القضاء على إرهابي وتوقيف 6 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    الاحتلال الصهيوني يغلق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين    مدرب اتحاد الشاوية السعيد بلعريبي للنصر    تمنراست: إرتفاع حصيلة ضحايا ضحايا المرور إلى 9 أشخاص    الطارف: تعليمات باستدراك تأخر إنجاز محطة تحويل الكهرباء بتقيدة    فيما وضع حجز الأساس لإنجاز أخرى: وزير الطاقة يدشن مشاريع ببسكرة    سوناطراك : توقيع بروتوكول تفاهم مع الشركة العمانية أبراج لخدمات الطاقة    الخبراء يبرزون أهمية اللقاء التشاوري للقادة الثلاثة    وزير الخارجية أحمد عطاف يصرح: الوضع المأساوي في غزة سيبقى على رأس أولويات الجزائر    جامايكا تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية    وزير العدل يدشن مقر مجلس القضاء الجديد بتبسة    وزير البريد في القمة الرقمية الإفريقية    وزير الإشارة العمومية يعطي إشارة الانطلاق: الشروع في توسعة ميناء عنابة و رصيف لتصدير الفوسفات    وزير الداخلية يكشف: تخصيص أزيد من 130 مليار دينار لتهيئة المناطق الصناعية    المستشفى الجامعي بقسنطينة: الشروع في تركيب مسرع نووي جديد لعلاج مرضى السرطان    البروفيسور نصر الدين لعياضي يؤكد من جامعة صالح بوبنيدر    فيما شدّد وزير الشؤون الدينية على ضرورة إنجاح الموسم    لعقاب ينهي مهام مديرين    اجتماع حول استراتيجية المركز الوطني للسجل التجاري    مجلس الأمة يشارك في مؤتمر بإسطنبول    غزّة تحت القصف دائماً    الاستخدام العشوائي للنباتات الطبية.. عواقب وخيمة    الفريق أول السعيد شنقريحة من الناحية العسكرية الثالثة    الجزائر تشارك في معرض تونس الدولي للكتاب    تأسيس جائزة وطنية في علوم اللغة العربية    اختتام ملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    مولودية الجزائر تقلب الطاولة على شباب قسنطينة وتبلغ نهائي كأس الجزائر للمرة العاشرة    فلاحة: السيد شرفة يبحث مع نظيره التونسي فرص تعزيز التعاون    مباراة اتحاد الجزائر- نهضة بركان : قرار الكاف منتظر غدا الاربعاء كأقصى تقدير    فتح صناديق كتب الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس الموقوفة على جامع الجزائر    قسنطينة: السيد عون يدشن مصنعا لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات    الجامعة العربية تجتمع لبحث تداعيات استمرار جرائم الاحتلال    تقرير دولي يفضح ادعاءات الكيان الصهيوني حول "الأونروا"    وزارة الشؤون الخارجية توضح    تكتل ثلاثي لاستقرار المنطقة ورفاه شعوبها    الرقمنة طريق للعدالة في الخدمات الصحية    عاصمة البتروكيمياء بلا حظيرة تسلية ولا حديقة حيوانات    لا تزال الأزمة تصنع الحدث في الساحة الرياضية: بيان رسمي .. اتحاد العاصمة يعلّق على عدم إجراء مباراته أمام نهضة بركان    العماني: مواقف الجزائر مشرفة في المحافل الدولية    الحاجة الاقتصادية والاجتماعية لضبط عروض التكوين في الدكتوراه    سايحي يشرف على افتتاح اليوم التحسيسي والتوعوي    إشادة ألمانية بأول تجربة لشايبي في "البوندسليغا"    بلومي هداف مجددا في الدوري البرتغالي    ماندريا يُعلّق على موسمه مع كون ويعترف بتراجع مستواه    دعم الإبداع والابتكار في بيئة ريادة الأعمال    تمنطيط حاضرة للعلم والأعلام    الوقاية خير من العلاج ومخططات تسيير في القريب العاجل    رجل الإصلاح وأيقونة الأدب المحلي    معالجة 245 قضية إجرامية    90 بالمائة من الأبناء يفشلون لعدم الاهتمام بمواهبهم    المنتخب الوطني يتعادل أمام نظيره التونسي    حج 2024 : استئناف اليوم الثلاثاء عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    منصّة رقمية لتسيير الصيدليات الخاصة    حكم التسميع والتحميد    الدعاء سلاح المؤمن الواثق بربه    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    صيام" الصابرين".. حرص على الأجر واستحضار أجواء رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطاهر بن عيشة.. الزّيتوني واليساري المشاكس الذي احترمه الإسلاميون
مثقفون وإعلاميون وسياسيون وأصدقاء في تأبينية الشروق:

