وزير الشؤون الخارجية يستقبل رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا    السيد دربال يتباحث مع نظيره التونسي فرص تعزيز التعاون والشراكة    الشمول المالي: الجزائر حققت "نتائج مشجعة" في مجال الخدمات المالية والتغطية البنكية    سكك حديدية : برنامج شامل لعصرنة وتطوير الشبكات    أشغال عمومية : تكليف المفتشية العامة للقطاع بمراقبة كل مشاريع الطرقات    "الأمير عبد القادر...العالم العارف" موضوع ملتقى وطني    كمال الأجسام واللياقة البدنية والحمل بالقوة (البطولة الوطنية): مدينة قسنطينة تحتضن المنافسة    حج 2024: آخر أجل لاستصدار التأشيرات سيكون في 29 أبريل الجاري    السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسطين ستنال عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر    معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية    خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثالثة: الفريق أول السعيد شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي    حلم "النهائي" يتبخر: السنافر تحت الصدمة    رئيس أمل سكيكدة لكرة اليد عليوط للنصر: حققنا الهدف وسنواجه الزمالك بنية الفوز    رابطة قسنطينة: «لوناب» و «الصاص» بنفس الريتم    "الكاف" ينحاز لنهضة بركان ويعلن خسارة اتحاد العاصمة على البساط    رئيس الجمهورية يترأس مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد    شلغوم العيد بميلة: حجز 635 كلغ من اللحوم الفاسدة وتوقيف 7 أشخاص    ميلة: عمليتان لدعم تزويد بوفوح وأولاد بوحامة بالمياه    تجديد 209 كلم من شبكة المياه بالأحياء    قالمة.. إصابة 7 أشخاص في حادث مرور بقلعة بوصبع    نحو إنشاء بوابة إلكترونية لقطاع النقل: الحكومة تدرس تمويل اقتناء السكنات في الجنوب والهضاب    وسط اهتمام جماهيري بالتظاهرة: افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    رئيسة مؤسسة عبد الكريم دالي وهيبة دالي للنصر: الملتقى الدولي الأول للشيخ رد على محاولات سرقة موروثنا الثقافي    قراءة حداثية للقرآن وتكييف زماني للتفاسير: هكذا وظفت جمعية العلماء التعليم المسجدي لتهذيب المجتمع    بقيمة تتجاوز أكثر من 3,5 مليار دولار : اتفاقية جزائرية قطرية لإنجاز مشروع لإنتاج الحليب واللحوم بالجنوب    سوريا: اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في سوريا    تسخير 12 طائرة تحسبا لمكافحة الحرائق    معالجة 40 ألف شكوى من طرف هيئة وسيط الجمهورية    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 34 ألفا و305 شهيدا    القيسي يثمّن موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية    مشروع جزائري قطري ضخم لإنتاج الحليب المجفف    بطولة وطنية لنصف الماراطون    هزة أرضية بقوة 3.3 بولاية تيزي وزو    تمرين تكتيكي بالرمايات الحقيقية.. احترافية ودقة عالية    إنجاز ملجأ لخياطة وتركيب شباك الصيادين    ارتفاع رأسمال بورصة الجزائر إلى حدود 4 مليار دولار    تفعيل التعاون الجزائري الموريتاني في مجال العمل والعلاقات المهنية    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    إجراءات استباقية لإنجاح موسم اصطياف 2024    عائلة زروال بسدراتة تطالب بالتحقيق ومحاسبة المتسبب    الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين الدوليين إلى تمويل "الأونروا"    معركة البقاء تحتدم ومواجهة صعبة للرائد    اتحادية ألعاب القوى تضبط سفريات المتأهلين نحو الخارج    العدالة الإسبانية تعيد فتح تحقيقاتها بعد الحصول على وثائق من فرنسا    فتح صناديق كتب العلامة بن باديس بجامع الجزائر    "المتهم" أحسن عرض متكامل    دعوة لدعم الجهود الرسمية في إقراء "الصحيح"    جعل المسرح الجامعي أداة لصناعة الثقافة    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صورة الجزائريين في أمريكا مرتبطة بالثورة وليس بالإرهاب
الدكتور نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في حوار حي ل "الشروق أون لاين" من واشنطن:
نشر في الشروق اليومي يوم 10 - 08 - 2008

الدكتور نهاد عوض متحدّثا إلى صحفي "الشروق أون لاين"/تصوير: علاء الدين.ب
في هذا الحوار الحيّ من العاصمة الأمريكية واشنطن، يتحدّث رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية - وهي أعلى هيئة إسلامية أمريكة في الولايات المتحدة- الدكتور نهاد عوض، عن أحوال المسلمين في دولة تتهم المسلمين بالإرهاب، وتشن حملات ضدّهم في كل أصقاع العالم، هي اليوم تحتّل بلدين مسلمين هما أفغانستان والعراق، وتتهدّد بلدين مسلمين آخرين هما إيران وسوريا.
