مشروع جمع البيانات اللغوية لأطلس اللغات لليونسكو في طور الانتهاء    تلمسان … الإطاحة بشبكة منظمة يقودها مغربيان وحجز أزيد من قنطار كيف    الوزير الأول يستقبل السفير الإيطالي بقصر الحكومة    صيد بحري: بداني يؤكد سهر القطاع على تحسين الظروف المهنية للصيادين    الجالية الوطنية بالخارج: الحركة الديناميكية للجزائريين في فرنسا تنوه بالإجراءات التي اقرها رئيس الجمهورية    سونلغاز و شركة هيونداي للهندسة يبحثان وضعية تقدم المشاريع المشتركة    صورية مولوجي تفتتح الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة بالجزائر العاصمة    التزام السلطات العمومية بترقية الخدمات الصحية بالجنوب    خنشلة.. انطلاق الحفريات العلمية بالموقع الأثري قصر بغاي بداية من يوم 15 مايو    أولاد جلال: انطلاق الأيام الوطنية الأولى لمسرح الطفل    البطولة المحترفة الأولى "موبيليس": نقل مباراتي إ.الجزائر/م. البيض و ش.بلوزداد/ ن. بن عكنون إلى ملعب 5 جويلية    المعرض الوطني للصناعات الصيدلانية بسطيف: افتتاح الطبعة الثانية بمشاركة 61 عارضا    بن سبعيني على خطى ماجر ومحرز..    توقيف 289 حراقاً من جنسيات مختلفة    الحملة الوطنية التحسيسية تتواصل    قالمة.. وفد عن المجلس الشعبي الوطني يزور عددا من الهياكل الثقافية والسياحية والمواقع الأثرية بالولاية    بن طالب: الزيادات التي أقرها رئيس الجمهورية في منح المتقاعدين لم تعرفها منظومة الضمان الاجتماعي منذ تأسيسها    تقديم أول طاولة افتراضية ابتكارية جزائرية    مسيرة حاشدة في ذكرى مجازر 8 ماي    بوغالي: عار المُستدمِر لا يغسله الزمن    انطلاق لقافلة شبّانية من العاصمة..    مجازر 8 ماي عكست الهمجية الاستعمارية    توقرت: أبواب مفتوحة حول مدرسة ضباط الصف للإشارة    اختتام ورشة العمل بين الفيفا والفاف حول استخدام تقنية ال"فار" في الجزائر    دربال: قطاع الري سطر سلم أولويات لتنفيذ برنامج استعمال المياه المصفاة في الفلاحة والصناعة وسيتم احترامه    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : تنظيم معرض ثري للدراجات النارية بالخروبة للتحسيس بحوادث المرور    رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية سلطنة عمان    منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد أنه لا بديل عن الدور الحيوي لوكالة "الأونروا" في دعمها وإغاثتها للاجئين    شبكة الموزعات الآلية لبريد الجزائر ستتدعم ب 1000 جهاز جديد    رئيس الجمهورية: السيادة الوطنية تصان بالارتكاز على جيش قوي واقتصاد متطور    "الأونروا": الاحتلال الصهيوني هجر قسريا نحو 80 ألف فلسطيني من رفح خلال 3 أيام    البروفسور بلحاج: القوانين الأساسية ستتكفل بحقوق وواجبات مستخدمي قطاع الصحة    العاب القوى/ البطولة العربية لأقل من 20 سنة: الجزائر تفتك خمس ميداليات، منها ذهبيتان    إحياء ذكرى ماي الأسود: تدشين مرافق صحية وسياحية بقالمة    ساهمت في تقليل نسب ضياع المياه: تجديد شبكات التوزيع بأحياء مدينة البُرج    المطلوب تحقيق دولي مستقل والوصول للمقابر