بكت ليلى والدها الطاهر بن عايشة وأبكت الحضور في تأبينية "الشروق".. تأبينية جمعت الأصدقاء والفرقاء كما جمعهم دائما "عمي الطاهر" على حبه واحترامه رغم الاختلاف في الآراء والمواقف.
بن عايشة الزيتوني والمناضل في حزب الشعب قبل الثورة التحريرية وصاحب المواقف الصريحة والثابتة من مؤتمر الصومام والثورة الزراعية.. بن عايشة الصحفي المتمرد في "عصا موسى" والصديق الوفي "للزاهري" والمشاكس في "الثورة والعمل"، مجتهد أدب الرحلة في "الوحدة".. بن عايشة منجز الروبورتاجات النادرة عن الإسلام في إفريقيا وآسيا الوسطى.. قصة مغادرته– قسرا- للتلفزيون وغضب بومدين من انتقاداته اللاذعة واختلافه مع صديق العمر الطاهر وطار– رحمه الله- وسجالاته مع الشيخ حماني.. مواقف تاريخية وطرائف رواها أصدقاء الراحل من السياسيين والمثقفين والإعلاميين في ندوة "الشروق"، التي أبت إلا أن تكرم "رجل المبادئ" ببرنوس عرفان وتقدير لمثقف الأمة الذي لن يموت وسيبقى ذكره طيبا في وسط كل من عرفوه.. "الشروق" التي كرمته حيا وحرصت على أن توثق مساره المهني والنضالي في سلسلة حوارات ستبقى دليلا للأجيال القادمة على شموخ رجل عاش لفكرة ومات على مبدإ، كما قالت الشاعرة الشابة أحلام بوزيان، ابنة التسعينيات، التي رثته على طريقتها بقصيدة بسيطة عميقة أرادتها رسالة وداع من جيل لن ينسى الطاهر بن عايشة.

مستشار جريدة "الشروق" علي ذراع
"كان يساريا شرسا ومدافعا عن التيار الوطني حتى النخاع"
وصف مستشار مؤسسة "الشروق"، الأستاذ علي ذراع، الراحل الطاهر بن عيشة ب"اليساري الشرس والمدافع عن القضايا الوطنية بمنظوره الخاص حتى النخاع"، وذكر أنه عاش يناضل من أجل القضايا العادلة في جميع أنحاء العالم مركزا على خصال الراحل الطاهر بن عيشة، التي ميزته عن الكثير، من خلال توجهاته ونقاشاته التي مات وهو يدافع عنها، مؤكدا أنه لم يكن يساريا كما كان يعتقد البعض، ورغم أن نقاشاته كانت شديدة وكثيرا ما اختلف مع الآخرين.
وأضاف أن معرفته بالراحل تعود إلى 40 سنة، وبالضبط من أيام الجامعة، حيث كانت نقاشاته منصبة حول قضايا مهمة وجوهرية، كمشروع الميثاق الوطني الذي كان مطروحا آنذاك، ومناقشته كل كبيرة وصغيرة، حتى مواضيع الأمة والوطن .
وأكد المتحدث أن مناقشات وأفكار الراحل ساهمت في إثراء الساحة الفكرية والثقافية، وفي نفس الوقت كان مناضلا من أجل القضايا العادلة في جميع أنحاء العالم، حيث أنجز تحقيقات عن معاناة المسلمين في أفريقيا، فضلا عن أنه كان أول من تطرق إلى قضية التصفية العرقية للمسلمين في مالي ونيجيريا .

الدكتور أحمد حمدي
"تجاربه الصعبة جعلت منه مناضلا صلبا"
قال الدكتور، أحمد حمدي، إن الراحل فرض احترامه على الجميع، حتى أولئك الذين اختلفوا معه في أفكاره وتوجهاته، مؤكدا أن تجاربه الأولى الصعبة في الحياة جعلت منه مناضلا صلبا لا يتراجع عن مبادئه.
واستهل الدكتور حمدي، حديثه عن خصال الطاهر بن عيشة، بالتذكير بوطنيته ونضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني منذ شبابه، حيث تعرضت عائلته لكثير من الاضطهاد، ما جعل منه بعد ذلك مناضلا صلبا، مؤكدا أنه يستحيل تلخيص أديب بارع وصاحب نظرة ثاقبة وصحفي منذ سنة 1940 مثل الطاهر بن عيشة في مجرد كلمات.
وأضاف ضيف "الشروق"، أن بن عيشة يعتبر من الأوائل الذين وضعوا لبنات الإعلام المتخصص، من خلال البرامج التلفزيونية التي كان يشرف عليها، في مقدمتها صوت العمال، بالإضافة إلى قضايا اضطهاد المسلمين في إفريقيا والاتحاد السوفياتي، وهذا ما جعله يكسب احترام الجميع رغم الاختلاف معم. والدليل على ذلك أن وزير الشؤون الدينية آنذاك دعاه إلى إلقاء محاضرة في نقاش مفتوح حول الدين، فرد عليه الراحل: كيف ألقي محاضرة في نقاش ديني وأنا أتحدث عن أفكار اليسار؟

