ارتفعت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة الاعتداءات المتكررة على الطلبة والطالبات، التي تقع في قلب الأحياء الجامعية خاصة إقامات الإناث، حيث صرنا نسمع في كل مرة عن غرباء اقتحموا حيا جامعيا وقاموا بالاعتداء على الطلبة وإثارة الرعب والهلع وسطهم، والأكثر من هذا أنّ هناك من اقتحم حتى غرف الطالبات في منتصف الليل وعرض حياتهن للخطر، يحدث كل هذا في ظل غياب الأمن ورقابة حقيقية على الإقامات.. تعيش مختلف الأحياء الجامعية، حالة تدهور كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فعندما تصبح الطالبة بإمكانها القفز من صور الإقامة في منتصف الليالي، وتستقبل أخريات شبابا، من خارج الإقامة ولا علاقة لهم بالدراسة، قبل الفجر، ويتهجم غرباء على حرم جامعي يحوي طلبة وطالبات أبرياء ويثير وسطهم رعبا وهلعا، كما يخلفون خسائر مادة وحتى بشرية، فلا يمكن أن نقول إلا على الجامعة السلام، خاصة بعد القضايا المتكررة التي صرنا نسمع عنها وآخرها المناوشات التي وقعت ليلة الخميس الفارط بين طلبة مقيمين بإحدى الإقامات الجامعية بقسنطينة، وبعض الأشخاص الغرباء، تطورت إلى الرشق بالحجارة، ما أدى إلى وقوع إصابات وسط الطلبة، الذين باتوا يطالبون بتوفير الأمن، ومنع دخول غرباء إلى الجامعة. وذكر طلبة مقيمون، أنّ حوالي 4 طلبة كانوا داخل الحرم الجامعي حوالي الساعة الحادية عشر ليلا، عندما تعرض لهم بعض الأشخاص كانوا على متن سيارة، ليدخلوا بعدها في مناوشات، ثم قاموا بملاحقتهم إلى غاية مدخل الإقامة مستعينين ببعض أصدقائهم، حيث وصل عددهم إلى حوالي 11 شخص، حاولوا حسب محدثينا اقتحام الإقامة وكانوا يحملون السكاكين والعصي، غير أن التدخل الحازم لأعوان الأمن حال دون ذلك. وقد حاول طلبة الإقامة بدورهم منع هؤلاء الأشخاص من مهاجمتهم، وتحول الأمر إلى مناوشات ورشق بالحجارة، ما تسبب في إصابة 6 طلبة على مستوى الرأس، حسب ما كشفت عنه مصادر مقربة من الحادث "للشروق"، نقلوا إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما أكد ذات المصدر أنّ المواجهات استمرت لأزيد من ساعة، ما استدعى الاستنجاد بالدرك الوطني، من أجل تهدئة الأمور، من جهتها إحدى الإقامات الجامعية بالعاصمة التابعة لمديرية الخدمات الجامعية الجزائر وسط، حادثة مماثلة، قبل أيام قليلة، حين اقتحم شابان لا علاقة لهما بالدراسة، الحي الجامعي في منتصف الليل، والأكثر من هذا أن أحدهما دخل إلى غرف الطالبات، بعد أن قادته صديقته بالهاتف وأعطته رقم الغرفة، لكن الشاب أخطأ في رقم الغرفة وقام باقتحام غرفة أخرى خاصة بطالبات ينحدرن من الصحراء، اللائي بدأن في الصراخ، قبل أن يسمع أعوان الأمن ضجيجا وفوضى ليقوموا بالاتصال بمصالح الشرطة ومعاينة المكان، كما قاموا يتوقيف الشاب، في حين لاذ صديقه بالفرار. وإلى جانب هاتين القضيتين، تناولت "الشروق" في أعدادها السابقة الكثير من الحالات المماثلة والتي وقعت فيها مناوشات بين طلبة داخل الإقامات وغرباء في قلب الليل الحالك.