سطيف: وفاة امرأة وإصابة زوجها في اصطدام سيارة بقطار في العلمة    قسنطينة : وفاة طفل غرقا في بركة مائية ببني حميدان    الوادي: ضبط 3 مشتبه بهم في جريمة قتل شخص    تفاعل واسع مع رحيل جوهرة الساورة حسنة البشارية: عميدة موسيقى الديوان توارى الثرى    جيجل: إحياء الذكرى 42 لوفاة محمد الصديق بن يحيى    عزيز موات ينقل حقائق تاريخية عن هجمات الشمال القسنطيني    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 ماي بقسنطينة    في خطابه له أمام نقابيي الاتحاد العام للعمال وأحدث صدا،الرئيس تبون : نجدد تمسك الجزائر بالطابع الاجتماعي للدولة ولن نتخلى عنه    شهادة التعليم المتوسط و"البكالوريا": والي سكيكدة تنصب اللجنة الولائية المكلفة بالتحضير    القضاء على إرهابي و قبض عنصري دعم    لعقاب يقف وقفة ترحم على أرواح شهداء المهنة    الرابطة الأولى: رؤساء الأندية يطالبون بتعديل متوازن لرزنامة نهاية الموسم    قوجيل: الجزائر تدرك تماما أهمية التنوع الثقافي    اتّفاقية لتسويق الحليب بأحياء عدل    تغيّر في الأفق بمتحف المياه في توجة    بيت الحكمة.. كنز من كنوز الحضارة الإسلامية    حراك الجامعات المؤيّد لفلسطين يتوسّع..    تمثيلية جبهة البوليساريو بإيطاليا تنظم يوما تكوينيا لمرافقي الأطفال الصحراويين خلال الصيف    السيد العرباوي يحل ببانجول للمشاركة في أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي    المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين يثمن الإنجازات المحققة في مجال الإعلام    معرض للمنتجات الجزائرية بنواكشوط    حفاوة رئاسية بالأسرة الإعلامية    حماية الطفولة: السيدة مريم شرفي تستقبل من قبل وزير المصالح الاجتماعية بكيبك    تصفيات كأس العالم 2026 : ملعب "نيلسون مانديلا" سيحتضن مباراة الجزائر وغينيا    بطولة إفريقيا المفتوحة أنغولا-2024 للسباحة: الجزائر تفتك خمس ميداليات جديدة منها ذهبية واحدة    الحماية المدنية: تمرين محاكاة لزلازل بالبويرة بمشاركة 4000 عون    خلال نهاية السنة الجارية : تسطير برامج فعالة لإعادة التنمية للمناطق المحرومة في عنابة    حجز أزيد من 6 كلغ من المخدرات بعنابة    آدم وناس يرد على قرار نادي ليل الصادم    بن طالب ينافس أوباميانغ على جائزة أفضل لاعب أفريقي في فرنسا    بايرن ميونخ يسعى للتعاقد مع البرتغالي برناردو سيلفا    الولايات المتحدة: الاحتجاجات الطلابية تمس أكثر من 120 جامعة أمريكية و ما يفوق 2000 معتقل    أم البواقي : تنظيم ملتقى وطني جامعة العربي بن مهيدي    استقبال الجرحى في الجزائر: سفير دولة فلسطين يثمن موقف دولة الجزائر المساند للفلسطينيين    دراجات/ طواف البنين الدولي: الجزائري ياسين حمزة يفوز بالمرحلة الرابعة    مراسلون بلا حدود: إسرائيل قتلت أكثر من 100 صحافي فلسطيني    النفط يتأرجح بين توقعات أوبك+ ومخاوف بشأن بالاقتصاد الأميركي    الاتحاد الأوروبي سيمول 7 مشاريع للطاقة عبر "بنك الهيدروجين"    الاهتمام بالتكوين ضروري لتحسين أداء الأفواج الكشفية    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي : الجائزة الكبرى "الغزالة الذهبية" من نصيب الفيلم الاسباني "ماتريا"    دعا لها مشاركون بندوة علمية بسطيف.. ضرورة بناء وتكوين قدرات فعالة في إدارة المخاطر محافظة على الموروث الثقافي    الايطالي جيانلوكا كوستانتيني.. فلسطين في التظاهرات الطلّابية    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية    عطاف يواصل المشاركة في الندوة الوزارية إفريقيا-دول شمال أوروبا بكوبنهاغن    أولمبياد باريس 2024 : اللجنة الأولمبية تعين برباري رئيسا للوفد الجزائري في الأولمبياد بباريس    البرلمان العربي: الصحافة العربية لها دور ريادي في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الصهيوني استهدف منزلا برفح    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أهانونا..لفّونا بالأعلام الإسرائيلية وأنا شاهد على شهامة الجزائريين
السجين رقم 345 سامي الحاج يروي للشروق قصته في غوانتنامو


سامي الحاج يروي أهوال غوانتنامو/ تصوير: بلال.ز
إهانة المصحف الشريف بالوقوف فوقه ورميه في المرحاض وتمزيقه
كشف سامي الحاج في منتدى "الشروق اليومي" جوانب الوحشية والمعاملة اللاانسانية التي يتلقاها المعتقلون داخل سجن العار "غوانتانامو" بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وغزو أفغانستان عام 2001.
