دعا برنارد كوشنر وزير الخارجية الفرنسي إلى الاعتماد أكثر في تغطية حاجيات فرنسا من الغاز على الجزائر والتخلي على استراد الغاز من روسيا، وبرر وزير الخارجية في مذكر رفعها للرئيس نيكولاس ساركوزي أن مقترحه يهدف بالدرجة الأولى إلى وضع حد للمساومات التي تفرضها روسيا على دول أوروبا باعتبارها تغطي ربع احتياجات أوروبا من الغاز. ويندرج المقترح الذي رفعه وزير الخارجية للرئيس الفرنسي، في إطار سياسة الضغط التي تنتهجها الدبلوماسية الفرنسة إزاء روسيا، بحيث تعتبرها السند الرئيسي للإيرانيين في سعيهم لاكتساب التكنولوجيا النووية. فقد سبق للرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي وان حذر خلال خطابه أمام السفراء الفرنسيين من أن تصبح روسيا قوة ضاغطة في العالم، واتهمها في هذا السياق، بمحاولة العودة إلى الساحة الدولية بصورة عنيفة من خلا استعمال مواردها خاصة منها الغاز. وقد أثارت السياسة الروسية في مجال الطاقة مخاوف الدول الغربية لا سيما أوروبا خاصة عقب الأزمة التي نشبت بين روسيا واكرانيا وكذا روسياالبيضاء. زيادة على ذلك، أبدت الدول الأوروبية تخوفها من اتفاق الشراكة المبرم بين الشركة الروسية "غاز بروم" والجزائرية سونطراك حول استغلال حقول الغاز وتسويقه. ويذكر في هذا السياق،ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قدم مقترحا خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2007 التي فاز بها، يدعو من خلاله الى اقامة تحالف بين البلدين في مجال الغاز. واعتبر ساركوزي أنه يحبذ إقامة شراكة بين سوناطراك وغاز فرنسا على عملية دمج مع سويز، لضمان تأمين تزويد فرنسا بالطاقة لاسيما الغاز. وتحصل فرنسا من الجزائر على 15 في المئة من احتياجاتها من الغاز، في حين تمول 12 بالمائة من حاجيات اوروبا في الغاز الطبيعي من خلال انبوبين يمران عبر ايطاليا واسبانيا، وسيتم تدعيمهما بآخرين في طور الانجاز "ميدغاز" الذي يمول السوق الاوروبية من خلال اسبانيا، وانبوب ثان "غالسي" الذي يربط الجزائر بايطاليا مرورا بجزيرة ساردينيا. وأعلنت شركة سوناطراك فيما سبق أنها تنوي رفع صادراتها إلى أسواق الاتحاد الأوروبي إلى 84 مليار متر مكعب خلال عام 2010. حمزة بحري