الأستاذ عبد القادر نور:
"رسالة مجهولة أدخلته الإذاعة ووصفني بالرجعي بسبب بومدين"
أكد المجاهد، الكاتب، أول رئيس تحرير بالإذاعة والتلفزيون بعد الاستقلال، عبد القادر نور، أنه برحيل الطاهر بن عيشة، تكون الجزائر قد فقدت موسوعة فكرية وثقافية محبة لوطنها حتى النخاع، تميزت بالثبات في مواقفها ومبادئها واختلافها عن الآخرين.
وركز على جرأة وصراحة الراحل التي تميز بها طيلة مشواره الصحفي "كنت أخاف عليه وأحذره مرارا من التصريحات المباشرة".
وذكر المجاهد نور أن الراحل كتب رسالة للإذاعة الوطنية سنة 1963، خالية من الإمضاء والعنوان، استلمها المدير العام للمؤسسة آنذاك عيسى مسعودي، وكانت الرسالة في غاية الأهمية، فأرسلها إليّ للاطلاع عليها حيث كنت أشغل منصب رئيس تحرير في ذلك الوقت، وكان بجانبي عبد العزيز شكيري الذي قرأها معي، وقالي لي هذا الطاهر بن عيشة، فأمرت بعد ذلك بأن يأتوا به، حيث كان معلما بحجوط، فقدمناه إلى المدير العام وتم توظيفه، وشارك بعد ذلك في عدة برامج واشتهر بصوت العمال .
وتطرق ضيف "الشروق" إلى الحديث عن بعض طرائف الراحل، حيث ذكر: "اختلفت معه في أحد الأيام حول خطة بومدين من الجانب الفلاحي، وأنا كنت أؤمن بها، فناقشته طويلا غير أنه لم يقتنع، فخرجنا بعد ذلك وشربنا كوب شاي، وبعد أن افترقنا التقيت أحد الأصدقاء فسألني: ماذا حدث بمقر الإذاعة فأجبته لا شيء، فقال لي إن الطاهر بن عيشة يقول إن "الرجعية تطارده بمقر الإذاعة".

رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد القادر قسوم
"هذه قصة شجاره مع الشيخ حماني وثباته فرض علينا احترامه"
أشار رئيس جمعية العلماء المسلمين، عبد القادر قسوم، إلى ثقافة النقد الشجاع التي تميز بها الطاهر بن عيشة، وإقدامه على نقد أي طابو أو موقف مهما كان صاحبه، وتمسكه بمبادئه الإيديولوجية والثقافية والسياسية، ما جعله يلقى احترام الأشخاص الذين اختلفوا معه، كما أن مواقف الطاهر بن عيشة ستبقى خالدة.
وأشاد ضيف "الشروق"، بمجموعة الخصال التي طبعت شخصيته، أهمها العصامية في التكوين، حيث بدأ تكوينه بجامع الزيتونة ثم انتقل إلى الكتاتيب، فضلا عن تميزه بنقد ومناقشة أي فكرة أو طابو.
وأكد الدكتور قسوم أن ثبات الرجل على مبادئه الإيديولوجية والثقافية والسياسية، رغم اختلافه مع الآخرين فيها، جعله يفرض عليهم احترامه، منوها بتمسكه بالدفاع عن الثقافة العربية بطريقة مميزة، مؤكدا أنه لم يكن يوما عدوا للإسلام كما كان يعتقد البعض بسبب انتمائه للتيار اليساري .
وذكر ضيف "الشروق" بأحد المواقف الطريفة للطاهر بن عيشة، خلال مناقشة طويلة جمعته بالمرحوم أحمد حماني، عندما قال له هذا الأخير: لو كنت تصلح لما انتسبت لاسم أمك، فأجابه ببرودة أعصاب: يوجد اثنان لا ثالث لهما عظيم ونبي عيسى بن مريم والطاهر بن عايشة .
وأضاف قسوم "الراحل غرق في البحث عن كنوز المعرفة في آسيا وإفريقيا، وعن الإسلام في تومبوكتو لاعتقاده بوجود مخطوطات تاريخية بمكتبات يجب التنقل إليها للاطلاع عليها".