*
يكشف الدكتور نهاد عن وضع المسلمين تنظيميا وسياسيا في المجتمع الأمريكي وفي الساحة السياسية الأمريكية اليوم، ويتحدّث عن معاناتهم عقِب هجمات الحادي عشر من سبتمبر وحملات الإجرام والتشويه التي طالتهم، ويُؤكّد على أن المسلمين قابلوا ذلك الوضع بالمزيد من العمل الإيجابي لرفع التُّهم عنهم، كما يتناول دور الجالية الجزائرية داخل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية.
*
ويخوض نهاد في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة وموقع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية من المُرشّحين بارك وماكين، كما يكشف النقاب عن الأعداء التاريخيين للمسلمين في الولايات المتحدة مُتحاشيا ذكرهم بالاسم، واكتفى بوصفهم ب"الأعداء التاريخيون المعروفون".
*
*
الشروق أون لاين: السلام عليكم ومرحبا بكم في أول حوار حيّ (بالصوت والصورة تُجريه الشروق أون لاين، وهو بإذن الله، باكورة لسلسلة حوارات حية أخرى سنُجريها مع شخصيات إسلامية وعربية ودولية، خدمة للقارئ الجزائري والعربي.
*
د.نهاد عوض: بسم الله الرحمان الرحيم، مرحبا بكم، وشكرا جزيلا لكم على هذه الفرصة.
*
*
الشروق أون لاين: بداية نودّ أن نعرف القارئ على مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية؟ وأنتم أحسن من سيُعرفه بِحُكم أنكم رئيسه؟
*
د.نهاد عوض: مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية مؤسسة مسجّلة في الولايات المتحدة وهي مؤسسة غير ربحية، تدافع عن حقوق المسلمين الأمريكيين، وتعرّف المسلمين بالقانون الأمريكي وبنظام الحياة السياسي في الولايات المتحدة، وهي تتواصل مع الإعلام هنا في أمريكا بأسلوب ناجع ومفيد.
*
*
الشروق أون لاين: ما هي دوافع إنشاء هذا المجلس؟ هل كان لقناعة بضرورة وجود هيئة تمثل المسلمين هناك في الولايات المتحدة، أم أنه حتميّة اقتضتها ظروف المحيط في أمريكا، حيث الجماعات الضاغطة الكثيرة والقوية "اللوبيات" ، ودوائر النفوذ؟
*
د.نهاد عوض: عندما أنشئ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية عام 1994، كان ولا يزال الصوت الأقوى في الساحة، وهو الذي دافع عن المسلمين الذين يظلمون في أماكن العمل أو في أي مكان في أمريكا لا لسبب إلا لكونهم مسلمين، والمجلس في النهاية هو استجابة لحاجة، وهو أيضا جزء من رؤية واضحة لما يجب أن يكون عليه المسلمون في الولايات المتحدة و في كل مكان، من حيث الخطاب والتنظيم والكفاءة والتفاعل مع الواقع بعقلانية ودراسة. والحمد لله المجلس يلقى الدعم والمساندة من غالبية المسلمين في الولايات المتحدة، وهو يحظى بالاحترام على كافة الأصعدة هنا، والذي يعرف خلفية المسلمين وطبيعة الولايات المتحدة، يدرك أهمية ودور المجلس في الساحتين، الأمريكية والدولية.
*
*
الشروق أون لاين: كم هو عدد المسلمين المنتمين إلى مجلسكم؟
*
د.نهاد عوض: لا يوجد حصر للعدد بالضبط، هناك حوالي ثمانية ملايين مسلم في الولايات المتحدة، موزعون على كافة الولايات الأمريكية، ولمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية 35 مكتبا بالإضافة إلى المقر الرئيسي في واشنطن في "الكابتول هيل" حيث مجلس الشيوخ الأمريكي "الكونغرس"، وهي المنطقة التي أتحدّث إليكم منها الآن، وهناك ما يزيد من مائة موظف يعملون في المجلس، وهناك آلاف المتطوعين وعشرات الآلاف من المنتسبين في الولايات المتحدة وكندا.
