البكالوريا.. العدّ التنازلي    الوزير الأول يلتقي بالرئيس السنغالي    عميد جامع الجزائر يدعو إلى التّصدي للتّضليل الغربي    مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري ينوه بنتائج الإصلاحات الاقتصادية التي تمت مباشرتها    حزب جبهة التحرير الوطني سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة موحدا ومتماسكا    هذه توجيهات وزير المالية للبنوك..    مركز عربي إفريقي يُكرّم تبّون    الجزائر تستنفر العالم حول المقابر الجماعية بغزّة    البشرية فقدت كلّ مظاهر الإنسانية    بطولة إفريقيا للسباحة المفتوحة أنغولا-2024: الجزائر تحصد 6 ميداليات من بينها 3 ذهبيات    حماية الطفولة: السيدة مريم شرفي تستقبل من قبل وزير المصالح الاجتماعية بكيبك    الجلفة..وفاة إمرأتين وإصابة تسعة أشخاص آخرين بجروح في حادثي مرور    بلمهدي: توفير قرابة 2000 سكن وظيفي للائمة قريبا    رئيس الجمهورية يقرر التكفل بالحالة الصحية للفنانة بهية راشدي    افتتاح الأيام السينمائية الدولية بحضور لافت للفنانين و الناشطين في مجال الصناعة السينماتوغرافية    إعادة فتح جسر كيسير أمام حركة المرور    ما سيسمح بوصول التغطية إلى 100 بالمئة: مساع لربط 467 سكنا بالغاز في بوراوي بلهادف بجيجل    الرئيس الصحراوي يؤكد مواصلة الكفاح لغاية نيل الحرية    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط: التوقيع على 7 مذكرات تفاهم بين متعاملين جزائريين وموريتانيين    إجراءات للوقاية من الحرائق بعنابة: تزويد محافظات الغابات في الشرق بطائرات "الدرون"    الرئيس تبون يدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتها أمام التاريخ ويؤكد: البشرية فقدت في فلسطين المحتلة كل مظاهر الإنسانية    تواصل مساعيها الدبلوماسية لفضح الصهاينة و وقف العدوان على غزة    باتنة على موعد مع الطبعة الرابعة: مهرجان إيمدغاسن الدولي يحتفي بنجوم السينما الجزائرية    البطولة الإفريقية للسباحة: 3 ذهبيات وبرونزية حصاد الجزائر في اليوم الرابع من المنافسات    الرئيس تبون.. جهود كبيرة في تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي    رئيس الجمهورية يهنئ نادي فتيات أقبو    المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي    الجزائر الجديدة.. حركية كبيرة وتدابير تشجيعية    الصحافة الوطنية تلعب دورا كبيرا في المشهد الإعلامي    رؤساء الأندية يطالبون بتعديل متوازن    حقيقةX دقيقة: بعد سنوات الظل..    الإعلام والمساجد لمواجهة خطر الوسائط الاجتماعية    الجزائر في طريق تحقيق التكامل الإفريقي    تحضير المراسيم الجديدة الخاصة ب"عدل 3"    "طوفان طلابي" مؤيد لفلسطين يجتاح أرقى جامعات العالم    أول وفد لرياضيينا سيتنقل يوم 20 جويلية إلى باريس    عزلة تنموية تحاصر سكان مشتة واد القصب بتبسة    وكيل أعمال محرز يؤكد بقاءه في الدوري السعودي    دعوة إلى توحيد الجهود لحماية الحقوق الأساسية    النزاع المسلح في السودان.. 6.7 مليون نازح    قلعة لإعداد الرجال وبناء الوطن    26 مراقبا في دورة تكوينية    المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    حجز سيارات، مهلوسات ومحركات مستعملة    توقيف 15 شخصا أضرموا حريقا عمدا بحي رأس العين    البروفيسور الزين يتوقف عند "التأويلية القانونية"    الالتقاء بأرباب الخزائن ضمانا للحماية    أبواب مفتوحة على التوجيه المدرسيّ والإرشاد المهني    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاب بلال يدخل المزاد العلني ويصرح للشروق: لست مامي ولا خالد..ولم أصل للعالمية
نشر في الشروق اليومي يوم 18 - 02 - 2008

-‬‮ نعم‮ أنا‮ حالة‮ خاصة‮ ولست‮ ملكا‮ لأحد‮ وسأتعاقد‮ مع‮ من‮ أريد‮
-‬‮ لهذه‮ الأسباب‮ صارت‮ تونس‮ أسوأ‮ ذكرى‮ في‮ حياتي‮
المطرب‮ المعروف‮ عنه‮ قلة‮ حواراته‮ وأحاديثه‮ الصحفية،‮ ألغى‮ كل‮ "‬البروتوكولات‮" وقبل‮ بالجلوس‮ على‮ طاولة‮ الاعتراف‮ بلا‮ طابوهات‮ ولا‮ أسئلة‮ ممنوعة‮.