الإعلامي عبد القادر جمعة:
"بن عيشة اعتنق الماركسية بالصدفة"
عاد الإعلامي عبد القادر جمعة إلى علاقته مع المرحوم الطاهر بن عيشة وسرد مواقف ونوادر وكذا علاقة المرحوم بالروائي الراحل الطاهر وطار الذي كان يعتبر يوم حضور الطاهر بن عيشة إلى مقر الجاحظية استثنائيا.
قال الإعلامي عبد القادر جمعة إنّ علاقته بالطاهر بن عيشة تعود إلى أول حوار أجراه معه بفندق المنار، أين حاول استفزازه بمجموعة من الأسئلة الفلسفية عن الله والوجود وغيرها. وأضاف أنّ بن عيشة غضب وردّ عليه بجواب قاس، جاء في بعضه: "أنت أردت تثبيت حكم الإعدام علّي..". ولفت المتحدث أنّ علاقته بالراحل الروائي الطاهر وطار كانت جيدة فكان الاثنان ومعهما المتحدث يلتقيان بمقر الجاحظية بالعاصمة، حيث كان يعتبر الطاهر وطار حضور بن عيشة كلّ يوم أربعاء إليه رفقة الإعلاميين يوما استثنائيا. وكان يحضر له "البيتزا" التي يحبها كثيرا... ومن المواقف أيضا ذكر الإعلامي عبد القادر جمعة: أنّه في شهر أوت كان الطاهر وطار معتكفا بجبل "شنوة "بتيبازة،، وفي إحدى المرات أفطرنا الطاهر وطار سمكا هو من اصطاده، لكن كانت كمية قليلة، ونحن في الطريق عائدين لم يتوقف بن عيشه عن الحديث عن "بخل وطار"، فقررت شراء كمية معتبرة من السمك، أخذناها إلى البيت، وبعد طهيه قدموا لنا سمكا مجزءا، فعلّق بن عيشه "رحمه الله": " قدمّوا لنا الذيول والرؤوس، فأين السمك".
وأشار عبد القادر جمعة أنّ آخر لقاء جمعه بالمرحوم بن عيشة كان قبالة البريد المركزي، مؤكدا أنّه يتمتع بالنزاهة الفكرية والأمانة العلمية وهو شخص جدير بالاحترام، كما يعتبر نفسه أنّه اعتنق الماركسية بالصدفة بعدما كان ذات اليوم يوجد بالزيتونة واشترى بعض الكتب الماركسية وبعدها اعتنق هذا الفكر".

الدكتور محمد خوجة:
يجب إنجاز أفلام وثائقية عن الطاهر بن عيشة
قال الدكتور محمد خوجة إنّ المرحوم الطاهر بن عيشة شخص رائع وموسوعي ويملك ذاكرة قوية لم يؤثر فيها الزمن ولا السّن، داعيا إلى ضرورة إنجاز أفلام وثائقية وإعداد كتب حول شخصية ومسيرة عمّي الطاهر الذي يعدّ كما قال مثقفا ملتزما.
وأضاف الأستاذ محمد خوجة في تأبينية "الشروق" أنّ لقاءاته بعمي الطاهر بدأت بحكم الجوار سنوات التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان كثير الطلب على الكتب والمؤلفات الصادرة حديثا، وأنّه كان ينقل رسائله إلى أولاده وعائلته حين كان يقيم في فندق المنار. وأشار المتحدث أنّه أدرك مدى نباهة وقوة فكر وعمق ثقافة عمي الطاهر خلال طلب الراحل منه مرافقته إلى التلفزيون لحلّ أحد المشاكل، وهناك التقى بصديقه الذي تربطهما معا علاقة قوية وهو المجاهد أحمد محساس وظل خوجة ينتظر أربع ساعات كانت كافية للتأكيد على أهمية الرجل، رحمه الله.

الوزير السابق أبو جرّة سلطاني
ما قاله بن عيشة عن "الرجعية" كلمة ليست عابرة
أشار الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم "حمس"، أبو جرّة سلطاني، في تأبينية الفقيد الطاهر بن عيشة التي نظمتها "الشروق" بمقرها بالقبة، إلى أنه لن يدلي بشهادة لأنّ الشهادة على الأموات أو عليهم صعبة، لكن تحدث عن الأجواء السائدة في مرحلة مهمة هي الفترة ما بين "1972-1982".
قال أبو جرّة سلطاني إن تلك الفترة لم يقتصر النقاش فيها على اليسار فقط، بل كان توجها وصراعا كاد أن يفضي إلى إراقة الدماء. وأكدّ أبو جرة أنّ ما قاله بن عيشه عن "الرجعية تطاردني ...." ليست كلمة عابرة، لكن كانت "برنامجا" بالرغم من الاختلافات الفكرية السائدة آنذاك.
واعتبر الوزير السابق التوازن الذي حصل في الجزائر بعد تلك الفترة كان بسبب هذه الثنائية، ولولا الرجال لكانت الجزائر غير الجزائر اليوم. واعتبر الرئيس السابق ل"حمس" أنّ في تلك الفترة كانت توجد نواة غايتها إخراج التيار الإسلامي من الجامعة وكانوا يعتقدون أنّ هؤلاء لا يصلحون لأن الدولة الجزائرية تدرسهم مجانا، ولا يصلحون لأن يفطروا أو يتناولوا العشاء مجانا، أو يستقلوا حافلات الدولة وغيرها وهم ضد توجهها.