الجماعية بغزة    المسجلين مع الديوان الوطني للحج والعمرة: انطلاق عملية الحجز الإلكتروني للغرف للحجاج    أكاديميون ومهنيون يشرحون واقع الصحافة والرقمنة    لقاءات بين "ملائكة الأعمال" والطلبة المقاولين في الأفق    وفد وكالة "ناسا" بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين    أولمبيك مرسيليا يبدي اهتمامه بضم عمورة    زحافي يؤكد أن حظوظ التأهل إلى الألعاب قائمة    التزام المتعاملين في السياحة بتقديم أسعار ترويجية    جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس الأمة    قافلة شبانية لزيارة المجاهدين عبر 19 ولاية    استزراع صغار سمك "الدوراد" بسواحل العاصمة    ليفركوزن يبحث عن بطاقة نهائي البطولة الأوروبية    نساء سيرتا يتوشحن "الملايا" و"الحايك"    تراث حي ينتظر الحماية والمشاركة في مسار التنمية    لا تشتر الدواء بعشوائية عليكَ بزيارة الطبيب أوّلا    "كود بوس" يحصد السنبلة الذهبية    اللّي يَحسبْ وحْدُو!!    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    التصفيات الجهوية المؤهلة للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم : مشاركة قياسية للفرق المسرحية والتكوين رهان محافظة المهرجان    مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السنفونية : فنزويلا في أول مشاركة لها والصين ضيف شرف للمرة الثانية    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    هول كرب الميزان    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحياء الجامعية لم تعد آمنة
نشر في الجزائر نيوز يوم 18 - 01 - 2012

''لم يعد الطالب يأمن على نفسه داخل الحرم الجامعي·· المبيت في الشارع أهون من المبيت في إقامة بدون أمن·· إطارات المستقبل في الشارع محفورة··'' هي عبارات وأخرى رددها طلبة الإقامة الجامعية ''ألفي سرير'' ببودواو البحري، وحملوا مديرية الخدمات الجامعية مسؤولية الغليان الذي تعرفه الجامعة بسبب عدم استجابتها لمطالبهم، في الوقت الذي تحاول بعض التنظيمات الطلابية استغلال الوضع واستمالة الطلبة إليها لتتبنى مطالبهم، وتصر مديرية الخدمات الجامعية على التكفل بمطالب الطلبة بعدما أودعت شكوى رسمية ضد المتسببين في الأحداث الأخيرة·
لم يتوقع طلبة الإقامة الجامعية ''ألفي سرير ذكور'' ببودواو البحري، أن يتحول الحفل الفني الذي نظمته ''منظمة التضامن الوطني للطلبة S N E'' بمناسبة رأس السنة الأمازيغية ليلة العاشر من شهر جانفي الجاري، سيقلب يومياتهم رأسا على عقب، حيث كاد خلاله أحد الطلبة أن يفقد بصره فيما أصيب آخر بشلل، حسب طلبة الإقامة الجامعية الذين عادوا ب ''الجزائر نيوز''، إلى الأحداث المؤسفة التي عرفتها إقامتهم الجامعية بعد دخول غرباء إليها لمشاطرتهم الاحتفال·· فقد أجمع العديد من الطلبة أن سبب اندلاع المشادات العنيفة يعود إلى تهاون أعوان أمن الإقامة الذين سمحوا لغرباء بدخول الإقامة، حيث أشار محدثونا أن أكثر من 60 شابا من حي الشاليهات المجاورة لإقامتهم دخلوا الحي الجامعي ذلك اليوم، منذ الخامسة مساء، ومنهم