لأول مرة يتكلم الشاب بلال بصراحة حول الوضع الأمني في الجزائري. وبعيدا عن الغناء احتفظ بجرأته في التحدث عن مايحدث في الوسط الفني من سرقات وحسد وغيرة. كما كشف أسباب السقوط الحر الذي عرفه "الراي" مؤخرا في سوق "الكاسيت"، ومن يقف وراءه، وكشف أيضا النقاب عن حقيقة‮ الخلاف‮ بينه‮ وبين‮ منتجه‮ "‬رد‮ سون‮".
*‬‮ أولا،‮ أين‮ اختفى‮ بلال‮ في‮ الآونة‮ الأخيرة‮ ولماذا‮ هذا‮ الإصرار‮ على‮ عدم‮ الظهور‮ رغم‮ كل‮ ما‮ تعرضت‮ له‮ من‮ إشاعات‮ والتي‮ وصلت‮ حد‮ إعلان‮ وفاتك؟
-‬‮ الحقيقة‮ إني‮ تعبت‮ ووجدت‮ أنّ‮ أحسن‮ حل‮ هو‮ الابتعاد‮ نهائيا‮ عن‮ دائرة‮ الضوء،‮ وأقصد‮ بذلك‮ وسائل‮ الإعلام،‮ وأنا‮ بطبعي‮ قليل‮ الظهور‮ ولكن‮ في‮ المدة‮ الأخيرة‮ صار‮ الانسحاب‮ ضرورة‮ لابد‮ منها‮.
*‬‮ مالذي‮ حدث؟‮
-‬‮ وجدت نفسي محاطا بكل أنواع الأخبار الكاذبة والمفبركة، ومع أنني مستقر في فرنسا، فإن الإشاعات كلها تنطلق من الجزائر، بعض الأشخاص لا يتوانى عن كتابة أي شيء لمجرد وضع صورتي على موضوع، حتى وصل الأمر الترويج لموتي في حادث، وهو الخبر الذي أثار ذعر كل من يعرفني وتهاطلت علي المكالمات من كل مكان، وحينها كنت أيضا وسط دوامة من المشاكل المهنية بخصوص الألبوم الجديد، فقررت أن انسحب وأبتعد عن "لعبة" الرد والتكذيب، فأنا إنسان ذو طبع حاد نوعا ما، وقد أرتكب أشياء أندم عليها فيما بعد...
*‬‮ لكن‮ هذا‮ لم‮ يوقف‮ سيل‮ الإشاعات‮ بل‮ زادها‮ حدة‮.. صراحة‮ هل‮ هناك‮ من‮ يقف‮ وراءها،‮ خصوصا‮ أن‮ أعداء‮ بلال‮ في‮ الوسط‮ الفني‮ يعدّون‮ بالعشرات؟‮
-‬‮ المؤكد أن هناك أكثر من جهة تروّج عني أخبارا كاذبة لهدف أو لآخر، وكل واحد له مصلحة من وراء نشر إشاعة معينة. والحقيقة أن الوسط الفني صار بالفعل موبوءا بكل أنواع الأمراض التي لا تخطر على بال، وهو ماجعلني أفضل عدم الاختلاط بأفراده، وأغلب أصدقائي هم من خارج الوسط الفني.