الكاتب محمد الصالح حرز الله
عمّي الطاهر لم يكن شيوعيا سوفياتيا.. كان يساريا جزائريا وطنيا
أكدّ الكاتب، المثقف، محمد الصالح حرز الله، أنّ المرحوم الطاهر بن عيشة يعد واحدا من القلائل والكبار الذين اعتنوا بالإسلام وتراثه، حيث كان منذ الصغر مهتما بالجانب الحضاري والثقافي والديني، كما كان متابعا للأحداث الثقافية والحراك الأدبي.
قال محمد الصالح حرز الله، في "تأبينية الشروق" إنّ الجميع كان يستأنس بالحديث مع المرحوم بن عيشة ويحب الاستماع إلى كلامه، كما تمنى قبل رحيله أن تتحمل جهة ما مسؤوليتها وتتكفل ببناء فضاء خاص يجمع المثقفين والإعلاميين بعمي الطاهر، لكن للأسف، كما كان يأمل المتحدث أن يهتم المثقفون والجامعة الجزائرية بجمع مؤلفاته وكتاباته لتبقى كنزا للأجيال القادمة.
في السياق، أوضح محمد حرز الله، أنّ الطاهر بن عيشة مثقف رائع، واحد من الذين دافعوا عن الإسلام من خلال مقالاته الكثيرة وفي التلفزيون والإذاعة وغيرها، مؤكدا على ضوء التطرق إلى صراع الأفكار في ثمانينات وسبعينات القرن الماضي أنّ الأمر طبيعي والاختلاف رحمة، وبالتالي شدد على أنّ الطاهر بن عيشة لم يكن شيوعيا سوفياتيا، بل كان يساريا جزائريا وطنيا وأفكاره لم تؤثر كثيرا، باعتبار أنّ هذا الصراع ما يزال معيشا إلى اليوم وسيبقى على -حدّ تعبيره-.
وذكر محمد حرز الله، بعدد من النوادر من خلال لقائه رفقة مثقفين آخرين بعمي الطاهر قائلا: "ذات يوم سافرنا إلى وجدة المغربية، ولمّا وصلنا لم نشعر بالتعب، نتيجة الحديث المستمر الذي لم ينقطع لعمي الطاهر معنا، فتخيلوا لو أنّنا كتبنا وقتها حديثه طوال تلك المسافة لخرجنا بأربعة كتب، فالرجل سريع البداهة، وذكي ويحب النكتة". وسرد إثرها نكتة أنه عندما كان السايحي الصغير يكتب، يقول له عمي الطاهر "معقول" أو "مع قول"، ويقدم قصيدة جديدة، إضافة إلى مواقف أخرى طريفة.

السيناتور زهية بن عروس
عمّي الطاهر هو من أدخلني التلفزيون الجزائري
كشفت السيناتورة، الإعلامية السابقة، زهية بن عروس، أنّ المرحوم الطاهر بن عيشة ساعدها بعد المرحوم والدها على دخول التلفيزيون الجزائري، وهو أولّ من أسس للريبورتاجات الخاصة في التلفيزيون الجزائري من خلال عديد الحصص المتنوعة في الفلاحة والبيئة وغيرها. ودعت إلى فتح قنوات تلفزيونية تهتم بإرث المرحوم المتنوع في الثقافة والأدب والتراث والفكر.
قالت زهية بن عروس، البرلمانية، الصحفية السابقة بمؤسسة التلفزيون الجزائري في شهادتها عن الطاهر بن عيشة، إنّ الرجل موسوعة ومفكر كبير، وإنساني من خصاله التواضع والشهامة وعزيز النفس.
وأشارت بن عروس إلى أنّ عمي الطاهر يعدّ أولّ من أسس للريبورتاجات الخاصة في التلفزيون الجزائري، ومن سماته أنّه دائما يكون مرفوقا بكناشة يدون فيها كلّ شيء، وسيجارة في يده اليسرى. ودعت في معرض حديثها إلى ضرورة فتح قنوات خاصة تهتم بالإرث العربي والثقافة الإسلامية من خلال هذه الرموز حتى يبقوا في الذاكرة وللمحافظة على هذا التراث. واغتنمت المتحدثة الفرصة لتنوه بجهود "الشروق" في مثل هذه المبادرات، معتبرة المتحدثة أنّ التأبينية التي نظمتها "الشروق" بمثابة وقفة للتأمل.

الصديق المقرب أحمد منصر:
بومدين كان يقول.. في الجزائر مثقفان مجنونان نايت قاسم وبن عائشة
تحدث الصديق المقرب للطاهر بن عيشة، المدعو أحمد منصر، عن يومياته مع الراحل منذ 1967 في مقهى "طنطو فيل" بالعاصمة، واسترجع النكت والطرائف التي ميزت لقاءاتهما، قال "تأته بعفوية ولا يضحك لها بقدر ما يضحك بها من حوله".
يصف أحمد منصر، الطاهر بن عيشة، "برجل المحبة" و"الوطنية بلا حدود"، قال إنه يحب التراث والصحراء ولا يكره الأجناس بحكم دياناتهم ولكن بتعنتهم وجهلهم وتجبرهم.
"الطاهر بن عيشة كان مقتنعا بفكرة أنه لن يختار مسؤولا أو وزيرا للثقافة لأنه صريح إلى أبعد الحدود"، ويضيف "أتذكر أني كنت مرة مع الشاعر محمد بوزيدي في فندق السفير وأبديت استغرابي لاختيار حبيب شوقي وزيرا بدلا من سي الطاهر، فأعاد له ما قلته، وقتها ضحك ملء شدقيه على كلامي".
ويتذكر أحمد منصر، ذلك الصراع بين الراحل هواري بومدين والراحل الطاهر بن عيشة، حيث كان هذا الأخير يردد مقولة الرئيس "لدينا مثقفان مجنونان، وهما الطاهر بن عيشة ومولود قاسم نايت بلقاسم".
قال صديق المرحوم بن عيشة إن الراحل كان يصف الجزائر ببلاد الشعر ويقول "لدينا النخيل والبحر والآثار الرومانية والتركية وأزهار بنفسجية، فأين الشعر".