*
وقال إن الميزان يختل عندما يتعلق الأمر بالإنسان المسلم والعربي، حيث يجرد المرء من جميع حقوقه ويعامل معاملة الحيوان بل أنهم يعاملون الحيوان أفضل.
*
سامي الحاج وهو ينقل لنا صورة ما حدث وما يزال يحدث داخل أسوار هذا المعتقل الأمريكي كشف عن حقائق تقشعر لها الأبدان، عن أساليب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون من طرف الجلاد الأمريكي بهدف افتكاك اعترافات تدينهم. فقد ركز الأمريكيون على وسائل ممنهجة ومدروسة في التعذيب منها انتهاك كرامة المعتقل عن طريق تجريده من ملابسه وتجويعه وتعريضه للحرارة الشديدة إذا كان قادما من بلد طقسه بارد والعكس، أي تعريضه للبرد الشديد إذا كان قادما من بلد طقسه حار. كما يعرض المعتقل إلى الضوء الشديد ويحرم من النوم وتمارس عليه الضغوط والاستفزازات مثل إيهامه بأنه تحت رحمتهم وأنه سيموت ويدفن خارج بلاده وأسرته.
*
وأخطر الأساليب التي أكد لنا سامي الحاج أنه عايشها داخل غوانتانامو تمثلت في المس بديانة المعتقل من خلال إهانة القرآن الكريم، وبتمزيقه ورميه في المرحاض، بل أن الجلاد الأمريكي يلجأ أحيانا إلى الوقوف بقدميه المدنستين على المصحف الشريف ويساوم المعتقلين على الاعتراف. بالإضافة إلى ذلك يقوم المحققون الأمريكيون بلف المعتقل بالعلم الإسرائيلي من أجل استفزازه ومحاولة إجباره على الاعتراف..
*
وكشف سامي الحاج أو كما كان يعرف بالسجين رقم "345 " في منتدى "الشروق اليومي" أن الأمريكيين لم يتركوا أي وسيلة لم يستخدموها من أجل تحقيق هدفهم، وتحدث عن أساليب تعذيب غريبة جدا لا تخطر على بال أحد يستعملها الأمريكيون ضد سجناء معتقل العار، أبرزها استعمال السحر، وقال إن لديه أدلة بهذا الخصوص، حيث أن أحد المعتقلين من منطقة الخليج أفرج عنه وبداخله "جن" يتكلم اللغة الفرنسية رغم أن هذا السجين لا يعرف إطلاقا الفرنسية. ولم يسلم المعتقلون حتى من الحقن بالمخدرات من أجل إجبارهم على الاعتراف بأشياء يريدها الأمريكيون الذين قال سامي الحاج إن الحرب التي شنوها على "الإرهاب" بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت ضد الإسلام والمسلمين.
