منتدى الدوحة: إشادة واسعة بجهود الجزائر لنصرة القضية الفلسطينية    سعيدة: تشجيع ومرافقة أصحاب المستثمرات الفلاحية للانخراط ضمن مسعى تربية المائيات    المغرب: المخزن يستمر في الاعتقالات السياسية في خرق سافر لحقوق الانسان    إبراز جهود الدولة في تسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    وزير الداخلية يستقبل المدير العام للديوان الوطني للحماية التونسية    بورصة الجزائر: النظام الإلكتروني للتداول دخل مرحلة التجارب    عطاف يدعو لتوجيه الجهود المشتركة نحو نصرة القضية الفلسطينية    قوجيل: مواقف الجزائر تجاه فلسطين "ثابتة" ومقارباتها تجاه قضايا الاستعمار "قطعية وشاملة"    عطاف يجري بالدوحة محادثات ثنائية مع نظرائه من عدة دول    جيدو/الجائزة الكبرى لدوشانبي: الجزائر تشارك بثلاثة مصارعين    كريكو تؤكد أن المرأة العاملة أثبتت جدارتها في قطاع السكك الحديدية    تيسمسيلت: إلتزام بدعم وتشجيع كل مبادرة شبانية ورياضية تهدف "لتعزيز قيم المواطنة والتضامن"    اتصالات الجزائر تضمن استمرارية خدماتها غدا تزامنا واليوم العالمي للعمال    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    عقب شبهات بعدم احترام الأخلاق الرياضية :غلق ملف مباراة اتحاد الكرمة - مديوني وهران    حوادث المرور: وفاة 38 شخصا وإصابة 1690 آخرين خلال أسبوع    نجم المانيا السابق ماتيوس يؤكد أن بايرن ميونخ هو الأقرب للصعود إلى نهائي دوري الأبطال على حساب الريال    تندوف: شركات أجنبية تعاين موقع إنجاز محطة إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 200 ميغاواط    المغرب: مركز حقوقي يطالب بوقف سياسية "تكميم الأفواه" و قمع الحريات    تاقجوت يدعو إلى تأسيس جبهة عمالية قوية    نظام إلكتروني جديد لتشفير بيانات طلبات الاستيراد    نحو إنشاء بنك إسلامي عمومي في الجزائر    هل تُنصف المحكمة الرياضية ممثل الكرة الجزائرية؟    طاقة ومناجم: عرقاب يستقبل المستشار الدبلوماسي لرئيسة الوزراء الإيطالية المكلف بخطة ماتي    مشعل الشهيد تحيي ذكرى وفاة المجاهد رابح بطاط    رئيس الجمهورية يُبرز الدور الريادي للجزائر    الجزائر معرضة ل18 نوعا من الأخطار الطبيعية    درك بئر مراد رايس يفكّك شبكة إجرامية دولية    ملتقى وطني عن القضية الفلسطينية    منح 152 رخصة بحث أثري في الجزائر    أوسرد تحتضن تظاهرات تضامنية مع الشعب الصحراوي بحضور وفود أجنبية    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي/منافسة الأفلام القصيرة: أفكار الأفلام "جميلة وجديدة"    المجلس الأعلى للشباب/ يوم دراسي حول "ثقافة المناصرة" : الخروج بعدة توصيات لمحاربة ظاهرة العنف في الملاعب    منتجات البنوك في الجزائر تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    حلف دول شمال إفريقيا..العمل يهزم الشعارات    سياسة الاحتلال الصهيوني الأخطر في تاريخ الحركة الأسيرة    بهدف القيام بحفريات معمقة لاستكشاف التراث الثقافي للجزائر: مولوجي:منحنا 152 رخصة بحث أثري على المستوى الوطني    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    الاحتلال يفشل في تشويه "الأونروا"    "حماس" ترد على مقترح إسرائيل بوقف إطلاق النار 40 يوما    محرز يقود ثورة للإطاحة بمدربه في الأهلي السعودي    اتفاق على ضرورة تغيير طريقة سرد المقاومة    إبراز أهمية إعادة تنظيم المخازن بالمتاحف الوطنية    بلومي يُشعل الصراع بين أندية الدوري البرتغالي    شباب بلوزداد يستنكر أحداث مباراة مولودية وهران    الشرطة تواصل مكافحة الإجرام    لا أملك سرا للإبداع    مصادرة 100 قنطار من أغذية تسمين الدجاج    إخماد حريق شب في منزل    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    استئناف حجز التذاكر للحجاج عبر مطار بأدرار    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئاسيات الفرنسية.. صراع مفتوح على كل الاحتمالات
عشية الجولة الأولى من الانتخابات
نشر في الشروق اليومي يوم 22 - 04 - 2017

قبل يوم من انطلاق التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تحتدم المنافسة بين المرشحين الرئيسيين للوصول إلى قصر الإليزيه، في صراع مفتوح على مصراعيه مع تساوي الحظوظ تقريباً.