الإعلامي الجزائري عابد شارف:
"بن عايشة جمع بين الفكر الماركسي والحضارة الإسلامية"
"قال إنه اكتشف أضرار التدخين بعد 60 سنة وأضرار وطار بعد 42 سنة"
قال الإعلامي والكاتب عابد شارف، إن الطاهر بن عيشة رجل "نوعية" ومن يسمع عنه دون أن يتقرب إليه -حسبه- يعتقد أنه رجل آخر وهو ما حدث معه شخصيا، حيث يتذكر أن علاقته خلال السنوات العشر الأولى مع الكاتب، الصحفي الطاهر بن عيشة كانت مبنية على الكراهية ولكنه عرف عشرية أخرى حمل له فيها كل الاحترام والتقدير.
عاد الأستاذ عابد، إلى جانب التنكيت في الطاهر بن عيشة، حيث قال إن الراحل توقف عن التدخين بعد 60 سنة من الإدمان عليه وأخبره بذلك وربط بن عيشة علاقته بالكاتب الطاهر وطار بعلاقته بالتدخين، فقال له بن عايشة "اكتشفت أضرار التدخين بعد 60 سنة واكتشفت أن الطاهر وطار مضر بعد 42 سنة".
تطرق الإعلامي شارف عابد، إلى جوانب من معاناة الكاتب بسبب مواقفه، حيث قال إن بن عيشة رحمة الله عليه في نهاية حياته انغلقت أمامه الأبواب لأنه يقول الحقائق.
"بات يعيش مع مجموعة قليلة من الناس لأنه ماركسي، بعد أن كان ماركسيا عالميا في مجموعة واسعة"، مضيفا "أنه جمع بين الفكر الماركسي والحضارة الإسلامية، فلا يمكن أن نقول إنه كان مسلما بالمعنى العادي"، يقول الأستاذ شارف.

الكاتب الصحفي محمد بوعزارة
نصيحته "إياك أن تقمع أي صوت معارض" أنقذت بلهوشات
وصف الكاتب، الصحفي، القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا، المكلف بالإعلام والثقافة، محمد بوعزارة، الطاهر بن عيشة رحمة الله عليه، برجل الفكر والنضال "كان يحاضر في أكثر من مكان ويجادل في كل مكان".
ويشهد لبن عيشة، أنه استطاع أن يعلمه أبجديات الصحافة والحكمة من مواقفه وآرائه، حيث لا تزال تلك الجملة التي قالها له محفورة في ذاكرته وهي "إياك أن تقمع أي صوت معارض".
وفعلا يقول الكاتب والإعلامي، محمد بوعزارة "تبين لي بعد حادثة مؤتمر اتحاد الكتاب والصحافيين سنة 1981 في قصر الأمم، بعد خلاف بين الإعلامي عمر بلهوشات وبشير خلدون حول المادة 121، أبعاد ما أوصاني وعرفت كيف أتعامل وقتها مع الموقف".
عرج بوعزارة، على مرحلة بداية الطاهر بن عيشة في الإعلام والتعرف عليه أول مرة سنة 1971، حيث كان سي الطاهر ينتج أحد البرامج الفكرية في القناة الرابعة الموجهة للشرق العربي، ووصفه بالصحفي الذي لا يعرف الكلل ولا الملل، معتبرا إياه أول صحفي يتحصل على التقاعد المسبق.
تطرق الكاتب الصحفي محمد بوعزارة، في حديثه عن الطاهر بن عيشة، إلى الرصيد الثقافي الفكري والديني الذي تركه الراحل، وخير دليل -حسبه- ما حدث في مؤتمر بفندق الأروية الذهبية حضره وفد سوفياتي كان يلقي درسا حول الحضارة الإسلامية في بلاده، قال بوعزارة إن سي الطاهر كان يسمع بروية وعندما أنهى الوفد أخد كلمته وراح يتكلم لأكثر من ساعتين عن تاريخ الحضارة الإسلامية في العالم وفي الاتحاد السوفياتي على وجه الخصوص، فأدهش أعضاء الوفد الذين وصفوه بالعالم الذي عرفهم أكثر عن أنفسهم.
كما ذكّر بوعزارة بالنكتة التي كان يرددها بن عيشة عن الطاهر وطار، بقوله "أنا من علمته اليسارية وأعتز بذلك لأنها سمو للروح والحوار مع الآخر".