*
*
الشروق أون لاين: لديكم رصيد خمسة عشر سنة من العمل في الولايات المتحدة، ماذا قدّم المجلس للمسلمين هناك؟
*
د.نهاد عوض: الحقيقة الإنجازات عديدة، ولا يمكن للقائمين على المجلس أن يتحدّثوا عن إنجازاتهم، من المفترض أن يتحدث عن الإنجازات أولئك الذين يستفيدون منها سواء في الولايات المتحدة أوخارجها، لكن وبما أن السؤال طُرح، أقول بأن المجلس خاض حملات عديدة معروفة في الولايات المتحدة وفي الساحة الدولة. أولا؛ المجلس أعاد الثقة للمسلمين الأمريكيين، وأكد لهم بأنهم متساوون في الحياة مع المجتمع الأمريكي، وأن الفرص السياسية والاجتماعية والاقتصادية مفتوحة ومصانة لهم تماما مثلا أنها مصانة للآخرين، ومن هنا عندما خاض المجلس هذه الحملات واستعاد الكثير من حقوق المسلمين فتح لهم صفحة جديدة لهم في تاريخ الولايات المتحدة، مفادُها أنه لا يوجد ضعيف في الولايات المتحدة ما دام هناك قانون وما دام هناك مطالب بهذا الحق، لكن المطالبة بهذه الحقوق يجب أن تتم بأسلوب منظم وعاقل وقوي قادر على فهم القانون وعرض الخطاب القوي وتجميع وتنظيم المسلمين وحلفائهم مستفيدين من تجارب الأقليات الأخرى، ذلك لأن الولايات المتحدة هي دولة قوانين ودولة ذات سياسات واضحة المعالم للجميع، ولكل مجتهد نصيب. فإذا كنت قويا و لا تطالب بحقك فحقك ضائع، وإذا كنت ضعيفا وتطالب بحقك فأنت قوي.
*
هذه هي المساحة الأولى التي حققها المجلس، فلقد أعطى الثقة لمسلمي الولايات المتحدة مفادها أن المجلس ملك لهم، وهو قادر على استرداد حقوقهم في مجتمع متعدد الجنسيات والديانات.
*
أود أن أقول أنه يُنظر أحيانا إلى التنوع على أنه نقطة ضعف في المجتمع، لكن الأقليات تثبت أن التنوع الجنسي والعرقي والديني واللغوي والثقافي في الولايات المتحدة هو عامل قوة في المجتمع يجب أن يُعتدّ به، ولا يجب أن يكون نقطة تسجل على الأقليات وضدّهم.
*
الجانب الآخر الذي حققه مجلسنا هو تنظيم المسلمين سياسيا؛ فلقد استطاع المجلس بالتعاون مع المؤسسات الأخرى العاملة في الولايات المتحدة أن يضع المسلمين على الخارطة السياسية في الولايات المتحدة في العديد من الانتخابات وفي الدوائر السياسية على كافة المستويات، في انتخابات المجالس البلدية أو المدن أو الولايات أو حتى في الانتخابات الرئاسية.
*
ثالثا؛ استطاع المجلس أن يعطي وجها وصوتا لمسلمي الولايات المتحدة، فقبل نشأة المجلس لم تكن هناك محاولات جادة على مستوى القارة الأمريكية في الحفاظ على حقوق المسلمين وترتيب شؤونهم.
*
رابعا؛ استطاع المجلس أن يقدّم بالمعلومة والرقم والأبحاث، معلومات دقيقة عن الإسلام وعن مسلمي الولايات المتحدة، في حين كان الخصوم - و لا يزال بعضهم- يقدم الإسلام بصورة مشوهة ويحاول أن يعرض المسلمين في الولايات المتحدة على أنهم مهاجرون ليس لهم شأن ولا اهتمام ولا استثمارات في الحياة والمجتمع الأمريكيين، ونحن على مستوانا، نثبت بشكل يومي خطأ هذه النظرية وخطأ أولئك المغرضين.