ويخوض السباق الرئاسي 11 مرشحاً، لكن نوايا التصويت حسب آخر الاستطلاعات في فرنسا تقتصر على أربعة مرشحين فقط.
وإذا لم يفز أي من المرشحين ب50 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى المقررة، الأحد، تجرى جولة الإعادة الفاصلة يوم السابع من ماي، بين المرشحيّن الحاصليّن على أعلى الأصوات.
ويعد قرار الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند بالامتناع عن الترشح أمراً استثنائياً وغير مسبوق، وإن العديدين يرون أن مرشح الاشتراكيين في هذا السباق المحتدم، بنوا هامون، لا أمل له بالفوز.
ودفع الهجوم الذي وقع، الخميس، في جادة الشانزيليزيه وسط باريس، وأسفر عن مقتل شرطي، قضية الأمن القومي إلى صدارة الأجندة السياسية في فرنسا عشية انتخابات الرئاسة.
وأشارت آخر التوقعات إلى حصول مرشح تيار الوسط المستقل إيمانويل ماكرون في الجولة الأولى على نسبة 24.5 في المائة، فيما ستحصل اليمينية المتطرفة مارين لوبان على 23 في المائة.
وتراجع المرشح المحافظ فرانسوا فيون وهو رئيس سابق للوزراء ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون نصف نقطة مئوية لكل منهما إلى 19 في المائة، في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة أودوكسا لصالح صحيفة لو بوان.
ويسعى كل المرشحين إلى الفوز بأصوات الناخبين الذين لم يحسموا اختياراتهم بعد ويشكلون على الأرجح نسبة 31 في المائة من الناخبين، وفقا ًلاستطلاع لمؤسسة إيبسوس، الجمعة.
ومع تقدم ماكرون، مؤسس حركة "إلى الأمام"، الذي لا ينتمي لا إلى اليسار أو اليمين، قد يكون لفرنسا للمرة الأولى منذ عقود رئيس لا ينتمي إلى أي من الحزبين الرئيسيين من اليسار أو اليمين الوسط.
"الشروق أونلاين" يرصد في السطور القادمة نبذة عن أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ويلقي الضوء على حظوظهم في انتخابات استثنائية يلفها الغموض.
إيمانويل ماكرون
خلال فترة قصيرة، تمكن إيمانويل ماكرون من الصعود بثبات في صفوف المؤسسة السياسية الفرنسية متسلحاً بمهاراته كمصرفي متمرس في عالم الاستثمار وعقد الصفقات.
ومنذ استقالته المفاجئة من الحكومة بعد عامين فحسب في المنصب، أرسل ماكرون رسالة قوية مناهضة للمؤسسة القائمة ساعدته في أن يصبح الأوفر حظاً للفوز بانتخابات رئاسية تعد الأكثر غموضاً في فرنسا قبل عيد ميلاده الأربعين.
وإذا فاز ماكرون البالغ من العمر 39 عاماً، والذي لم يكن معروفاً على نطاق واسع قبل أقل من ثلاث سنوات، فسيصبح أصغر رئيس لفرنسا منذ نابليون.