أما بالنسبة للأعداء فهم ليسوا أعداء الشاب بلال بل هم أعداء نجاحه، وهذا شيء معروف، وموجود في كل المجالات. فالشخص الناجح دائما ما يكون له أعداء لا يعرفهم، ولكنهم يجعلون من السعي وراء تحطيمه شغلهم الشاغل، إنه مرض خطير والعياذ بالله...لكن في النهاية هم‮ الخاسرون‮ لأن‮ بلال‮ يعمل‮ ولا‮ يلتفت‮ إلى‮ الوراء،‮ وهم‮ ناس‮ بلا‮ ضمير‮ ،‮ فرغم‮ كل‮ مايحدث‮ في‮ الجزائر‮ فهم‮ يجدون‮ الوقت‮ لقتل‮ الناس‮ بالإشاعة‮.‬
*‬‮ على‮ ذكر‮ ما‮ يحدث‮ في‮ الجزائر‮ سمعتك‮ تتحدث‮ بحرارة‮ عن‮ التفجيرات‮ الأخيرة؟‮
-‬‮ بالفعل لقد أصابني إحباط شديد وأنا أشاهد صور تفجيرات 11 ديسمبر... وتساءلت الى أي مدى وصل جنون الإنسان، ومالذي حل بنا حتى أصبحت كلمات مثل انتحاري والحزام الناسف، جزءا من قاموسنا اللغوي، ولكن بعد تأمل رأيت أن مايحدث الآن هو نهاية الإرهاب، لقد وصلوا إلى نهاية‮ الطريق‮ وما‮ يقومون‮ به‮ هو‮ أشبه‮ بالرعشة‮ الخيرة‮ التي‮ تصيب‮ الميت‮ وهو‮ يحتضر‮.
*‬‮ صحيح،‮ لكن‮ الشاب‮ بلال‮ بصفة‮ خاصة‮ دائما‮ ما‮ تنحصر‮ أخباره‮ حول‮ خلافاته‮ مع‮ زملائه،‮ وغالبا‮ ما‮ تؤوّل‮ أغانيه‮ على‮ أنها‮ رد‮ على‮ الشاب‮ فلان‮ أو‮ المطرب‮ الفلاني؟‮
-‬‮ هي مجرد تأويلات، وليكن في علمك أنها غالبا ما تطلق من طرف هؤلاء المطربين الفاشلين الذين يحاولون أن يروّجوا أنني أغني ضدهم ليجدوا مبررا للبروز، وهذا في الحقيقة لا يعبر إلا عن إفلاسهم الفني، فيحاولون النجاح من خلال ربط اسمهم باسمي واصطناع حكايات وإشاعات أسمعها‮ فأضحك‮...‬اعتبر‮ نفسي‮ أكبر‮ من‮ هذه‮ التفاهات‮.
*‬‮ على ذكر النجاح، لا أحد ينكر بأنك ربما مطرب "الراي" الوحيد الذي لا يتأثر بحالة السوق وركودها، وكل أعمالك تحقق الرواج التجاري حتى في عز الأزمة، فلماذا تأخر طرح "ألبومك" الجديد وكل المشاكل التي أثيرت حوله؟
-‬‮ نعم‮ كان‮ من‮ المقرر‮ أن‮ يصدر‮ لي‮ "‬ألبوم‮" جديد‮ مع‮ مطلع‮ العام،‮ ولكنه‮ تأجل‮ أكثر‮ من‮ مرة‮ بسبب‮ بعض‮ المشاكل‮ مع‮ المنتج‮ الذي‮ لم‮ يقرر‮ بعد‮ هل‮ يريد‮ "‬الألبوم‮" أم‮ لا؟‮
*‬‮ لم‮ أفهم‮ كيف‮ لمنتج‮ أن‮ يرفض‮ إصدار‮ "‬ألبوم‮" مضمون‮ النجاح؟
-‬‮ الأمر‮ معقد‮ نوعا‮ ما‮ *‬‮ شخصيا‮ أعرف‮ أن‮ المشكل‮ مالي،‮ وهناك‮ من‮ يردد‮ بأن‮ الشاب‮ بلال‮ رفع‮ السقف‮ عاليا‮ وطلب‮ مبلغا‮ مرتفعا‮ جدا،‮ مقابل‮ "‬الألبوم‮"‬،‮ وهو‮ ما‮ جعل‮ المنتج‮ "‬ريد‮ سون‮" يرفض‮ شراءه‮ وطرحه‮ في‮ الأسواق؟‮
- أسمع، أنت تعرف جيدا طريقة تعاملي مع الناس، وأني أعتمد بشكل كبير على اتفاقات معنوية وكلمة الشرف. وعلى هذا الأساس تعاملت مع "ريدسون" لسنوات ولا يستطيع أن ينكر انه كسب كثيرا من وراء هذا التعامل، وكانت الألبومات تحقق أعلى المبيعات دائما ...