تلاميذ دخلوا الإقامة بمحافظهم يقول ''محمد''، الذي أكد أنه بمجرد نزوله من حافلة نقل الطلبة متجها إلى الإقامة صادف شباب الحي المجاور يزاحمونهم في الدخول دون أن يجدوا أي رادع، وقال ''اسماعيل'' أن أعوان الدرك الوطني كانوا خارج الإقامة قبل اندلاع الأحداث ومنهم من كان يحوم داخل الإقامة وهو ما شاطره فيه العديد من الطلبة، الذين أكدوا، أيضا أن الغرباء الذين دخلوا إقامتهم الجامعية لحضور الحفل الفني الذي برمج في حدود الثامنة مساء بساحة الإقامة كانوا مزودين بأسلحة بيضاء، وقال محدثونا أن انطلاق الحفل تأخر عن موعده المحدد بحوالي نصف ساعة، واعتلى المنصة الشاب فيصل الذي أدى ثلاث أغان ثم من بعده ''الشاب صالح''، وخلال هذه الفترة حاول الغرباء استغلال فرصة اكتظاظ المكان المخصص للرقص لتنفيذ عمليات سرقة طالت الطلبة فيما يواصل المغني أداءه حسب الطلبة الذين حضروا الحفل، مؤكدين أن الشرارة التي أشعلت الأحداث كانت في حدود العاشرة حينما اعتلت المنصة ''الشابة زاهية''، حيث استغل مراهق من الحي المجاور، لا يتجاوز سنه الخامسة عشر، فرصة الازدحام في ساحة الرقص وحاول سرقة طالب يدرس في السنة الرابعة حقوق، لكن هذا الأخير تفطن لمحاولة السرقة وقام بتويخ المراهق الذي فاجأه بإخراج سلاح أبيض من جيبه محاولا طعنه ليصيبه على مستوى العين، ولما انهال الطالب على المعتدي بالضرب، تدخل شباب الحي الذين كانوا داخل الإقامة وشرعوا في الاعتداء على الطلبة الذين تضامنوا مع بعضهم البعض وطردوا الغرباء من الإقامة·
طلبة يقضون ليلة كر وفر مع المعتدين
أكد الطلبة وهم يسترجعون صور تلك الأحداث، أن شباب الحي كانوا يتوقعون حدوث تجاوزات في الحفل، يقول محدثونا، بدليل تزودهم بأسلحة بيضاء، والأدهى من ذلك، قيامهم برشق الطلبة بالحجارة والقضبان الحديدية، ورد عليهم الطلبة الذين قالوا أنهم دافعوا عن إقامتهم، وأمام تزايد كم الحجارة التي كانت حسبهم ''تتهاطل عليهم''، لم يجدوا وسيلة للدفاع عن أنفسهم غير اقتلاع البلاط، وأشار الطلبة أنه في الوقت الذي انهمك أغلب الطلبة في التراشق بالحجارة مع شباب الحي المجاور الذين اقتحموا إقامتهم، قام بعض شباب الحي بتسلق الجدار الصغير الدائر بالإقامة ليرشقوهم بالحجارة عن قرب، لينقسم بذلك الطلبة إلى مجموعتين، وقال الطلبة أنه في الوقت الذي اندلعت الأحداث لم يجدوا أمامهم أعوان الدرك الوطني الذين وفروا الحماية قبل بدء ما أسموها ب''المعركة''، ليواجهوا بأنفسهم تلك الأحداث، التي دامت من العاشرة ليلا إلى الواحدة صباحا·
شباب الحي يستعملون المولوتوف ويحرقون مركز أعوان الأمن
أمام تزايد المشاحنات بين طلبة الإقامة الذين عبروا عن استيائهم من تحولهم من طلبة جامعيين إلى ''طلبة الحجارة''، لجأ شباب الحي المجاور إلى استعمال عبوات المولوتوف، وفي ذات السياق قال ''بلال''، ''محمد''، ''رضا'' و''ابراهيم''·· وغيرهم من الطلبة، أنهم شاهدوا سيارة من نوع تويوتا تركن بالقرب من إقامتهم، ينزل منها ثلاثة أشخاص مسرعين يتجهون مباشرة إلى مركز أعوان الأمن، حيث قاموا بتخريبه ورمي قارورات مولوتوف