*
وأكد سجين غوانتانامو السابق أن التعذيب الذي يمارسه الجيش الأمريكي هو سياسة وخطة مدروسة وهو مستمد من برنامج اسمه "التجنب والبقاء والمقاومة والهرب"، كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أنشأته خلال الحرب الكورية بعدما تكررت حالات التمرد في صفوف الجيش الأمريكي.
*
ولكن رغم هذه الأساليب الوحشية وغير الإنسانية، يقول مصور قناة الجزيرة السابق إن رحمة الله ودعاء المسلمين ومناصرة أحرار العالم للمعتقلين جعلت كل وسائل التعذيب الأمريكية تفشل في تحقيق أهدافها، بل أن العالم كشف من خلال غوانتانامو زيف العدالة التي تتغنى بها الولايات المتحدة والدولة الأكبر في العالم.
*
*
القصة الكاملة لاعتقال وتسريح سامي الحاج
*
تشابه أسماء قادني إلى المعتقل.. والعقلية التجارية لرامسفيلد أخرجتني
*
عاد مصور قناة الجزيرة السابق بذاكرته إلى بداية الحرب الأمريكية على ما تسميه الإرهاب الدولي في 2001 وروى لنا قصة اعتقاله التي لم تستند سوى إلى تشابه أسماء. وحسب كلام سامي الحاج، فقد بدأت القصة عندما أنشأت السلطات الأمريكية معتقل "باغرام" بأفغانستان وجعلته محطة أولى لتجميع أسرع المعلومات عن المطلوبين لديها، وكان على رأسهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.. وقتها حاولت السلطات الأمريكية اعتقال صحفي الجزيرة تيسير علوني بسبب المقابلة الصحفية التي أجراها مع بن لادن، كما طالبت نظيرتها الباكستانية باعتقال المصور الذي كان يرافق علوني، أي سامي الحاج الذي من سوء حظه أن اسمه تشابه مع اسم مطلوب من جنسية مغربية. ويؤكد سامي الحاج ل "الشروق اليومي" أن السلطات الباكستانية كانت تعلم بأنه ليس هو المقصود ولكنها تلاعبت كعادتها إلى اليوم مع الأمريكيين. وأوضح أنه لم يلتق وقتها بتيسير علوني ولم يكن قد وصل بعد إلى كابول.
*
وروى لنا ضيف "الشروق اليومي" كيف أن المحققين الأمريكيين اعترفوا له بعد اقتياده إلى السجن بأنه ليس هو المطلوب بالاعتقال لكنهم وجهوا له سؤالا واضحا : "ماذا ستفعل إذا أفرج عنك؟ فرد عليهم بكل ثقة: "سأقول ما رأيت، سأقول أنكم تعذبون المعتقلين وتضربونهم وتهينونهم .." وبعد أن سمعوا هذا الرد قرروا بقاءه في المعتقل تفاديا لفضحهم والتشويش على حملتهم الدولية ضد "الإرهاب الدولي". ولأن الأمريكيين كانوا يدركون مدى قوة وسطوة الإعلام خلال عدوانهم على أفغانستان وكانوا يستهدفون قناة الجزيرة القطرية على وجه الخصوص فقد خيروا مصور الجزيرة بين أمرين: "إما أن يكون سامي الحاج هو الضحية وإما أن تكون قناة الجزيرة".
*
وكشف سامي الحاج أن إطلاق سراحه العام الماضي جاء بفضل جهود الصحفيين في الجزيرة وفي "الشروق اليومي" وكذلك جهود أحرار العالم والمنظمات الحقوقية. فقد مارست هذه الجهات ضغوطا مكثفة على الإدارة الأمريكية. وفي هذا الإطار اتصلت مسؤولة ملف حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي بإدارة معتقل غوانتانامو وطالبتها إما بالإفراج عن سامي الحاج أو محاكمته، ولكن وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد رد عليها بالقول إن "السجين 345" لن يفرج عنه إلا بعد إغلاق غوانتانامو". ويقول سامي الحاج ل "الشروق اليومي" أن العقلية التجارية التي كان يحملها رامسفيلد جعلته يرضخ في النهاية للضغوط الإعلامية ويقرر الإفراج عنه.