*
أخيرا؛ استطاع المجلس من خلال تعامله مع المسلمين في الولايات المتحدة، أن يقدم شهادات وأن ينصح الدولة سواء في مجلس الشيوخ أوفي الإدارة أو حتى المحاكم، بوجهة نظر المسلمين فيما يتعلق بالعدالة والسلام. حيث بدأت السياسة الخارجية للولايات المتحدة تؤذي السياسة والاقتصاد والمصالح الأمريكية الإستراتيجية على المستوى البعيد في الساحة الدولية، ومن هنا جاء صوت المسلمين الأمريكيين الضروري للولايات المتحدة والعالم أجمع، وعليه وجب أن يكون للمسلمين في الولايات المتحدة حصّة داخل السياسة الأمريكية لتوجيه وترشيد الإدارة وصانعي القرار، وعليه أقول بأن تنظيم المسلمين في الولايات المتحدة هو شأن أمريكي وشأن إسلامي وشأن دولي.
*
هناك نماذج عديدة وقصص تحكي عن جولات وصولات خاضها المجلس، لكن القاسم المشترك أن المسلمين في الولايات المتحدة هم الذين صنعوا مجلس العلاقات الإسلامي الأمريكي بكفاءاتهم العلمية والإدارية، واستطاعوا أن يحجزوا مقعدا- ولو أنه بسيط إلى هذه اللحظة- على طاولة المجتمع الأمريكي.
*
*
الشروق أون لاين: جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لتُفسد الهدوء الذي نعم به المسلمون هناك منذ هجراتهم الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كيف تعاملتم مع تلك الهجمات؟
*
د.نهاد عوض: عندما أسسنا مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، استطعنا أن نبني حلفاء داخل المجتمع الأمريكي، واستطاع المجلس أن يدرّب المسلمين في كافة الولايات على كيفية التعامل مع الأحداث ومع الأزمات، وكيفية التفاعل مع السياسيين وكيفية التعاطي الإيجابي مع وسائل الإعلام الأمريكية في الأحداث السيئة وفي الكوارث، كما استطعنا أن ندرّب خلال السنين الماضية أكثر من عشرة آلاف مسلم بينهم قياديون و نساء ورجال و أئمة ومسؤولي مؤسسات ورجال أعمال وسياسيون مسلمون وحتى طلاب جامعات، استطعنا أن ندرّبهم على كيفية المشاركة السياسية والاستفادة والتأثير في صناعة القرار.
*
لقد سبق تفجيرات 11 سبتمبر تفجير المبنى الفيدرالي في أوكلاهوما سيتي في 1995واتهم المسلمون ظلما بذلك التفجير، فتحرّك مجلسنا إذا ذاك واستطاع أن يدافع ويوثّق أحداث الاعتداء وجرائم الكراهية ضد المسلمين وعرضنا توثيقاتنا وأدلّتنا على وسائل الإعلام الأمريكية و على الإدارة الأمريكية وعلى مجلس الشيوخ، ومن هنا، وكانت هذه أول مواجهة لنا مع أحداث استهدفت المسلمين، ولذلك فعندما جاءت أحداث 11 سبتمبر المؤسفة، كانت لدينا بنية تحتية لا بأس بها للتعاطي مع الأزمات، وطبعا كانت تلك الأحداث- ولا تزال- مشكلة عانى من انعكاساتها العالم كله وتحديدا العالم الإسلامي والمسلمون في داخل الولايات المتحدة وخارجها.
*
الحادي عشر من سبتمبر درس كبير يجب أن نتعلم منه كمسلمين ويجب أن يتعلم منه المجتمع الأمريكي والسياسيون الأمريكيون والإعلاميون الأمريكيون. السؤال هو، كيف نتعاطى مع إشكاليات كهذه؟ هل لنا الحق أو لأي وسيلة إعلامية أو سياسية الحق في دمج المسلمين في حادث إرهابي وأن تُلصق تلك الأحداث بالإسلام عنوة ويُحاسب المسلمون على ذلك؟؟ هذا درس لا بدّ من الاستفادة منه على كافة المستويات داخل الولايات المتحدة وخارجها، لنصل بعدها إلى كيفية الفصل بين تصرفات الأفراد والسلوك الجماعي لأي فئة أكانت دينية أو غيرها.
*
المسلمون اليوم في الولايات المتحدة هم أقوى من ما قبل الحادي عشر سبتمبر، ليس هناك شك في أنهم عانوا ولا يزالون يعانون، وصورة الإسلام بشكل عام تعاني من هجمات شرسة منظمة ومبرمجة من قبل بعض الجهات، لكنها أيضا تزيد المسلمين عزما وثباتا وإيمانا بأن دينهم ظُلِم وظُلِم معه معظم المسلمين، ولكن المسلمين يستردون عافيتهم شيئا فشيئا ويستفيدون من هذه الأزمة وسيكون لهم شأن سياسي وصوت أعلى مما مضى.