بداخله، ليواصل بعد ذلك شباب الحي المجاور للإقامة رشقهم بالحجارة والعبوات التي كانوا في كل مرة يتفادونها، وقد صعد بعض الطلبة فوق سطح النادي للرد على المعتدين، مشيرين أنهم كانوا يرشقون بالحجارة من كل جانب حيث توزع شباب الحي في كل زاوية، مضيفين أن أشخاصا آخرون كانوا على متن سيارة تويوتا نزلوا منها حاملين سيوفا وخناجر حاولوا اقتحام الإقامة، إلا أن وجود الطلبة الذين خرجوا من الإقامة للرد على المعتدين بالحجارة حال دون إعادة اقتحامهم لها، يقول محدثونا، الذين أكدوا أنهم قضوا ليلة بيضاء في مواجهة شباب الحي·
قطع الكهرباء ومواصلة التراشق
قال أحد محدثينا إن اعتداء شباب الحي المجاور عليهم لم يقتصر على استعمال الحجارة والأشياء الصلبة ورشقهم بقارورات المولوتوف، حيث أقدموا على قطع التيار الكهربائي ليجد الطلبة، على حد قولهم، أنفسهم مجبرين على الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل التي كانت منعدمة بالإقامة، ولم يجدوا أمامهم سوى البلاط، مضيفين أن قطع التيار الكهربائي عن الإقامة من طرف المعتدين زاد من تخوفهم من اعتداء آخر يحتمل أن يتعرضوا له، وهو ما جعلهم يتوقفون عن التراشق ويختبئ كل واحد منهم في مكان آمن إلى غاية عودة التيار الكهربائي، وأشار الطلبة أن مدة قطع التيار الكهربائي تجاوزت الساعة، ليتم قطعه كل ربع ساعة ونصف ساعة، مؤكدين أن الانقطاعات المتكررة يجهل مصدرها، إن كان نتيجة إصلاحها، أو لتأكد المعتدين من أنهم خائفين من الظلام لزيادة حدة اعتدائهم، مضيفين أنه بعد برهة من الزمن من قطع التيار الكهربائي وصلت سيارة تويوتا محملة بأشخاص مسلحين بأسلحة بيضاء وحاملين قارورات المولوتوف التي اعتدوا بها على مركز الأمن·
أعوان أمن الإقامة يتخلون عن مهامهم!؟
حمل طلبة الإقامة الجامعية ''ألفي سرير ذكور'' ببودواو البحري، الإدارة وأعوان الأمن المكلفين بحمايتهم مسؤولية الأحداث التي عرفتها إقامتهم ليلة العاشر من الشهر الحالي، وقال الطلبة إن العديد من شباب الحي دخل بطريقة عادية للإقامة تحت أعين أعوان الأمن، والأدهى من ذلك يقول الطلبة، هناك بعض التلاميذ دخلوا بمحافظهم وآخرون لا يتجاوز سنهم الثانية عشر، مؤكدين أن أعوان الأمن كانوا غائبين بصفة كلية عن مسرح الأحداث، وقال محدثونا أنهم تجردوا من لباسهم الخاص بأعوان الأمن، ولم يعد أحد يفرق بينهم وبين الطلبة والغرباء، وأن موقف أعوان أمن الإقامة لم يقتصر على هذا فقط، وإنما قاموا بالاختباء أثناء التراشق بالحجارة ولم يكلف أحد منهم نفسه عناء الاتصال بأعوان الدرك الوطني· وأضاف الطلبة، إنه أثناء اقتحام المعتدين لمركز الأمن ورشقهم بالمولوتوف، اختبأ أحدهم وراء الباب والآخر داخل الخزانة الحديدية، يقول الطلبة الذين أشاروا أن أعوان الأمن غادروا المكان فارين بمجرد فرار المعتدين الذين كان الطلبة يلاحقونهم لتجنيب الإقامة أضرار أخرى، وقال أحد الطلبة في ذات الإطار، أنه استنجد بأعوان أمن الإقامة الذين طالبوا من الطلبة التسلح واستغرابوا لافتقادهم وسائل الدفاع عن أنفسهم، ليتساءل محدثونا، ''هل نحن في إقامة جامعية أم في الشارع يتحتم علينا التسلح؟''، وأشاروا أنهم هم من اتصلوا بأعوان الدرك الوطني عبر الرقم الأخضر المكتوب على اللوحة المعلقة بالقرب من الإقامة، والذين التحقوا بالإقامة في حدود الواحدة صباحا·