*
وحول قائمة الممنوعات التي وضعها الأمريكيون أمام سامي الحاج بعد إطلاق سراحه، اعترف ضيفنا أنهم طلبوا منه مثلا عدم مغادرة السودان وعدم العمل في مجال الصحافة .." إلا أنه رفضها كما رفضت السلطات السودانية التوقيع على أي وثيقة تحد من حرية معتقليها العائدين من سجن العار وبينهم سامي الحاج.
*
*
المطالبة بالتعويض والاعتذار مؤجلة إلى حين
*
في رده على سؤال حول ما إذا كان سيطالب بتعويض واعتذار من الأمريكيين عن السنوات التي قضاها داخل معتقل العار بدون محاكمة، قال سامي الحاج إن غوانتانامو كان بالنسبة إليه منحة ولم يكن محنة، لأنه استفاد كثيرا هناك وخرج وهو أكثر تمسكا بدينه وأكثر قناعة بضرورة مناصرة قضايا حقوق الإنسان في العالم. وأكد السجين رقم "345" أن تجربة الاعتقال جعلته يشكك في العدالة الأمريكية، هذه العدالة التي تختل كلما تعلق الأمر بالمسلمين. وأعطى مثالا على ذلك أن المحكمة العليا الأمريكية كانت قد أصدرت قرارا يعطيه الحق في الترافع أمام محاكم مدنية ولكن مجلس الشيوخ الأمريكي اغتصب منه هذا الحق، ما يؤكد أن العدالة التي تطبق في أكبر دولة في العالم مشكوك فيها وتطرح حولها علامات استفهام عديدة. ويؤكد ضيف "الشروق اليومي" أنه لا يريد التشويش على بقية زملائه المعتقلين داخل غوانتانامو، ولذلك فهو يكرس جهوده في الوقت الراهن على العمل من أجل الإفراج عن هؤلاء المعتقلين وكيفية إعادة تأهيلهم بعد الخروج، مشيرا إلى وجود معلومات مؤكدة تفيد بأن الإدارة الأمريكية بصدد بناء زنازين إضافية في باغرام بأفغانستان لاستضافة المعتقلين الذين ترفض بلدانهم استقبالهم، وكشف في هذا الصدد أن دولا هددت معتقليها بالإعدام في حال عودتهم وبعضها وضع أحكاما جاهزة تنتظرهم.
*
*
هل يعقل أن ينتحر شخص يصلي ويقوم الليل؟
*
نفى سامي الحاج بشدة ما يسربه الأمريكيون من حدوث حالات انتحار داخل معتقل غوانتانامو، وأرجع حالات الوفيات الست التي حصلت إلى عدة أسباب مرتبطة بالظروف السيئة التي يتواجد فيها المعتقلون بينها نوعية الطعام الذي هو عبارة عن وجبات عسكرية باردة تحتوي على مواد حامضة لها عدة مضاعفات مثل سقوط الشعر. بالإضافة إلى الإهمال الطبي، حيث يبقى السجين يصارع المرض دون أن يلتفت إليه أحد. وتساءل سامي قائلا: هل يمكن أن ينتحر شخص متمسك بدينة، يصوم ويقوم الليل؟ وأعطى مثالا عن معتقل قيل إنه انتحر بعد أن وصلته رسالة من إدارة السجن تخبره بأنه سيتم الإفراج عنه ويعود إلى بلاده وأسرته.
*
وحمل المعتقل السابق في غوانتانامو الإدارة الأمريكية السابقة والحالية مسؤولية ما حصل ويحصل للمعتقلين داخل سجن العار بكوبا، مشككا في العدالة الأمريكية.
*
*
تهم توجه للمعتقلين
*
اتهم سامي الحاج بتعليم اللغة الانجليزية لزملائه داخل غوانتانامو وبأنه كان يقوم في أفغانستان بشحن صواريخ للمقاومة الشيشانية.
*
اتهم سامي الحاج أيضا بإدارة مواقع أنترنت تدعم الإرهاب.
*
جزائريو البوسنة اتهموا بأنهم كانت لديهم النية بتفجير السفارة الأمريكية في البوسنة.
*
أحد المعتقلين اليمنيين اتهم بأنه معتقل سعيد في غوانتانامو بعدما قال لهم أن ظروفه المادية سيئة في اليمن.