ويعزو الكثيرون صعود ماكرون المفاجئ إلى توق الفرنسيين لوجه جديد مع انهيار غير متوقع لعدد من منافسيه من التيارات السياسية الرئيسية وخاصة اليمين واليسار التقليديين، حسب ما نقلت وكالة رويترز للأنباء.
استغل ماكرون الشعور بخيبة الأمل تجاه الوضع الراهن وتعهد بتغيير المؤسسة القائمة رغم أنه تلقى تعليمه في مدارس فرنسية مرموقة وأبرم صفقات وصلت قيمتها لعشرة مليارات دولار لمجموعة روتشيلد وشغل منصب وزير في حكومة الرئيس فرانسوا هولاند الاشتراكية.
وقال لمؤيدين في مؤتمر انتخابي في مدينة بو جنوب البلاد: "فرنسا تعرقلها ميول النخبة نحو خدمة مصالحهم"، قبل أن يخفض من صوته ويضيف هامساً: "وسأقول لكم سراً صغيراً: أعلم ذلك لأني كنت جزءاً منهم".
وبعد عمله في مجموعة روتشيلد المالية انضم لموظفي هولاند في قصر الإليزيه عام 2012 ولم يمر وقت طويل قبل أن يصبح وزيراً للاقتصاد.
وعندما استقال في أوت الماضي ليتفرغ لحركة "إلى الأمام" السياسية التي أسسها في أفريل 2016، قال كثير من النقاد، إنه سيكون في أفضل الأحوال مجرد شهاب قصير العمر.
لكن مع ارتباك الاشتراكيين وانشغال مرشح يمين الوسط فرانسوا فيون بفضيحة مالية ظهر ماكرون في موقع محوري.
وأذهل ماكرون منافسيه من خلال بناء قاعدة تأييد راسخة والحصول على تأييد سياسيين منشقين عن يسار الوسط ويمين الوسط.
ومع توقعات بأن فيون ومرشح أقصى اليسار جان لوك ميلينشون سيخرجان على الأرجح من الجولة الأولى المقررة، الأحد، تبقى لوبان هي منافسته الرئيسية.
وماكرون متزوج من بريجيت ترونو التي كانت معلمة في المدرسة التي كان يدرس بها وقد تعرف عليها وعمره 16 عاماً. وبسبب الفارق الكبير بينهما في السن البالغ 24 عاماً فقد كان زواجهما مادة لتغطية إعلامية مكثفة. وفي فيفري رفض علناً شائعات عن إقامته علاقة مثلية.
مارين لوبان
نقلت السياسية اليمينية مارين لوبان حزب الجبهة الوطنية الذي تقوده من وضع هامشي إلى قلب المشهد السياسي وجعلت من نفسها منافساً حقيقياً على أمل أن تكون أول رئيسة لفرنسا وأول زعيم من اليمين المتطرف للبلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
ومنذ أن تولت قيادة حزب الجبهة الوطنية في عام 2011 سعت لوبان لمحو الصورة المعادية للسامية التي التصقت به تحت قيادة والدها جان ماري لوبان التي دامت نحو 40 عاماً.
ووضعت لوبان، وهي أم لثلاثة أبناء وطُلقت مرتين، الحزب ككيان مناهض للهجرة ومعارض للإتحاد الأوروبي يطرح سياسة لحماية العمال الفرنسيين من العولمة.
وأعاد هجوم الشانزيليزيه، الخميس، قضيتي الأمن والهجرة إلى صدارة الحملة الانتخابية. وكررت لوبان دعوتها لإغلاق حدود فرنسا المفتوحة جزئياً على أوروبا.
وتتطلع لوبان "لإنجاز" أكبر مما حققته في عام 2012، عندما فشلت في تخطي الجولة الأولى، وتطمح بأن تعادل إنجاز والدها الذي بلغ الجولة الثانية في عام 2002 قبل أن يخسر بفارق كبير أمام الرئيس السابق المحافظ جاك شيراك.