الصحفي، الكاتب خليفة بن قارة
النقاش مع بن عيشة يبدأ حادا وينتهي بابتسامة عريضة
تحدث الصحفي، الكاتب خليفة بن قارة، عن مواقف الطاهر بن عيشة كصحفي عندما يجتمع مع التيار الذي يخالف الرأي والفكر، مثلما كان يحدث مع الإعلامي عثمان أمقران، حيث –يقول- يبدأ النقاش حادا وينصرف كل طرف على الضحك والمصافحة.
وأضاف "كان صحفيا بلا منازع حكمته أن النقاش والاختلاف يقصي أحدا ولا يأمر بقتل أحد".
إن الطاهر بن عيشة يضيف بن قارة- شجاع في مواقفه، كان لا يخشى أي مسؤول في الإعلام، وسجل موقفه عندما وقع خلاف في مؤتمر اتحاد الصحفيين سنة 1985، بين الصحفيين والكتاب ووزارة الإعلام، عندما قال له "تستاهلوا انتم الإعلاميون من تصنعون الشخصيات من خلال"مونتاج" التصوير وتحذفون عيوب تصريحاتهم وأخطائهم".

الشاعر والكاتب سليمان جوادي
هذه قصة بن عيشة مع رويس ومساعدية والبرناوي
ارتأى الشاعر سليمان جوادي أن يكرّم الكاتب المفكر المرحوم الطاهر بن عيشة على طريقته الخاصة، فقرأ بيتا من الشعر ومنه: "انهض فأنت الزيت والمشكاة". كما عدد جوادي مواقف ستبقى خالدة في مسيرة الراحل الطاهر بن عيشة، على مستوى النقد والجرأة في التعامل مع أي شخصية وطنية بغض النظر عن ثقلها أو مركزها.
وأشار جوادي إلى أنّه خلال إشرافه على ملتقى "فرانس فانون" بولاية الطارف، كان يدعو كافة المثقفين، ويتذكر أنّ الوالي آنذاك كان ينظر إلى عمي الطاهر بازدراء، لكن حينما صعد المنصة وراح يسرد ويتحدث عن الشيخ مبارك الميلي ورئيس الحكومة السابق رضا مالك، وآخرين، تغيرت نظرة الوالي، الذي أصبح يطلب مشاركة الطاهر بن عيشة في أي مناسبة.
وأضاف أنّ الوزير الأسبق بشير رويس أمر بعدم دخول الراحل الطاهر بن عيشة مبنى التلفزيون الجزائري، وفي هذا الصدد ذكر أنّه في احتفالية أقيمت بجريدة "الشعب" مازح الوزير بشير رويس الطاهر بن عيشة وسأله ساخرا أين أنت؟ فردّ بن عيشة: "راني قهواجي في ديدوش مراد".
وفي موقف طريف آخر، روى جوادي على مسامع المشاركين في تأبينية "الشروق" أنّ عمر البرناوي كان يمازح بن عيشة قائلا: "كيف تتفاهم مع فرانس فانون"؟ فأجابه بن عيشة: "اللغة التي بيني وبين فرانس فانون لا تفهمها أنت". وأردف في إحدى جلساته عن عمر البرناوي: "ابتلاني الله بعد الاستقلال بمرض اسمه البرناوي". أمّا في حادثة أخرى كشفت مدى جرأته وشجاعته أنّه في ندوة بقصر الأمم حضرها مثقفون وأشرف عليها المرحوم شريف مساعدية، ويقول جوادي: "صدفة وجدت بن عيشة رفقة محمد إسياخم، والتحق بهما وزير الحكومة الأسبق محمد بن أحمد عبد الغني ومولود قاسم، وتشعب الحديث بين الجماعة، فمن بين الأشياء التي ذكرت أنّ الوزير فوجئ بسعر إحدى المواد خلال حديثهم عنها، فتعجب بن عيشة ومولود قاسم من أنّ رئيس حكومة يجهل سعر مادة تباع في بلده، فقررا المغادرة فورا وتركاه وحيدا".

الإعلامي والشاعر إبراهيم صديقي
"كان يقول على المسؤول أن يتصرف كمعين وليس كمنتخب"
توقف صديقي عند أهم المحطات التي جمعته بالراحل الطاهر بن عايشة قائلا من منبر "الشروق": "أنا من المتأخرين في معرفة الرجل كوني أدركته كبيرا وعرفني عليه صديقي الشاعر بوزيد حرز الله في التسعينيات.كنا نقصده في غرفته بفندق المنار وكان محبا للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد وخاصة قصيدة "يا صبر أيوب" كان يردد مطلعها "صبر العراق صبور أنت يا جمل".. كان رجلا مثقفا ومتواضعا نقاسمه أكله".
ويضيف الشاعر إبراهيم صديقي: "لم ينقطع عن زيارتنا في التلفزيون وكان يقول لي عندما كنت مديرا للأخبار: تصرف كمعين وليس كمنتخب لا يمكن أن ترضي الجميع ولم يكن يطلب شيئا غير الكتب". وأشار محافظ مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي إلى أن بن عايشة لم يوص يوما على أبنائه الذين يعملون بالتلفزيون وختم بنداء إلى مختلف المنابر الإعلامية لتشتغل على مساره المهني الثري بالتجارب والإنجازات وتمنى لو تبرمج السلسلة المطولة التي سجلتها الإعلامية والشاعرة فاطمة ولد خصال عن مساره".

