شنّ لمين بشيشي هجوما على وزارة الثقافة متهما إياها بإفقاد تظاهرة عاصمة الثقافة روحها العربية، بالرغم من الإمكانيات المادية التي سخرت لها، كما لم تسلم الحكومة من انتقادات بشيشي الذي حمّلها مسؤولية الفراغ القانوي في تسيير التظاهرة. بعد أن صام اثني عشر شهرا، أعلن إفطاره ساعات قبل إسدال الستار عن التظاهرة التي أسالت الكثير من الحبر واستنطقت المثقفين المهمّشين أيضا، لمين بشيشي اختار التلفزيون ليبعث رسا لته إلى"الأوصياء" على الثقافة العربية في الجزائر. خرج الأمين بشيشي، سهرة أول أمس، عن صمته وفتح النار على "عاصمة الثقافة العربية" موجها سهام الاتهام إلى وزيرة الثقافة خليدة تومي قائلا من خلال الحصة التلفزيونية "لقاء": "للأسف الشديد، التظاهرة نقصها الكثير من البهارات والتوابل، وكيف لا وقد غابت عنها روح الثقافة العربية....". ورغم أنه أشار قبل حديثه إلى تفاديه الكلام في وقت سابق عن هذا الموضوع خوفا من أن تفهم تصريحاته تهجما على التظاهرة، إلا أن ما قاله بالحرف الواحد عبر وسيلة جماهيرية لا يمكن فهمه إلا أن المحافظ السابق للتظاهرة الذي فضّل الانسحاب وترك علامات استفهام وتعجب كثيرة بداية الحدث، قد غيّر رأيه ليعلن إفطاره علانية ويعلن معه عن موقفه من اثني عشر شهرا هي عمر النشاطات الثقافية الجزائرية والعربية سنة 2007، وعلى رأسها افتقار التظاهرة لمرسوم واضح يحكمها عدا المرسوم الذي ينظم صرف الميزانية، مما جعلها - حسب بشيشي- بدون عمود فقري أو أساس، محمّلا الحكومة المسؤولية في هذا الجانب. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، فقد أكد بشيشي أنه لا يمكن أن نرجو إنجازات كبرى من مشرفين لا يملكون روح الثقافة العربية، أو كما قال "توفرت الماديات وغاب الحضن العربي الدافئ"، كما لم يفوّت الفائز بجائزة المجمع العربي للموسيقى مناصفة مع وديع الصافي، الفرصة للتطرق إلى الانشقاق الحاصل في بيت اتحاد الكتاب الجزائريين، مبديا أسفه حيال ما حدث، مؤكدا على أن الأسماء الإبداعية والثقافية الفاعلة التي لم يصل صيتها خارج الديار في هذه التظاهرة ولم يعرّف بها لا ينتظر أن تحدث معجزة شهرتها بعد ذلك، مستشهدا بما حدث مع شاعر الثورة مفدي زكريا. تأسف عن تجميد اتحاد الكتاب العرب لعضوية الجزائر التي لا يزال غسيل كتابها ينشر في أروقة المحاكم، وفضّل الخروج من الواقع الثقافي "المريض" ممتطيا ذكرياته الثورية مع أصدقاء الكفاح في العمل الإذاعي. وتفادى في الأخير الإجابة على السؤال المتعلق بتقييم التظاهرة، مكتفيا بعذر عامل الوقت، وفي انتظار بث التلفزيون للجزء الثاني من اللقاء، هل سنسمع لبشيشي تصريحات أخرى حول التظاهرة؟ آسيا شلابي