لكن الظاهر أن هناك جملة جديدة صارت موضة يرددها المنتجون هذه الأيام على مدار الساعة، وهي "السوق راه ميت"، وأنا شخصيا مللت من سماعها كل مرة ولا أفهم كيف يقوم إنسان باحتراف الشكوى من عمل معين، بينما يداوم على احترافه إذا كانت حالة السوق سيئة بالفعل، كما يقولون، فلماذا لا يغلقون محلاتهم ويغيرون نشاطهم نحو تجارة أخرى أكثر ربحا، أنا لا أقوم بتسجيل أي "ألبوم" إلا تحت الطلب، ومادام "ريدسون" يرى بأنه بحاجة لألبوم من إمضاء الشاب بلال فلا داعي للجوء إلى مثل هذه الأساليب.
صدقني الأمر لا يعقل، صحيح أن القرصنة أضعفت نسب البيع، لكن ليس بالشكل الذي يحاول بعض المنتجين الترويج له لشراء "ألبومات" المطربين بأبخس الأثمان، وهي في الحقيقة حجة واهية لأن سوق "السي دي والكاسيت" في الجزائر كبيرة جدا على عكس ما يحاولون ايهامنا به، لهذا‮ أرفض‮ هذا‮ النوع‮ من‮ المساومات‮ حتى‮ لو‮ اضطررت‮ إلى‮ التوقف‮ عن‮ الغناء‮ وإصدار‮ الألبومات‮.‬
*‬‮ هل‮ معنى‮ هذا‮ انه‮ لا‮ "‬ألبوم‮" في‮ الأفق‮ وانك‮ أنهيت‮ كل‮ تعاملاتك‮ مع‮ "‬ريدسون‮"‬؟
- ليس بالضبط قد يكون "الألبوم" القادم مع نفس الشركة لكنه سيكون الأخير دون شك، فقد تعطلت لغة الكلام بيننا ولم نصل إلى أي اتفاق، وقد تتدهور الأمور أكثر بعد هذا الحوار، لكنها الحقيقة، أظن أني و"ريد سون" تعاملنا معا بما فيه الكفاية وحان الوقت كي يذهب كل منا في‮ اتجاه‮.‬
*‬‮ ولكني‮ سمعت‮ ان‮ عديدا‮ من‮ المنتجين‮ يفكرون‮ في‮ التعاقد‮ معك‮ لكنهم‮ يتراجعون‮ بسبب‮ وجود‮ تعاملات‮ مالية‮ مع‮ "‬ريدسون‮" لم‮ تصف‮ بعد‮ وبأن‮ المنتج‮ يروّج‮ لذلك‮ بشدة؟‮
-‬‮ غير‮ صحيح‮ على‮ الإطلاق‮ وأنا‮ حر‮ وأستطيع‮ أن‮ أتعامل‮ مع‮ أي‮ منتج‮ آخر‮ في‮ الوقت‮ الذي‮ اختاره‮ والعروض‮ موجودة‮ وبشكل‮ لا‮ تتصوره،‮ القضية‮ كما‮ قلت‮ هي‮ كلمة‮ الشرف‮ لا‮ أكثر‮ ولا‮ أقل‮.‬
*‬‮ إذن‮ أنت‮ الآن‮ في‮ المزاد‮ العلني؟‮
- ليس بالضبط ولكن الأجر جزء من مستوى الفنان، ولكل واحد اسمه في السوق، واسمي والحمد الله من الوزن الثقيل، والتهاون في مثل هذه الأشياء قد يجعل من الفنان عرضة للمسخرة، وأنا لست من مطربي "الفاست" الذين يبيعون فنهم مقابل "2 دورو‮".