*
اتهام آخرين بإمامة الصلاة ورفع الأذان داخل المعتقل.
*
يطالب المعتقل بالاعتراف تحت التعذيب بأنه عضو في القاعدة وكان مكلفا من قبلها. وأما سامي الحاج فكان يطالب بالاعتراف بأن قناة الجزيرة لها علاقة بالقاعدة.
*
*
الجزائر لم تتعاون مع الأمريكيين وأرسلت وفدا بعد 3 سنوات
*
كشف سامي الحاج أن 25 جزائريا كانوا معه داخل معتقل غوانتانامو بعضهم أحضروه من البوسنة وبعضهم الآخر تم شراؤهم من السلطات الباكستانية، مؤكدا أن الجزائريين لم تكن لهم أي علاقة بالأحداث ولم يعتقل ولا واحد منهم في ساحة القتال. وأثنى سامي كثيرا على رفقائه الجزائريين في معتقل العار وقال إنهم كانوا متمسكين بدينهم إلى درجة أن أحدهم روى لهم أنه شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم "37 "مرة، كما كانوا أصحاب صبر وخبرة في التعامل مع الآخرين وناصروه خلال فترة إضرابه عن الطعام. وأشار ضيف "الشروق اليومي" إلى أن عشرة جزائريين تمت تبرئتهم من التهم التي ألصقت بهم من مجموع 14 شخصا أطلق سراحهم.
*
السجين رقم "345" كشف لنا أيضا عن توافد وفود العديد من الدول العربية على غوانتانامو ليس للدفاع عن معتقليها وإنما لمساعدة السلطات الأمريكية على إدانتهم من خلال تزويدها بالوثائق والملفات التي تساعدهم في التحقيق. وكانت تلك الوفود تهدد معتقليها بالسجن والقتل في حال عودتهم إلى بلدانهم الأصلية. واعترف سامي أن الجزائر والسودان وسوريا هي الدول التي لم تتعامل مع الأمريكيين ولم ترسل الجزائر وفدها إلى بعد مرور ثلاث سنوات على فتح المعتقل وأخبر وقتها الوفد إدارة المعتقل بأن الجزائر لن تأخذ معتقليها إلا دفعة واحدة.
*
ومن جهة أخرى روى لنا مصور قناة الجزيرة كيف أن الوفد الجزائري تدمر من الظروف السيئة التي كان المعتقلون يعيشونها وكيف أنه وعلى حسابه الخاص قام بشراء حاجيات للمعتقلين الجزائريين مثل الأحذية والصابون ومعجون الأسنان ولكن إدارة المعتقل لم تسلم تلك الحاجيات لأصحابها. وحسب نفس المتحدث فقد كانت للجزائريين الرغبة في العودة إلى وطنهم ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة والخوف من الملاحقات القضائية جعلت بعضهم يفضل الالتحاق بدول أخرى.
*
*
تأسيس منظمة للدفاع عن حقوق معتقلي غوانتانامو
*
كشف سامي الحاج عن إطلاق مؤسسة جديدة بعنوان نزلاء معتقل غوانتانامو سيء السمعة، مهمتها الدفاع عن المعتقلين والعمل من أجل إعادة تأهيلهم اجتماعيا واقتصاديا، تمهيدا لإعادة إدماجهم في بلدانهم.
*
وأوضح مصور الجزيرة السابق أن عملية التحضير للمشروع قطعت أشواطا، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه وبعض من رفاقه، قاموا بتسجيل المبادرة لدى الجهات الدولية المعنية بسويسرا تحت تسمية "منظمة غوانتانامو للعدالة"، التي ستكون لها فروع بالدول التي ينحدر منها ضحايا إدارة جورج بوش الابن، سيما تلك التي تتوفر على هامش من الحريات وحقوق الانسان، على غرار بريطانيا والسودان واليمن والكويت، في انتظار دول أخرى.