*
*
الشروق أون لاين: قلتم بأن هناك أعداء يكيدون للإسلام وللمسلمين في الولايات المتحدة وأنهم يعملون على تشويه هذا الدين وأهله بصورة منظمة ومبرمجة، هل لكم أن تُسمّوهم لنا؟
*
د.نهاد عوض: بالنظر للعديد من الاعتبارات القانونية والسياسية لا يمكن ن نصف شخصا أو هيئة بعينها، لأن هذا الأمر سيكون له مضاعفات علينا وعلى الجميع، وستستغل الأمور بأبشع صورة.. ودّ أن أقول بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلّم والمسلمين عانوا من الخصوم في تاريخهم، لكن كيفية التعامل مع الخصم وكيفية إدارة الأزمات وكيفية احتواء الإشكال ضمن رؤية واضحة المعالم للمستقبل وللنفس هي وحدها قادرة على التعاطي مع هذه التحديات، وجدير بالذكر أن الخصوم معروفون تاريخيا ولديهم أجندة سياسية وإعلامية وعلى المسلمين أن يكونوا أكثر الناس حرصا وعلما ودراية بهذه المعارضة التاريخية المنظمة، ونحن نلاحِظها بشكل يومي في الولايات المتحدة، لكنني لا أريد أن نعلّق آلام المسلمين ومشاكلهم على الآخرين، المسلمون بحاجة إلى أن يفهموا دينهم وأن يعيشوه وأن ينتهجوا خلق وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ينعكس ذلك إيجابا على حياتهم.
*
يجب على المسلمين أن يكونوا عِلميّين في النظر إلى الإشكالات التي تعرِض لهم، وفي التعامل مع خصومهم. فالجهل بالإسلام هو آفة العصر وهو التحدي الأكبر للمسلمين اليوم، فبالمعلومة وبالخلق الحسن وبالسيرة الطيبة وبالتعامل الإسلامي مع الآخرين وفقا لخلق وسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم، ستُحلّ الكثير من مشاكل العالم ومشاكل الأمة الإسلامية، لكن يجب أن نحاول احتواء الآخرين والخصوم، مصداقا لمثالنا الأعلى وهو الرسول صلى الله عليه وسلم دائما، عندما وُصف في القرآن بالرحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".. على الأمة الإسلامية والمسلمين - بغض النظر عن مواقعهم وموقعهم- أن يكونوا رحمة للعالم، وقبل أن نبادر الآخرين بردّة الفعل العنيفة أو تلك التي تكون جادة وصارمة، يجب أن نذكُر أن علينا مهمة الرّحمة في لعالم وهي مهمة إنسانية وإسلامية، قبل أن نشمّر عن سواعدنا لنواجه الآخرين يجب أن نحلّل الإشكال ويجب أن نحاول أن نفهم ونصِل للآخرين ونكسب قلوبهم.
*
*
الشروق أون لاين: دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة كثيرة ومُعقّدة، وتعلمون أن كل الجماعات الضاغطة هناك "اللوبيات"، تصل إلى تلك الدوائر وتؤثّر فيها بل وهناك من سيْطر على تلكم الدوائر، هل يصل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إلى تلكم الدوائر وكيف؟
*
د.نهاد عوض: بحُكم أن النظام السياسي في الولايات المتحدة نظام مفتوح للجميع، فإذا كنت قادرا على التنظيم وقادرا على التعبير وقادرا على إثبات الوجود في الساحة، فسيكون لك صوت وسيكون لك شأن وسيكون لك رصيد سياسي وتواصل. لكل إنسان وُلد في الولايات المتحدة الحق في أن يُصبح رئيسا لها، لكن يجب أن يثبت الطامح إلى افتكاك موقع هناك جدارتَه، يجب أن يكون قادرا على كسب هذا الموقع، لن يُوَرثّك أحد موقعا في الولايات المتحدة ولن يُعطيكهُ أحدٌ، يجب أن تكسبه وتحققه بذاتك، فالمواقع تُؤخذ ولا تُعطى، ولا تُمنح وإنما تُكتسب، ومن هنا فإن تواصلنا مع مجلس الشيوخ هو تواصل تمثيلي، نحن لدينا 35 مكتبا ولدينا حوالي 8 مليون مسلم، مستوى الفهم السياسي والتطوير السياسي والاندماج والتدريب السياسي والتواصل السياسي مع السياسيين هو بالقدر نفسه الذي سنحقق به ردة فعل إيجابية من السياسي، وهذا يستند على أمور عدة:
*
أولا؛ أن نكون فاهمين للنظام السياسي الأمريكي، ثانيا؛ أن نصبح جزءا منه، ثالثا؛ أن نعتمد على القوة البشرية من خلال تنظيم المسلمين للتسجيل في الانتخابات والتبرع للناخبين، وأخيرا وهو الأهم؛ الترشيح الذاتي للمناصب السياسية وخوض العملية الانتخابية، وخلال السنة الماضية أصبح لدينا أول مسلمين في مجلس الشيوخ، وهذا مؤشّر على أن العملية السياسية ليست حكرا على جنس أو لون أو فئة داخل المجتمع الأمريكي، فبقدر ما تكون منظّما وقادرا، بقدر ما ستكسب وستُحقّق في الساحة.