*‬‮ لما‮ تضع‮ نفسك‮ دائما‮ خارج‮ المنافسة‮ ألا‮ يعتبر‮ هذا‮ غرورا؟
-‬‮ لا‮ ..‬بل‮ ثقة‮ بالنفس‮ وكل‮ شخص‮ يعرف‮ جيدا‮ ماذا‮ يساوي‮ وماهو‮ حجمه‮ الحقيقي‮.
وأنا‮ شديد‮ الصراحة‮ مع‮ نفسي‮ قبل‮ الآخرين،‮ وربما‮ هذا‮ ما‮ يجعل‮ كثيرا‮ من‮ الزملاء‮ يفتحون‮ النار‮ علي‮ ويتهمونني‮ بالغرور،‮ لكني‮ لا‮ أهتم‮.‬
*‬‮ هم‮ يرون‮ أنك‮ -‬‮ اسمحلي‮ على‮ العبارة‮ -‬‮ "‬سليط‮ اللسان‮"‬ ونظرة‮ خفيفة‮ على‮ كلمات‮ أغانيك‮ تظهر‮ ذلك‮ بوضوح‮!‬
- أنا مع منطق أن نسمي المسميات بأسمائها، لا أنكر أني لا أحسن فن المعاملات لأنه غالبا ينتهي إلى النفاق، وهي الصفة التي لا أطيقها..ولهذا فإن ما أقدمه في "ألبوماتي" هو الحقيقة المطلقة بلا "ماكياج" ولا مداهنة، وهو سر نجاحي ووصولي إلى قلوب الجزائريين، كما أنني أرفض التقليد، وتقديم فن على مقاييس السوق كما يفعل أغلبية المطربين الذين يركبون أي موجة فنية رائجة بغية النجاح حتى صارت "الألبومات" الغنائية نسخة طبق الأصل عن بعضها، لا تختلف إلا في غلاف "السي دي" أو "الكاسيت‮".‬
*‬‮ وماذا‮ تقدم‮ أنت؟‮
- أقدم أسلوب بلال الذي حاول كثيرون تقليده وفشلوا، والسبب ان أغنياتي تعكس شخصية بلال بكل سلبياتها وايجابياتها بدون أي اصطناع، فأنا لا أتكلف، بل أغني بكل بساطة ماأشعر به وأحسه، قد يراه بعض الناس تافها لكنه بالنسبة إلي مهم. الشباب الجزائري فهم ذلك لأنه يعيش الوضع‮ نفسه،‮ لهذا‮ تقبل‮ أغاني‮ الشاب‮ بلال‮ رغم‮ حدة‮ لهجتها،‮ لأنها‮ صريحة،‮ وهذا‮ مالم‮ يتقبله‮ كثير‮ من‮ الزملاء،‮ فراحوا‮ يروّجون‮ للإشاعات‮.‬‮
*‬‮ مثل‮ ماذا؟‮
- بأنني إنسان مريض أو مجنون وبعضهم يقول بأنني "حار جدا"، ولكن الحقيقة أنا إنسان له مشكلة، وهي أنني خجول جدا إلى درجة أن ذلك سبب لي عديدا من المشاكل. وحين أواجه مواقف صعبة أفضل دائما التنازل عن كل شيء والانسحاب وتحمل كل الخسارة، لكن ما يختلج من أفكار في صدري‮ بسبب‮ هذه‮ المواقف‮ يجد‮ طريقه‮ إلى‮ النور‮ حيث‮ أن‮ الكلمات‮ أسهل‮ للقول‮ حين‮ تغني‮.‬‮
*‬‮ رغم‮ النجاح‮ الكبير‮ الذي‮ تعرفه‮ فإنك‮ فشلت‮ في‮ الوصول‮ إلى‮ العالمية،‮ رغم‮ تعاقدك‮ مع‮ شركة‮ بحجم‮ "‬يونيفرسال‮"‬؟‮
-‬‮ لقد‮ أقدمت‮ على‮ هذه‮ الخطوة‮ وأنا‮ أعرف‮ مسبقا‮ أن‮ نسبة‮ النجاح‮ ضئيلة‮ جدا،‮ فأنا‮ لست‮ الشاب‮ مامي‮ أوخالد،‮ فهما‮ مطربان‮ صنعا‮ شهرتهما‮ بتقديم‮ أغاني‮
