تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض لدعوة المجلس المستقل للأئمة، لفتح المساجد، فالمرحبون يبررون موقفهم بأن جميع الفضاءات مفتوحة، فلماذا تستثنى المساجد؟ فيما يتخوف الرافضون، من زيادة انتشار العدوى بسبب استهتار المواطنين، أما المختصون فيؤكدون بأن الفصل بيد اللجنة العلمية لمراقبة وتتبع انتشار كورونا، وليس الأئمة. استغرب البعض دعوة المجلس المستقل للأئمة فتح المساجد، في وقت تعرف فيه البلاد انتشارا كبيرا لعدوى فيروس كورونا، وتأكيد معهد باستور إمكانية انتشار الوباء في الهواء ويبرر الرافضون لمطلب فتح المساجد، بأن الأخيرة أماكن مقدسة، ولا يمكن التحكم في مرتاديها أو ضبط عددهم، وحتى منعهم من الصلاة، مثل ما يقوم به أصحاب المحلات، والتي لا يدخلها أكثر من شخصين، حسب تعليمات الوقاية، كما انها فضاءات مغلقة، قد تنشر الفيروس أكثر. ويبقى المانع الأهم حسب هؤلاء هو استهتار المواطنين بإجراءات الوقاية كعادتهم، ويؤكد أحد المواطنين الرافضين لفتح المساجد في هذه الفترة، أن أكثر من 15 فردا من عائلته أصيبوا بالكورونا، بعد إقامة شقيقين له صلاة التراويح جماعة على سطح عمارة، وآخرون يتخوفون من دخول مصابين بكورونا إلى المساجد. اما المرحبون بالقرار، فيعتبرون المساجد كغيرها من الفضاءات المفتوحة حاليا، يكفي فقط تنظيمها بإجراءات وقائية معينة، كما اننا في أيام مباركة حسبهم "وقد يرفع عنا الدعاء في المساجد الوباء". وفي الموضوع، أكد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الياس مرابط ل"الشروق"، أن قرار فتح المساجد، لا يعد في هذه الفترة ضمن صلاحيات الأئمة، وإنما يعود بالدرجة الأولى إلى اللجنة العلمية لرصد تفشي وباء الكورونا، مذكرا أن اللجنة تعمل على التنسيق مع جميع القطاعات لضبط إجراءات الفتح او الغلق وترتيب أولوياتها في مواجهة الوباء. ويؤكد محدثنا أن المشكل سواء تعلق الأمر بفتح المساجد أو فضاءات أخرى "هو استهتار المواطنين بإجراءات الوقاية، وهو ما نلمسه يوميا في الشوارع، واستخفافهم بخطورة الوباء". وكان مرابط من المنادين بالحجر الكلي وليس الجزئي على الأحياء الموبوءة، باعتبارها الحل الأمثل لاحتواء انتشار الفيروس، وحول إمكانية تطبيق الإجراءات الوقائية المتبعة في باقي الفضاءات على المساجد، يرى رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي في تصريح ل"الشروق" أن اجراءات التباعد وارتداء الكمامات وتعقيم الأيادي وحمل كل مصل لسجادته، مع التقيد بتعليمات الأئمة، قد "تجعل من المساجد أماكن آمنة نسبيا من الكورونا"، مشيرا إلى أنه بالنظر لما تعرفه الأسواق والمحلات التجارية والساحات العمومية من سلوكيات مستهترة، يجعلنا "نرجح أن المساجد لو فتحت ستكون أرحم وأحسن تنظيما من بقية الفضاءات الأخرى".