ورغم أن الاستطلاعات تتوقع خسارة لوبان في الجولة الثانية فإنها تتوقع أيضاً منافسة متقاربة هذه المرة.
والظهور القوي لمرشح يرغب في استفتاء على عضوية فرنسا في الإتحاد الأوروبي قد يربك أسواق المال التي تخشى اضطراباً جديداً بعد تصويت البريطانيين لصالح الخروج من التكتل العام الماضي.
ولم تتردد السياسية البالغة من العمر 48 عاماً في الدخول في جدل محتدم مع صحفيين أو منافسين خلال مناظرات تلفزيونية هاجمت خلالها المؤسسة السياسية.
وتبقى أكثر القضايا غير التقليدية في برنامجها الخروج من منطقة الأورو وإجبار البنك المركزي الفرنسي على تمويل الإنفاق الحكومي رغم تأكيدها أن سياساتها الاقتصادية أكثر تناغماً مع الشعور المناهض للعولمة الذي دفع دونالد ترامب إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وعزز التصويت لصالح خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
وحافظت لوبان على الظهور بصورة أقل تشدداً حتى على حساب علاقتها بوالدها واستنكرت تعليقاته بأن غرف الغاز النازية مجرد "تفاصيل" تاريخية. وطردت لوبان والدها من الحزب بسبب آرائه في عام 2015.
لكنها أثارت غضباً في وقت سابق هذا الشهر عندما أنكرت مسؤولية الدولة الفرنسية عن اعتقال الشرطة بأوامر ألمانية 13 ألف يهودي في باريس خلال الحرب العالمية الثانية.
ورفض مقرضون تمويل حملة لوبان للانتخابات مما جعلها في موقف أضعف مالياً أمام منافسيها.
وتخضع المحامية السابقة للتحقيق أيضاً بشأن مزاعم إساءة استخدام أموال من الإتحاد الأوروبي لدفع أجور مساعدين لها في الحزب ولنشرها صوراً لعنف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على موقع تويتر.
وتقول لوبان، إن الإجراءات لها دوافع سياسية تهدف لتعطيل حملتها الانتخابية.
وأبدت السياسية اليمينية إعجابها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استقبلها في الكرملين في مارس.
ودخلت لوبان السياسة بالانضمام إلى حزب والدها في سن الثامنة عشرة عام 1986.
وفي عام 1998 تخلت عن عملها في المحاماة وانضمت لفريق الحزب القانوني وانتخبت لأول مرة لمنصب سياسي في عام 1998 كعضو مجلس إقليمي في شمال فرنسا.
وحصلت على نفس الدور لاحقاً في منطقة باريس قبل أن تعود إلى الشمال في عام 2010. ولوبان عضو في البرلمان الأوروبي أيضاً منذ عام 2004.
وقالت لوبان التي تعيش وتتنفس السياسة منذ صغرها، إن طفولتها تأثرت بشدة بانفجار قنبلة دمرت شقة أسرتها عندما كانت في الثامنة من العمر، في حادث لم تنكشف ملابساته حتى الآن.
فرانسوا فيون
يناضل فرانسوا فيون المرشح المحافظ في انتخابات الرئاسة الفرنسية من أجل إنقاذ تاريخه السياسي بعد تعرض حملته لفضيحة وظائف وهمية.
وتعرض فيون، الذي كان المرشح الأبرز ذات يوم، لأزمة عندما ذكرت صحيفة أسبوعية ساخرة في جانفي، أن زوجته بنيلوب حصلت على مئات الآلاف من الأورو نظير أعمال بسيطة بما في ذلك عملها لعدة أعوام كمساعدة له في البرلمان.
كما دفع فيون أموالاً لنجليهما عن عملهما كمحاميين عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ في الفترة من عام 2005 إلى عام 2007.
ونفى رئيس الوزراء السابق (63 عاماً) ارتكاب أي مخالفات. لكن المسألة ورد فعله العنيف عليها أضرا بصورته العامة ككاثوليكي ملتزم وبتاريخه السياسي الذي استمر 36 عاماً دون أي فضائح.