في‮ سياق‮ العادي،‮ أي‮ أن‮ أعمالهم‮ عبارة‮ عن‮ "‬ألبومات‮" قد‮ تنجح‮ أو‮ تفشل‮ والجمهور‮ يفصل‮ بينهما‮ وبين‮ عملهما،‮ لكن‮ أنا‮ حالة‮ خاصة‮ لا‮ يمكن‮ أن‮ تحمل‮ شكلا‮ أجنبيا‮ أو‮ "‬ماركة‮" عالمية‮.‬
*‬‮ كيف‮
- لأن جمهوري لا يحب أغاني بلال فقط، بل يعتبر شخصيته جزءا منها، ويحب الشاب بلا ل كإنسان أو بالأحرى "كراكتير"، لهذا فإن أي عمل أقدمه بعيدا عن هذه الشخصية لن ينجح لأن الجمهور لن يتقبله، ولو كانت الشركة قبلت بتجسيد أفكاري لكنا نجحنا، ولكنها فضلت التوجه نحو أسلوب‮ "‬الميكس‮" مع‮ "‬الأ‮ رن‮ بي‮" و‮"‬الهيب‮ هوب‮" ثم‮ إنني‮ كفنان‮ وصلت‮ إلى‮ مرحلة‮ النضج‮ ولا‮ يمكن‮ إعادة‮ صناعتي‮ تجاريا،‮ لهذا‮ ألغيت‮ عقدي‮ مع‮ "‬يونيفرسال‮" لأنني‮ رفضت‮ أن‮ أكون‮ دمية‮ في‮ أيديهم‮.‬‮
* الشاب‮ مطلوب‮ بشدة‮ في‮ الحفلات‮ بالمغرب‮ وأوروبا‮ ودائما‮ هناك‮ إقبال‮ كبير‮ عليها‮ فما‮ قصة‮ فشلك‮ في‮ تونس؟
- ليس فشلا بقدر ما كان صدمة كبيرة قررت على إثرها أن لا أعود ثانية إلى تونس، فقد كنت ضحية نصب من طرف متعهد حفلات، حيث تنقلت أنا وفرقتي إلى هناك لإحياء حفل، وعندما وصلنا لم نجد أحدا بانتظارنا في المطار فتنقلنا إلى الفندق، فلم نجد أيضا أي حجز باسمنا، وعرفنا‮ حينها‮ أن‮ المتعهد‮ كان‮ مشغولا‮ بتنظيم‮ حفل‮ لإحدى‮ المطربات‮ من‮ المشرق‮ ونسي‮ أمرنا،‮ فاضطررت‮ إلى‮ العودة‮ من‮ حيث‮ أتيت‮ بعد‮ أن‮ تحملت‮ كل‮ النفقات‮ على‮ حسابي‮ الخاص،‮ ومن‮ حينها‮ صارت‮ تونس‮ أسوأ‮ ذكرى‮ في‮ حياتي‮.‬
*‬‮ بعض‮ الأشخاص‮ يرجح‮ تراجع‮ أغنية‮ الراي‮ في‮ المدة‮ الأخيرة‮ إلى‮ وجود‮ جهات‮ تحاول‮ محاربتها‮ بفرض‮ أنواع‮ أخرى‮ من‮ الغناء،‮ مثل‮ الڤناوة؟‮

- هذه مغالطة، فالراي كأسلوب غنائي انتشر وشكل رواجه لأنه في فترة معينة كان ممنوعا ومحاربا من الجهات الرسمية، فكيف نعلق الفشل اليوم على عامل كان وراء شهرتها. الحقيقة أننا لا نريد أن نعترف بأننا فشلنا في تقديم الجديد، وكثيرون سقطوا في حلقة مفرغة من الاستنساخ،‮ لهذا‮ يحاولون‮ تعليق‮ فشلهم‮ على‮ أشياء‮ لا‮ أساس‮ لها‮ من‮ الصحة‮.‬‮
حوار‮ سمير‮ بوجاجة‮ / تصوير‮ علاء‮ بويموث‮


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.