*
وذكر السجين رقم 345 أن "منظمة غوانتانامو للعدالة" ستطلب من مختلف فروعه في مختلف الدول، تحضير دراسة حول كيفية تأهيل المحبوسين السابقين بمعتقل العار، بما يمكن من مساعدتهم، سيما وأن الكثير منهم، يضيف سامي الحاج، يعانون من ظروف صعبة، "فمنهم من لا زالوا في سجون بلدانهم بعد الإفراج عنهم من المعتقل، ومنهم من وجدوا أنفسهم ضحية للبطالة والمرض والظروف الاجتماعية الصعبة كعدم توفرهم على سكن".
*
رئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان، أكد أيضا مهمة المولود الجديد، يتمثل في توفير السبل الكفيلة بإعادة إدماج المعتقلين في مجتمعاتهم، سيما وأن الكثير من ضحايا بوش "وجدوا أنفسهم معزولين حتى في المساجد التي كانوا يصلون فيها، لاعتبارات صار يعرفها العام والخاص".
*
وتابع المتحدث "هناك 25 جزائريا 14 منهم سرحوا من المعتقل و11 لا زالوا، نأمل في مساعدتهم من طرف حكومتهم، على الأقل بتوفير سكن، فنحن في السودان قامت الحكومة بتوفير سكن لكل عائلات المعتقلين، إضافة إلى راتب شهري، كما أرسلتهم إلى الحج".
*
*
كيف يحاكم البشير ويُترك بوش؟
*
استغرب ضيف "الشروق اليومي" من قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في إقليم دارفور، وقال سامي الحاج أن العالم الغربي الذي ينادي بمحاكمة الرئيس البشير يتناسى جورج بوش الذي قتل مئات الآلاف من العراقيين والأفغان وقام أيضا بتعذيب الآلاف. كما استغرب محدثنا أيضا من هذا الغرب الذي يطالب بمحاكمة البشير ويترك مجرمي الحرب في إسرائيل وهم الذين قتلوا الأطفال والشيوخ والنساء في غزة. واعتبر أن محكمة العدل الدولية سيف مسلط على رقاب المسلمين، مؤكدا أن بلده السودان به قضاء هو المخول له بمحاكمة السودانيين. وأشار إلى أن الشعب السوداني سيقف سدا منيعا ولن يقبل بأن يهان من طرف هؤلاء الجبابرة.
*
*
محمد القحطاني ..حالة من غوانتانامو
*
تحرشات جنسية وإجبار على تحية العلم الأمريكي
*
محمد القحطاني، هو معتقل سعودي متهم بأنه الرقم 20 في الطائرة التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد الولايات المتحدة. هذا الشخص الذي ما يزال معتقلا تعرض لأبشع أنواع التعذيب وحكايته تعكس ما يحدث من تعذيب وانتهاكات داخل معتقل العار أو الفضيحة الأمريكية. وحسب ما روى لنا سامي الحاج عندما حل ضيفا على منتدى "الشروق اليومي"، فقد عزل القحطاني داخل زنزانة من خشب لعدة شهور وقطعوه عن العالم الخارجي، مع استمرار التحقيقات ليل ونهار التي كانت تركز على أمر واحد وهو أن يعترف المتهم بأنه المختطف رقم 20. ومورست ضد هذا المعتقل أنواع فظيعة من التعذيب النفسي والجسدي، من بينها التحرشات الجنسية على طريقة ما مارسه الأمريكيون في سجن أبو غريب في العراق. فقد قام المحققون الأمريكيون بتجريد محمد القحطاني تماما من الثياب وترك للكلاب تنهش جسمه بل أنه منع حتى من استعمال بيت الخلاء. والأكثر من ذلك أنهم استخدموا نساء محققات في الضغط عليه، حيث تقوم واحدة بالوقوف على ظهره وتجبره على الوقوف وهو مقيد من أجل تحية العلم الأمريكي. وهو يهم بالوقوف يضرب في مناطق حساسة من جسمه. ومن الأساليب التي استخدمها المحققون الأمريكيون مع هذا المعتقل السعودي لجوئهم إلى وضع صور خليعة في الغرفة الخشبية التي يعيش فيها بل أنهم كانوا يعلقون تلك الصور على رقبته ويجبرونه على وصف أدق تفاصيل ما لا يوصف. بالإضافة إلى وضع جهاز تلفاز في غرفته وتشغيل أصوات مخيفة وصور التفجيرات والإعدامات.
