز 10 ساعات لذا حتى وإن كانت هنالك شكوك أو فيروسات فإنها ستموت خلال تلك الفترة. وأضاف زروال أن المصاب بفيروس كورونا يصبح معديا بعد انقضاء فترة حضانة الفيروس وبداية ظهور الأعراض على المصاب وهي فترة تتراوح بين 10 إلى 15 يوما وركز المختص على ضرورة بروز الأعراض في انتقال العدوى، مؤكدا أنها تشبه إلى حد كبير أعراض الأنفلونزا الموسمية. ومن أهم العلامات الدالة على الإصابة بالمرض الحمى وآلام المفاصل وحرقة البلعوم وأحيانا أيضا الإسهال، كما قد يصاب البعض بصعوبة في التنفس، وتزداد خطورة كورونا على البعض لاسيما الفئات الهشة وكبار السن والمرضى المزمنين "القصور الكلوي والجهاز العصبي والسكري والضغط الدموي". وما يفاقم خطورة الإصابة بفيروس كورونا هو عدم وجود علاج محدد أو لقاح خاص في الوقت الحالي حيث تعمل معظم المخابر الدولية والعلماء على اكتشاف لقاح جديد يحمي من الإصابة. وفي هذا السياق أكّد المختص زروال محمد أن ما يجري حاليا في مجال التكفل بالحالات هو علاج الأعراض لمنع العدوى وانتقال المرض، خاصة من خلال العزل أو الحجر الصحي. وبمجرد الاشتباه في حالة معينة يتم عزلها واقتطاع عينات منها وإرسالها نحو معهد باستور الذي يعيد إرسال نتائج التحاليل في ظرف قياسي لا يتعدى الساعتين وفق ما أكده ممثلون عن وزارة الصحة. وقدّم زروال مجموعة من الاقتراحات لتفادي العدوى وبالأخص غسل اليدين باستمرار وانتظام بالماء والصابون واستعمال المناديل الورقية والتخلص منها مباشرة بعد الاستعمال وكذا الحرص على عدم العطش والتثاؤب في المرفق وكذا استعمال كمامة. المختص في الطب الداخلي البروفيسور بن عامر مصطفى حذار من الارتداء العشوائي للكمامات الواقية من "كورونا" أكد المختص في الطب الداخلي البروفيسور بن عامر مصطفى على أن اقتناء الكمامات الواقية يقتصر فقط على الطبيب والمريض ومحيط المريض لا المواطن العادي الذي لا يعاني من أعراض المرض . في حين تضاربت آراء المواطنين بين إلزامية اقتنائها من أجل تفادي انتقال العدوى من الأساس وبين من يؤمن بأن أخذ هذه الاحتياطات الوقائية يكون حكرا على أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن. يشار إلى أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد نصبت جهازا خاصا بالمراقبة والأخطار، يتم تعزيزه بصفة منتظمة حسب تطوّرات الوضع، كما نصبت خلية اليقظة على مستوى كل ولايات الوطن ووضعت رقما أخضرا "3030" في متناول جميع المواطنين للرد على انشغالاتهم واستفساراتهم وتوجيههم". كما دعت وزارة الصحة كل المواطنين إلى "الالتزام بالحيطة والحذر والعمل بالنصائح والتدابير الوقائية وتوجيهات المصالح الصحية".