يشهد منتوج الزيتون بولاية بجاية انخفاضا محسوسا في السنوات الأخيرة بسبب عوامل عديدة، على غرار المؤشرات الطبيعية على رأسها شح الأمطار وندرة منابع الري، إلى جانب عوامل أخرى، وهو ما ينذر بغلاء زيت الزيتون والذي سيتعدى 1000 دينار للتر الواحد هذا العام. أيام قليلة تفصلنا عن موسم جني الزيتون، والفلاحون قلقون بسبب نقص الدعم والمساعدات الفلاحية، وكذا غياب الحملات التحسيسية لحماية ثمرة الزيتون، ما قد يسهم بشكل كبير في تراجع المحصول هذا الموسم. وعلى الرغم من توفر معظم المناطق الجبلية مترامية الأطراف عبر طول الساحل الغربي في اتجاه شواطئ بوليماط وغيرها على أشجار الزيتون بآلاف الهكتارات، إلا أن منتوج هذه السنة سيعرف انخفاضا محسوسا. ويتخوف المزارعون ممن تحدثنا إليهم من الخسائر التي قد يتكبدونها حيال طيور "الزرزور" المهاجرة التي قد تعشش فوق أشجار الزيتون وتتلفها وهو ما قد يتسبب في نقص كبير في الإنتاج، خصوصا وأن الكثير من العائلات تستمد دخلها من عائدات هذه الثمار، الأخيرة التي تعد أكثر ما تشتهيه الطيور شهر نوفمبر خلال نضجه حيث تنتشر بكثرة في المساحات الزراعية التي تنتشر فيها أشجار الزيتون. وفي هذا الصدد، يوضح الفلاح "فوضيل زيراي"، أسباب انخفاض المنتوج والتي أرجعها إلى الطرق التقليدية في جني المحصول، حيث يتم إسقاط الزيتون بأدوات لا تتناسب مع عملية الجني ما يؤدي إلى إتلاف الزيتون، على غرار استخدامهم العيدان في العملية، هو ما يؤثر سلبا على الأغصان الصغيرة التي تساهم في إنتاج الثمرة، حيث أن منتوج الزيتون لا يزال يفتقر إلى أدنى شروط حماية محاصيل الزيتون، وهذا راجع حسبه إلى غياب الدعم من طرف مديرية الفلاحة، التي وعلى حسبهم لم تقدم لهم يد المساعدة في أن توفر لهم الإمكانيات المادية على غرار الأسمدة والأدوية، على الرغم من المراسلات والشكاوي والملفات التي أودعت بالمديرية، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد لحد كتابة هذه الأسطر. ويتخوف الفلاح من تكرار سيناريو الموسوم الماضي بعد إصابة الأشجار بالأمراض على غرار "داكوس"، كما أن الرياح القوية ودرجة البرودة الشيديدة والحرارة تعمل على إتلاف وإسقاط ثمرة الزيتون. وتنبأ الفلاح فوضيل بأن المنتوج المنتظر لهذا الموسم أن سعره سيتعدى 1000 دينار للزيت للتر الواحد، في ظل غياب إستراتيجية واضحة لدعم هذا المنتوج، مؤكدا أن الدولة لم تدعم الفلاحين في توفير مياه السقي في ظل غياب قنوات السقي والآبار والاعتماد على مياه الأمطار مما جعل مردود إنتاج الزيتون مرهون بما تجوده الطبيعة، وكذا الوضع الذي آل إليه قطاع الفلاحة عموما وزراعة الزيتون والارتفاع الخيالي للمنتوج. والأدهى من كل ذلك أن معظم معاصر الزيتون التقليدية والعصرية أغلقت أبوابها، وحسب أحد العارفين فإن تراجع المحصول أدى بأصحاب المعاصر إلى غلقها، إلى جانب ذلك أقدمت مديرية الفلاحة على إقفال المعاصر بحجة المحافظة على البيئة، وهو الإجراء الذي وصفه الفلاحون بالحقرة والتعسف.