*
والى جانب كل هذه الأساليب التي تتعارض مع كل القيم ومبادئ حقوق الإنسان في العالم، تعرض هذا المعتقل إلى سب وشتم له ولعائلته وإهانات لدينه الإسلام، حيث يقف المحقق على المصحف الشريف ويقول له بصريح العبارة: "إنها حرب بين النجمة والصليب والهلال ..".
*
وحسب شهادة سامي الحاج التي قال إن الأمريكيين أنفسهم اعترفوا بها، فقد أصيب محمد القحطاني بانهيار جراء التعذيب الذي تعرض له ونقل على إثرها إلى المستشفى وهناك شعر بطعم النوم مثلما اعترف هو بنفسه لزملائه، ولكن بعد عودته إلى المعتقل عاود المحققون معه نفس التعذيب المصاحب بتحقيقات مستمرة وكلها تدور حول المختطف رقم "20"، وما يزال هذا السعودي قابعا في غياهب غوانتانامو ينتظر مصيره الذي قد يكون الإعدام أو الإفراج في حال وفى باراك أوباما بوعوده بإغلاق هذا المعتقل الذي وضع سمعة الولايات المتحدة في الحضيض.
*
*
تشافيز عرض استقبال ضحايا غوانتنامو وأمريكا رفضت
*
أكد سامي الحاج أن الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، عرض على السلطات الأمريكية حلا يقضي باستقبال معتقلي غوانتانامو الذين فرطت فيهم بلدانهم، وذلك خلال زيارة تشافيز لدولة قطر العام الجاري، غير أن سلطات الولايات المتحدة الأمريكية، لم تلبث أن تسارع في الرد على الرئيس الفنزويلي، مؤكدة بأنها ترفض العرض.
*
وذكر ضيف "الشروق اليومي"، أن هناك منظمات أخرى عرضت خدماتها على نزيلي غوانتانامو، وفي مقدمتهم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التي عرضت على المعتقلين المفرج عنهم، مبلغا ماليا أوليا لتأهيل ضحايا غوانتانامو، وأكدت المفوضية على إمكانية منح المزيد من الأموال إذا حسن التصرف في المبلغ الأولي.
*
*
اتفاق بين الجزيرة والشروق
*
كشف سامي الحاج عن إبرام اتفاق بين ما يصر على تسميتها "إمبراطورية الشروق" ولجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان بمؤسسة الجزيرة، التي يترأسها، وأوضح المتحدث أن هذه المبادرة ستمكن الطرفين من تبادل الخبرات، والتعاون من أجل الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان.
*
*
مذكرات سامي الحاج على صفحات الشروق
*
أكد سامي الحاج أنه بصدد الانتهاء من إعداد كتاب حول معتقل العار، وأوضح أن هذا المشروع سيكون مقدمة لنشر مذكرات السجين رقم 345 بمعتقل غوانتانامو، والتي قال إنها ستنشر عبر صفحات الشروق اليومي، اعترافا منه الدور الذي لعبته من أجل الإفراج عنه.
*
*
"كن معي راجل أكن معك رجل"
*
من بين أطرف ما تناهى إلى سمع المعتقل السابق بغوانتانامو، سامي الحاج، واحدة من النكت التي عادة ما تغرقه في الضحك عندما يتذكرها وهو بصحبة جزائريين.. ومفاد هذه النكتة أن العروس في الجزائر تخاطب زوجها في أول لقاء بينهما قائلة "كن معي راجل أكن معك رجل"، وهي العبارة التي قال إنها استوقفت الكثير من المحبوسين بمعتقل غوانتانامو، وشكلت منفذا للهروب من العذاب النفسي والجسدي للأمريكيين.