*
*
الشروق أون لاين: مهمة الدفاع عن المسلمين في تلك البلاد تحتاج إلى تعاون رسمي على الأقل، هل لديكم تعاون من بعض حكومات وسفارات الدول العربية والإسلامية أم أنها على العكس من ذلك تزيد في متاعبكم؟
*
د.نهاد عوض: نحن كجالية مسلمة وكمسلمين أمريكيين، لدينا مؤسسات مسجلة تعمل في الساحة الأمريكية، ونحن في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية نتمتع بعلاقة طيبة مع جميع سفارات الدول العربية والإسلامية وغيرها، وذلك قائم على الاحترام، لكن لا ننسى أن مشاكل وهموم المسلمين وآمال العالم الإسلامي كلها متجمعة في المسلمين الذين جاؤوا من العالم الإسلامي، وما يجري في العالم الإسلامي يؤثر في المسلمين الأمريكيين، وما يعيشه وما يتعرض له المسلمون الأمريكيون له أثره على المسلمين خارج الولايات المتحدة، بمعنى أن التواصل سلبي وإيجابي وفي ظل تشابك المصالح.
*
لا شك أننا كمسلمين نُؤثّر ونتأثر بما يجري في العالم الإسلامي، والإجابة المباشرة هي أن الواقع الإسلامي واحد، ولا يوجد واحد في العالم ينكر ذلك سواء كنا مسلمين أمريكيين أو كنتم مسلمين جزائريين أو عربا، القضية متشابكة وهناك مصالح يجب أن يحصل التفاهم بشأنها، ولا شك أن الساحة الأمريكية تأثرت سلبا بما يجري في العالم الإسلامي، وما جرى في الولايات المتحدة انعكس سلبا على المسلمين في العالم، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وما قبلها دليل واضح على ذلك.
*
*
الشروق أون لاين: ما هو دور الجالية الجزائرية المسلمة في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية؟
*
د.نهاد عوض: مجلس العلاقات الإسلامي الأمريكي مؤسسة مفتوحة لجميع مسلمي الولايات المتحدة ولمن هم خارج الولايات المتحدة، و ومفتوحة لمعظم المسلمين العرب من دول شمال إفريقيا؛ من الجزائر والمغرب وتونس والسودان ومصر، لدينا العديد من هؤلاء الناشطين في الساحة الأمريكية المسلمة، ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية لا يحدد هويّة أو إثنيّة فئة معيّنة، مجلسنا مؤسسة خدمات ، وكل من يتصل بنا لا نسأله من أين هو، وإنما له أن يستفيد من تجاربنا ومن وسائلنا و من قدراتنا في المساعدة، وهناك العديد من الفاعلين في مكاتب المجلس من أصول جزائرية وهم قمّة في الهمة و الفهم والأداء في المناطق التي يعملون فيها.
*
*
الشروق أون لاين: ما حقيقة ما يروج عن صورة الجزائريين في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تحاول بعض الجهات الإعلامية هناك إلصاقها دائما بالإرهاب؟
*
د.نهاد عوض: الحقيقة أنني من خلال متابعتي لوسائل الإعلام وللجدل السياسي الدائر في الولايات المتحدة في أعقاب الكثير من الأحداث الإرهابية، قلّما ترتبط إثنية معينة لشخص معين من بلد معين بتلك الأحداث، ما يجري في الولايات المتحدة هو إلصاق كلمة الإسلام بكل تصرفات المسلمين السلبية دون تمييز بلد عن آخر.
