شكك اليمين المتطرف الفرنسي في أرقام قدمها سبر آراء أنجزه المعهد الفرنسي للرأي العام، حول عدد المسلمين الذين يعيشون في فرنسا وقال إن سبر الآراء استند إلى معطيات غير صحيحة. ولقيت الدراسة التي نشرها موقع "جي ديدي"، انتقادات لاذعة من طرف تيار اليمين الفرنسي المتطرف، التي اتهمت معدي البحث بعدم تقدير جيد لعدد المسلمين في فرنسا. وأجرى المعهد الفرنسي للرأي العام، سبرا للأراء شمل 15459 شخص تزيد أعمارهم عن 15 سنة، من مختلف المناطق، حيث أظهرت النتائج أن 874 من العينة مسلمون ما يمثل نسبة 5.6 بالمائة من العينة الكلية، وبتطبيق هذه النسبة على العدد الإجمالي للسكان يظهر أن حوالي 3 ملايين منهم يتبعون الدين الإسلامي. وأثارت الأرقام التي قدمها المعهد ضجة في فرنسا، واستند البعض إلى تصريحات سابقة للسفير الفرنسي في الجزائر برنارد إيمي، في 2015 حين قال إن عدد الجزائريين فقط في فرنسا يقارب 7 ملايين شخص، مما يؤكد أن العدد الإجمالي للمسلمين في فرنسا يفوق كثيرا 3 ملايين. وكان القضاء الفرنسي قد فتح تحقيقا مع رئيس بلدية بيزيه (جنوب غرب فرنسا) روبير مينار الذي ينتمي إلى الجبهة الوطنية اليمينية، بعد قيامه بإجراء إحصاء حول ديانة التلاميذ في مدارس مدينته وقال إن نسبة التلاميذ المسلمين فيها بلغت 64.6 بالمائة. وأثارت هذه التصريحات احتجاجات جاء أولها على لسان رئيس الوزراء الاشتراكي، مانويل فالس في تغريدة دون فيها "العار على رئيس بلدية" بيزييه. وأضاف "الجمهورية لا تميز بين أولادها". كما قال وزير الداخلية برنار كازنوف إن مينار "يضع نفسه عمدا خارج قيم الجمهورية". وأضاف في بيان "القانون يمنع هذا التصنيف، تصنيف التلاميذ استنادا إلى ديانتهم يعني العودة إلى أحلك حقبات تاريخنا". وقال رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبا في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عبد الله زكري "إني مصدوم ومشمئز من هذه التصريحات. القانون يحظر هذه العملية. بالتالي يمكن أن يكون اسم التلميذ محمدا من دون أن يكون متدينا!". وكان تقرير صادر عن المعهد الوطني للإحصائيات والدراسات الاقتصادية "إ. نسي" قد كشف في 2015 أن عدد المهاجرين الجزائريين الذين يقطنون العاصمة الفرنسية باريس وحدها بلغ 460 ألف شخص من مجموع 5.5 مليون مغترب يوجد بفرنسا، محتلين بذلك المركز الأول بين الأجانب الآخرين القاطنين في هذا البلد. وكشفت خارطة خاصة بأكبر الجاليات الأجنبية في مختلف الدول الأوروبية، أن الجزائر تستحوذ على المرتبة الأولى في فرنسا، من حيث عدد الجالية فيها، إذ بلغ عدد المهاجرين الجزائريين أكثر من 5 ملايين ونصف مليون شخص، مقابل 3 ملايين مغربي . وأكدت أرقام "إ. نسي" أن عدد المهاجرين الذي يمثلون الجالية الجزائرية في فرنسا بلغ في 2011، 740 ألف جزائري، محتلين بذلك المركز الأول بين الأجانب الآخرين القاطنين في هذا البلد، وتليهم الجالية المغربية التي قدر عددها ب 680000 مغربي، وفي الصف الثالث البرتغاليون الذين بلغ عددهم 590000 برتغالي في الفترة نفسها. ورغم أن القانون الفرنسي يحظر إجراء إحصاء للسكان على أساس الديانات، إلا أن الأرقام التي تقدمها معاهد البحث وسبر الآراء غالبا ما تشير إلى ديانات العينات محل البحث، مما يؤكد القلق الفرنسي من تصاعد معتنقي الإسلام داخل البلاد من جهة، وإلى ظاهرة معاداة الإسلام من جهة أخرى التي ما فتئت تتصاعد كذلك داخل المجتمع الفرنسي.