الإعلامي زين العابدين بوعشة
هذا ما قاله الرئيس بوتفليقة لبن عايشة عن شيوعيته
ركز الإعلامي زين العابدين بوعشة على ما ترك الراحل بن عايشة من رصيد وثائقي مهم جدا عن الإسلام في إفريقيا وشرق آسيا قائلا: "عرفته في مجلة الوحدة التي التحقت بها صغيرا بتشجيع من علي ذراع ووجدت أن القسم الثقافي كان يضم إضافة إلى رشيد بوجدرة الذي كان يكتب سلسلة "الحلزونيات" كان الطاهر بن عايشة يكتب عن أدب الرحلة. في الحقيقة روبورتاجات بن عايشة لم تكن وصفية وإنما كانت بحوثا معمقة عن الإسلام ودور الجزائر في نشره وهي روبورتاجات مهمة وتعتبر مرجعا للأجيال".
وأضاف في نفس السياق: "للأسف بن عايشة لم ينصفه التلفزيون الجزائري وأصبح كما يقول عن نفسه "قهواجيا" في مقهى اتحاد الكتاب. أذكر أنه سنة 1999 بعد فوز الرئيس بوتفليقة في الانتخابات التقى ببن عايشة على هامش عشاء واحتفالية بالمناسبة وحضرها عمي الطاهر باعتباره ممثلا لمؤسسة البابطين في الجزائر. فسأله بوتفليقة: هل ما زلت شيوعيا؟ فرد بن عايشة: "إمام الشيوعيين ويداي نظيفتان" فرد الرئيس: "يشهد الله أن هاتين اليدين الجميلتين لم تكتبا إلا جميلا".

الصحفي والمؤرخ منتصر اوبترون
"بن عايشة لم يكن ضد الأمازيغية.. كان ضد الفرونكوفيلية"
اغتنم الصحفي، المؤرخ، منتصر اوبترون، فرصة التأبينية لتصحيح ما سماه "مغالطات" عن شيخ المثقفين الطاهر بن عايشة، "كان العمل بالنسبة إليه نضالا ولم يكن يتقاضى مقابلا عنه. عمي الطاهر اختار قمار ليدفن فيها لأنه لم يتمكن من مرافقة زوجته بعد موتها ووفاء لها طلب أن يدفن في مسقط رأسه. كانت امرأة عظيمة ومكافحة وصبورة وبن عايشة تأثر كثيرا بعد وفاتها لدرجة الانهيار".
وأضاف اوبترون "أنا من منطقة القبائل ورافقته لسنوات.. لم يكن له أي عداء مع الأمازيغية، بل كان ضد الفرونكوفيلية. عمي الطاهر لم يكن ضد مؤتمر الصومام كما أشيع عنه وعن عبد الكريم هالي وعباس لغرور وإنما كانوا ضد أن يستبعد الفاعلون الحقيقيون ويقود من كانوا ضد اندلاع الثورة".

علي بوخزنة
عندما طلبت منه الصلاة قال لي "أعبد الله بطريقتي"
ترحم الأمين العام لحركة الوفاق الوطني، علي بوخزنة، على روح عمي الطاهر الذي عرفه وعايشه لفترة طويلة وقال في تأبينيته "الجزائر فقدت رجلا عظيما.. كان عفيفا ومتواضعا وزاهدا غير متطلب أو متكبر.. أردت أن أحثه على الصلاة في شهر رمضان فاشتريت له سجادة ومصحفا وبقيت أنتظر إقامته للصلاة، وهو من حج بيت الله سنة 1982، فقال لي "أعبد ربي بطريقتي" رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

الإعلامي محمد بلعشية
الصديق بن يحيى طرد سفير النيجر من أجل بن عايشة
كشف الإعلامي، محمد بلعشية، الذي ربطته علاقة قوية بالراحل، عما تعرض له الطاهر بن عايشة خلال رحلة بحثه واستطلاعه الصحفي "تنقل بن عايشة برا إلى النيجر لإجراء روبورتاج بعد أن تحصل على التأشيرة. تم توقيفه من طرف جهاز المخابرات النيجيرية بالتنسيق مع المخابرات الفرنسية. فقام الصديق بن يحيى رحمه الله- وكان وزيرا للخارجية باستدعاء السفير النيجيري وأحضر له الطائرة وطلب منه المغادرة وعدم العودة إلا وبن عايشة قد انطلق في مهمته".
وأضاف "كنت ألتقيه في مقهى اللوتس ونتجاذب أطراف الحديث في أكثر من موضوع.. كان موسوعيا وأتمنى أن تحظى كتاباته ومخطوطاته بالنشر".
* * * * * *


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.