كما أثارت هذه الفضيحة حوله اتهامات بأنه شخص منافق حيث إنه يقترح علاجاً بالصدمة للاقتصاد الفرنسي يتضمن استقطاعات حادة في الإنفاق العام وتقليص نحو نصف مليون وظيفة في القطاع العام وإلغاء نظام ساعات العمل الأسبوعية وعددها 35 ساعة.
ورغم أن فيون يأتي في المرتبة الثالثة بعد زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان ومرشح الوسط إيمانويل ماكرون بحسب استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، فإنه لا يزال يأمل في التأهل لجولة الإعادة المقررة في السابع من ماي.
وبهد هجوم الشانزيليزيه، قال فيون: "أولوية سياستي الخارجية سوف تتركز على تدمير داعش".
وأضاف أنه سيسعى إذا انتخب لإقامة تحالف عالمي يضم الولايات المتحدة وروسيا لمحاربة "الشمولية الإسلامية"، حسب تعبيره.
وفيون من المعجبين بأسلوب رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر. وعلى الساحة الاجتماعية هو محافظ يرغب في الحد من حقوق التبني للأزواج المثليين. كما دعا لعلاقات أكثر دفئاً مع روسيا.
ولأنه آت من داخل الوسط السياسي وصف فيون نفسه بأنه الرجل القادر على إحداث "تحول عميق أقرب إلى الثورة" ويقول إن فرنسا بحاجة إليه بعد أعوام من بطء النمو في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند.
وقال فيون في مقال نشرته صحيفة ليزيكو: "خطتي هي الخطة الوحيدة الجذرية بما يكفي لإخراجنا من الحفرة الاقتصادية".
ويواصل فيون معركته بعد أن حقق معه قضاة بشأن مسألة الوظائف الوهمية في مارس رغم أنه كان قد هدد في مرحلة سابقة بالانسحاب من السباق إذا خضع لأي تحقيق.
ورغم استقالة عدد من مساعديه في الحملة ونتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت رغبة الناخبين في انسحابه قاوم فيون أيضاً ضغوطاً من داخل حزب الجمهوريين الذي ينتمي إليه لدفعه إلى الانسحاب.
وقال مصدر قضائي، إن التحقيق بشأن الفساد اتسع نطاقه لاحقاً ليشمل ملابس راقية حصل عليها فيون في صورة هدايا.
ورد فيون بأنه ضحية مؤامرة حكومية لوقف ترشحه من خلال تسريب مواد مسيئة له عبر وسائل الإعلام متهما هولاند ذاته بالوقوف وراءها. ونفى مكتب هولاند ذلك الاتهام.
وتفوق فيون في سباق المحافظين على كل من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق آلان جوبيه.
ولد فيون في منطقة سارت الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر غربي باريس. وكان أصغر عضو في البرلمان عندما انتخب فيه لأول مرة حيث كان يبلغ من العمر وقتها 36 عاماً.
ورغم تقلده عدة مناصب وزارية ظل فيون بعيداً عن الأضواء بصفة عامة.
وكان ساركوزي قد اختاره رئيساً للوزراء في الفترة من عام 2007 إلى 2012. ووصفه ساركوزي ذات يوم بأنه لا يزيد فعلياً عن كونه موظفاً كبيراً وهو الوصف الذي اشتهر به.
يشار إلى أن فيون لديه خمسة أبناء من زوجته البريطانية المولد وهو يهوى قيادة السيارات السريعة.
جان لوك ميلينشون
معجب بزعيم الثورة الكوبية الراحل فيدل كاسترو وبالرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز ويمقت سياسات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.. هذا هو جان لوك ميلينشون مرشح أقصى اليسار الذي يطمح للفوز برئاسة فرنسا، حسب ما جاء في تقرير لرويترز.
يقول ميلينشون (65 عاماً) زعيم حزب اليسار الصغير، إن فرنسا ستنفق في حالة انتخابه 100 مليار أورو على مشروعات ضخمة لبناء المساكن ومشروعات الطاقة المتجددة لتحفيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل.
