عبر عديد قاطني مختلف بلديات ولاية تيبازة، عن تخوفهم الشديد من الانخفاض الظاهر لمنسوب مياه سد بوكردان على غير عادته، حيث لم يشهد تراجعا في معدل مياهه بهذا الشكل الذي تزامن وأوج فصل الصيف لا سيما مع حالة التذبذب التي تشهدها عملية التزود بمياه الشرب بعدما جفت حنفيات عديد الأحياء لأيام على التوالي، أجبرت المواطنين حمل الدلاء والبحث عن هذه المادة الأساسية بمختلف الطرق في أزمة أعادت إلى الأذهان سنوات القحط. الزائر لسد بوكردان السياحي ببلدية سيدي أعمر في ولاية تيبازة هذه الأيام، يلمح الانخفاض المحسوس لمنسوب مياهه على غير العادة حيث ظهرت للعيان مناطق ظلت مختفية تملؤها المياه لسنوات بيد أن هذه السنة تعرت بشكل ملفت حتى أن الإشكال أثر على أسماك السد بعد نفوق كمية معتبرة منها طفت على سطحه وخرجت إلى غاية محيطه في مشاهد أرعبت كل من مرّ بعين المكان قصد الترويح عن النفس أو الصيد لهول المنظر الذي لم يُعهد من قبل. وقد عبر السكان عن تخوفهم من امتداد الإشكال ليشمل حنفياتهم لا سيما وأن أزمة تذبذب المياه مسّت عديد الأحياء والبلديات وتواصل الانقطاع لأيام متتالية، ما أجبر السكان البحث عن المياه بشق الأنفس خاصة وأن الفترة تزامنت وعز فصل الصيف وعيد الأضحى المبارك الذي يعتبر أكثر المناسبات استعمالا لهذه المادة الحيوية. وقد أرجع سكان سيدي أعمر منطقة تواجد السد المذكور، انخفاض منسوب مياهه بهذا الحجم إلى نقص التساقط المسجل خلال الموسم الماضي، آملين أن تأتي الأمطار الرعدية في وقتها هذا الموسم خاصة تلك التي عادة ما تسجل شهري أوت وسبتمبر من أجل الرفع من المنسوب لإتمام أيام الصيف الحارة قبل حلول الخريف ثم الشتاء. يذكر أن سد بوكردان الذي تبلغ طاقة استيعابه 51 مليون متر مكعب ويزوّد عديد بلديات تيبازة بماء الشرب بعدما كانت هذه الأخيرة تشكو في الماضي من أزمة عطش خانقة.