*
أما اسم الجزائر في أذهان المسلمين في الولايات المتحدة فهو مُقترن بالبطولة وبالشموخ والأصالة والتحرر من القيود، البلد الذي جاهد وضحى بأكثر من مليون ونصف المليون شهيد، والجزائر مَثل يحتذى به في أذهان الكثير من العرب والمسلمين في العالم، وللجزائر صورة ناصعة في أذهان المسلمين في الولايات المتحدة وخارج الولايات المتحدة.
*
*
الشروق أون لاين: إذن صورة الجزائر والجزائريين لم تتلطخ برغم القصف الإعلامي ؟
*
د.نهاد عوض: صورة الجزائر والجزائريين كشعب أبيّ ناصعة، ولا أذكر أن هناك حادثا معينا أو حملة مركزة على الجزائر لتشويه صورتها، سوى تلكم القلاقل والاضطرابات التي عانت منها الجزائر خلال العقد الماضي، إلا أن وضع المسلمين والعرب في الولايات المتحدة ليس مختزلا في دولة أو في إثنية معينة، وأطمئنُكم بأن الجالية الجزائرية في الولايات المتحدة هي جالية ناشطة ومتفاعلة مع قضايا المسلمين وغير المسلمين.
*
*
الشروق أون لاين: لنتحدث عن الإنتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية، الحدث الذي يشغل الأمريكيين الآن، ما هو موقعكم من هذا الحدث الأبرز هل لكم تأثير في مجرى الأحداث أم تكتفون كممثلين للجالية المسلمة بدور المتفرج؟
*
د.نهاد عوض: الانتخابات الرئاسية الأمريكية تهم كل المراقبين في العالم، أكانت دولا أو شعوبا أو مؤسسات المجتمع المدني لأن ما يجري في الولايات المتحدة يؤثر في العالم بشكل عام، ومن هنا فإن المسلمين الأمريكيين جزء من المجتمع الأمريكي ومن العالم، ولديهم تجربتهم السياسية الحديثة التي يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، فالبعد الزمني والعمق التاريخي لتجربة المسلمين السياسية في الولايات المتحدة جديدة ويجب أن نحتفظ بهذا في أذهاننا عندما نريد أن نحكم على هذه التجربة بشكل عام.
*
من جانب آخر، المسلمون الأمريكيون يدركون أهميتهم جيدا ومن هنا فهم يجتهدون في التسجيل للانتخابات وفي المشاركة السياسية ومساعدة المرشحين والتفاعل معهم أو ترشيح أنفسهم، ومن هنا نلاحظ أن الاهتمام بأصوات المسلمين على المستويات السياسية يتزايد، والمسلمون يعملون من خلال مجالس تنسيقية للوصول إلى الخيار السياسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
*
أخيرا أقول، أننا في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية مؤسسة غير ربحية، والمؤسسات غير الربحية محددة بخياراتها السياسية ولا تتدخل في شؤون الأحزاب ولا تتبنى مرشحا دون آخر، و لها الحق في تفعيل المسلمين وتسجيلهم للانتخابات، والقرار الأخير في اختيار مرشح دون آخر يتم من خلال لجنة مخوّلة سياسيا وقانونيا لاتخاذ القرار، بمعنى آخر أن لجان العمل السياسي في الولايات المتحدة لها ترخيص، ومجلسنا ليس مؤسسة مرخّصة، وعليه فنحن لا نملك الحق في ترشيد المسلمين في خيارهم بالنسبة لمرشح رئاسي معين.
*
*
الشروق أون لاين: هل تنتظرون شيئا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر، وهل لديكم مرشّح مفضّل؟
*
د.نهاد عوض: نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية مهمة جدا، لكن ما يجب إدراكه هنا في الولايات المتحدة وفي العالم أنه بتغيير رجل سياسي واحد لا يمكن أن تغيّر سياسة الولايات المتحدة. تغيير السياسة في الولايات المتحدة نابع من الاندماج الكامل والكبير في العملية السياسية والتأثير في خطوات صناعة القرار وليس التأثير في قمة الهرم السياسي.