*
*
لن أنسى شهامة ورجولة المعتقلين الجزائريين
*
من الشهادات المؤثرة التي رواها سامي الحاج عن زملائه المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو، أنه في مرة من المرات تعرض هو شخصيا للتعذيب الوحشي من طرف 6 سجانين إلى درجة فقد فيها كل ملامح وجهه بعد أن حلق رأسه وحاجبيه، وعندما أعادوه إلى الزنزانة بتلك الصورة، كان المعتقلون الجزائريون أول من هرع لنجدته ومما أثر في سامي كثيرا أن المعتقلين الجزائريين طالبوه بأن يكشف لهم عن اسم الجندي الأمريكي الذي عذبه بتلك الطريقة وهم مستعدون للانتقام له فورا، لكن سامي وتفاديا لمشاكل قد تلحق بهم رفض أن يورطهم في ذلك.
*
*
كنا نطرق الأبواب جماعيا احتجاجا على التعذيب
*
مما ذكره سامي الحاج أن الاهانات التي كان يواجهها المعتقلون في غوانتانامو كانت تدفع زملاءهم إلى الابتكار في وسائل الاحتجاج نظرا للقيود التي كانت تكبلهم، ومن ذلك أن المعتقلين كانوا يطرقون الأبواب الحديدية بشكل جماعي مخيف يزعج ويرهب السجانين وهي الطريقة التي كان مجاهدو حرب التحرير الجزائرية يستعملونها في سجون الاحتلال، وهي الطريقة التي قال سامي إنها كانت ترهب السجانين وتجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على أي سلوك مهين.
*
*
إهانة المصحف الشريف
*
لأن المعتقلين بغوانتانامو كانوا حريصين على حماية المصحف أكثر من حرصهم على حماية أنفسهم، فإن الجنود الأمريكان كانوا يمعنون في الاهانة بعد أن تأكدوا من تعلق المعتقلين بالمصاحف ولذلك كانوا يخرجون المعتقلين من زنازينهم ليتمكنوا من البحث في أغراضهم وتمزيق المصاحف وإهانتها وكان المعتقلون يقابلون ذلك بالاحتجاج والاضراب عن الطعام وأصبحوا يرفضون الخروج من زنازينهم إلى الساحة مهما كانت الظروف.
*
*
الصيام لمقاومة التجويع
*
كانت إدارة السجن تتعمد تجويع المعتقلين لينهاروا صحيا كما حدث مع الكثير منهم، لكن المعتقلين كانوا أكثر جلدا بل تفطنوا إلى فكرة الصيام حيث كانوا يتقاسمون إلى فريقين فريق يصوم والأخر يفطر لأن الطعام كان يأتيهم يوما بيوم فيوفرون على أنفسهم الحاجة إلى استعطاف السجانين وطرقهم في الاذلال والاهانة.
*
*
رؤيا الرسول في المنام كانت تمدنا بالقوة
*
قال سامي الحاج إن معتقلا سعوديا بداية سنوات الاعتقال قد رأى في منامه أن الرسول يسلم عليه ويواسيه، وعندما شكا هذا المعتقل للرسول أوضاع المعتقلين في غوانتنامو قال له صلى الله عليه وسلم أن ما قولكم في أن يعز الله من يعزكم ويذل من يذلكم وأن الفرج قريب، ففرح المعتقلون بتلك الرؤية وأصبحوا يتناقلونها لتمدهم بالقوة، وفعلا تأخر استلام السعودية لمعتقليها ولو أنها استلمتهم في السنوات الأولى لكان مصيرهم الملاحقة والسجن، لأن المملكة فيما بعد غيرت مواقفها وأصبحت تحرص على حياة معتقليها وتطلبهم وتمولهم بالمشاريع التنموية وكذلك الحال في باقي البلدان.
*
*
الجزائر لم تساوم على معتقليها
*
قال سامي الحاج إن تأخر الجزائر في الاتصال بمعتقليها في غوانتانامو ينم عن حرصها على عدم تعريضهم للخطر، لأن أغلب الدول العربية التي تدخلت في السنوات الاولى واتصلت بمعتقليها كانت تدفع بهم الى المحرقة وتمد الامريكان بملفات حولهم وتحثهم على التعاون مع المحققين في أمريكا، لكن الجزائر لم تفعل ذلك وعندما زار وفدها المعتقلين كان بهدف تخليصهم فعلا من ذلك المعتقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.