وينوي مرشح أقصى اليسار فرض ضريبة إضافية نسبتها 90 في المائة من الضريبة الأساسية على من تزيد دخولهم عن 400 ألف أورو سنوياً. كما يرفض قواعد الإتحاد الأوروبي الخاصة بخفض العجز في الميزانية وقال إنه سيدعو إلى استفتاء على انسحاب فرنسا من الإتحاد إذا رفضت ميركل وقادة آخرون إدخال تعديلات جذرية على مسار التكتل وخاصة بالرجوع عن التقشف المالي القائم منذ سنوات.
وحذر ميلينشون في مؤتمر انتخابي في 12 أفريل من اختيار أحد من منافسيه الثلاثة الأساسيين في الانتخابات وقال "سنسعل دماً".
وميلينشون عضو في البرلمان الأوروبي مثله مثل لوبان، لكنه مستاء من المسار الذي اختاره الإتحاد. ويقول إن الفقر وضعف النمو الاقتصادي نتيجتان لنظم اقتصادية تنتهج سياسة عدم التدخل وهي سياسات يلقي بمسؤوليتها على ميركل.
ويقول أيضاً، إن الاقتصاد الفرنسي سينمو بوتيرة أسرع من خلال زيادة الإنفاق ورفع رواتب العاملين بالقطاع العام وخفض معدل البطالة من عشرة في المائة إلى ستة في المائة بنهاية الولاية الرئاسية في 2022 بما سيزيد من إيرادات الضرائب والخدمات الاجتماعية.
والرجل الذي ترك الحزب الاشتراكي بعد ثلاثة عقود في عام 2009 لقيادة حركة اشتراكية أكثر يسارية يريد أن يؤمم قطاعات رئيسية مثل المطارات والطرق السريعة ويريد تأسيس مصرف عام عملاق وتقنين تعاطي القنب.
كما يريد خفض قيمة الأورو لتعزيز التجارة والتنافسية. وتعهد بإلغاء اتفاقات للتجارة الحرة وإنهاء استقلال البنك المركزي الأوروبي عن الساسة والخروج من صندوق النقد الدولي وسحب بلاده من حلف شمال الأطلسي.
ويقول ميلينشون، إن التوسع في مجال الزراعة والصناعات الصديقة للبيئة واستخدام بدائل للطاقة النووية وتلك الناتجة عن الوقود الأحفوري تمثل فرصة يتعين على فرنسا وأوروبا اقتناصها ومن ثم تعهد بإنفاق أغلب أموال حزمة تحفيز تبلغ قيمتها 100 مليار أورو على مشروعات جديدة للطاقة.
وبدلاً من اتفاقات التجارة الحرة التي يرفضها، يروج ميلينشون لأنماط من التعاون البديل. وهو يشير على سبيل المثال إلى اتفاق في أمريكا اللاتينية أرسل بموجبه تشافيز النفط إلى كوبا مقابل إرسال كاسترو مجموعة من أطباء العيون لعلاج آلاف المرضى المهددين بفقد البصر في فنزويلا.
وقاده تشككه في وسائل الإعلام التقليدية إلى الاعتماد بشكل مكثف على وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الناخبين.
ويحظى ميلينشون بمتابعين على يوتيوب أكثر ممن حظي بهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء السباق للبيت الأبيض.
وهو يستخدم تكنولوجيا الصور المجسمة ثلاثية الأبعاد (هولوغرام) لمخاطبة الحشود في المؤتمرات الانتخابية.
ولأن مسقط رأسه مدينة طنجة المغربية يعزو ميلينشون شخصيته المشاغبة لأصوله المتوسطية.
وهو لا يعلق في العادة على تقدمه في استطلاعات الرأي التي أجريت قبيل الجولة الأولى للانتخابات في 23 أفريل. وكان قد تقدم بنفس النمط في انتخابات عام 2012، لكنه خرج من السباق بعد أن حقق نتيجة أقل إبهاراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.