*
*
الشروق أون لاين: الرئيس بوش هو أسوأ ما يمكن أن يكون عليه رئيس أمريكي سابق أو قادم، لهذا سألناك عما تنتظرونه من الرئيس الأمريكي القادم؟
*
د.نهاد عوض: تمنياتنا وميول الشعب الأمريكي أن تنتهي الحرب في العراق، ثانيا؛ أن لا تشعل حرب جديدة تحصد أرواح الأبرياء من أي طرف كان، وتدمير البنى التحتية للبلدان واستنزاف الطاقة المالية للولايات المتحدة وانهيار مصداقيتها في الساحة الدولية، تمنياتنا أن يكون هناك توصل إيجابي مع العالم الإسلامي والنظر إلى العالم الإسلامي بعين الشراكة لا بعين الصراع والخصومة، ثالثا؛ أن يتم الاهتمام باحترام الدستور الأمريكي واحترام الحريات المدنية والدينية للمسلمين ولغيرهم، وأخيرا؛ إصلاح الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من تراجع شديد ينذر بانهيار سيؤثّر سلبا في أداء الولايات المتحدة كمجتمع لنفسها ولغيرها.
*
*
الشروق أون لاين: لكنك لم تجبنا بالضبط عن مرشحكم في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
*
د.نهاد عوض: لم أجبكم بالضبط لأنني في الإجابة التي سبقت ذلك قلت بأننا في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية- وبحكم الترخيص- لا يحق لنا تبني مرشح على آخر، لكننا كأفراد قد يكون لدينا ميول لصالح مرشح على آخر، وكما ذكرت هناك مجلس تنسيقي وهناك هيئة نابعة عن هذا المجلس هي التي ستأخذ قرارا بتوحيد صفوف المسلمين أو إعطائه مؤشرا واضحا عن المرشح المفضّل ولمن يجب أن يصّوتوا، لكن وكما قلت وبحكم القانون الأمريكي، لا يمكن أن نتبنى شخصا نيابة عن هذه المؤسسة، لكننا كأفراد لدينا ميولنا شخصية معروفة.
*
*
الشروق أون لاين: ولكن هل في مقدورك أن تفسر لنا سبب ميول كثير من المسلمين إلى المرشح باراك أوباما على حساب المرشح جون ماكاين؟
*
د.نهاد عوض: استطلاعات الرأي تقول أن معظم الأقليات، بما فيها الأقلية المسلمة والعربية تحديدا، تنظر إلى المرشح أوباما على أنه أفضل من جون ماكاين، لأن نجاح جون ماكاين يعتبر استمرارا لنهج جورج بوش والمحافظين الجدد في سياساتهم الداخلية والخارجية المبنية على الحس الأمني المفرط، واستخدام منطق القوة وتفضيله على مبدأ المفاوضة والحوار، ورغم ذلك فحتى ولو فاز أوباما أو غيرهم فالمسلمين لا يجب عليهم أن يحلموا كثيرا بل عليهم أن يعملوا ولا ينتظروا هدية من هذا أو ذاك.
*
*
الشروق أون لاين: هل لديكم اتصالات مع لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "الأيباك"، والتي تمثل جماعة ضاغطة تعمل في إطار اللوبي الإسرائيلي هنا؟
*
د.نهاد عوض: لا، ليس لدينا أي اتصال مع "الأيباك".
*
*
الشروق أون لاين: كيف ترون مستقبلكم كمسلمين وكمجلس علاقات إسلامية أمريكية هناك في الولايات المتحدة؟
*
د.نهاد عوض: نحن نعمل مع الأكاديميين ومع الفاعلين وكل المخلصين لإنقاذ سمعة الولايات المتحدة الأمريكية، ونتعاطى مع مختلف التحالفات لخدمة هذا البلد وإبعاده عن المناورات والتغليطات التي يريد الكثيرون الزج به فيها، ونريد أن نقف في وجه استغلال النظام السياسي الأمريكي لخدمة أغراض ضيقة.
*
أما عن المجلس، فأبشّر المسلمين في العالم كلّه بأننا سنُطلق مؤسسة جديدة تعمل على نشر الثقافة السياسية والسلمية تقدّم الخير كلّ الخير للآخرين.
*
*
الشروق أون لاين: شكرا جزيلا لكم على هذا الحوار وعلى صبركم معنا.
*
د.نهاد عوض: شكرا لكم وبارك الله فيكم، وآمل أن يجمعنا لقاء في الآخرة كما جمعنا لقاء في هذه الحياة، كما أشكر من خلالكم كل الجزائريين وأملي أن يوفقني الله لزيارة هذا البلد البطولي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.