ثلاث إصابات خطيرة وأكثر من 30 جريحا
خلفت المشادات العنيفة التي وقعت بين طلبة الإقامة الجامعية بودواو البحري والغرباء من شباب الحي المجاور، إصابة ثلاثة طلبة بجروح خطيرة، إثنان إصابتهم في العين وآخر أصيب بكسور بعد سقوطه من سطح نادي الإقامة، فيما أصيب أكثر من 30 طالبا بجروح متفاوتة الخطورة، وهم يملكون شهادات طبية، والعشرات منهم بجروح خفيفة حسب الطلبة، وقال محدثونا إن إقامتهم تفتقد لسيارة إسعاف وهو ما جعلهم يستنجدون بالحماية المدنية التي وصلت متأخرة، على حد قولهم، مضيفين أن الطالب الذي أصيب بكسور على مستوى رجليه، اتصل أصدقاؤه بأقاربه القاطنين بالرغاية والذين نقلوه إلى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، وأن العديد من الطلبة المصابين تم نقلهم من طرف الخواص في ظل غياب سيارات الإسعاف، مشيرين أن سيارة الحماية المدنية نقلت الطالب المصاب على مستوى عينه إلى مستشفى بومرداس ليحول على جناح السرعة إلى مستشفى مصطفى باشا بالجزائر، وقالوا أنه لولا تدخل بعض العقلاء من حي الشاليهات والذين أقنعوا المعتدين بالتوقف عن التراشق لوقعت كارثة أكبر، على حد قولهم·
طلبة يفرون من الإقامة وآخرون يبتيون أمام كلية العلوم ومديرية الخدمات الجامعية
أكد طلبة الإقامة، أن الاشتباكات توقفت في حدود الواحدة صباحا بعد تنقل أعوان الدرك الوطني إلى الإقامة، والتحق كل طالب بغرفته، إلا أن الوضع داخل الإقامة ظل مريبا، حسب الطلبة الذين لم يستطع العديد منهم الانتظار إلى غاية الصباح ليقرروا مغادرة الإقامة، وقال في ذات السياق طالب من ولاية سيدي بلعباس في السنة الثانية محروقات، أنه سمع صوت طلبة داخل جناحهم والأصوات تزداد ارتفاعا ليخرج من غرفته رفقة زملائه، ليشاهدوا أعدادا من الطلبة حاملين حقائبهم في حدود الثالثة صباحا ليغادروا الإقامة، مضيفين أن مغادرة بعض الطلبة استمر إلى غاية الخامسة صباحا، معبرين عن تذمرهم من غياب الأمن داخل الإقامة وتخوفهم من تكرار السيناريو في الصباح، وقال الطلبة أنهم قرروا الاحتجاج على ما وصفوه بالكابوس الذي عاشوه ليلة العاشر من جانفي أمام كلية العلوم، حيث قضى أكثر من مائة طالب ليلة بيضاء بكلية العلوم ليتضامن طلبة جامعة بومرداس مع الطلبة المحتجين الذين شلوا الدراسة منذ أسبوع بمختلف كليات جامعة بومرداس، ولم تتوقف الحركة الاحتجاجية للطلبة عند هذا الحد، حيث قضوا ثلاثة ليال في العراء مفضلين ذلك على المبيت في إقامة دون أمن، على حد قولهم، وآخرها قضاء قرابة 300 طالب ليلة أمام مديرية الخدمات الجامعية رغم البرد القارص، للتعبير عن استيائهم الشديد من تماطل الجهات المعنية في التكفل بانشغالاتهم· وقال الطلبة المحتجون أن مواصلة إضرابهم جاء بعد أن سدت جميع الأبواب في وجوههم ولم تستجب السلطات لانشغالاتهم التي رفعوها، وأضاف طالب في السنة الثانية محروقات وكيمياء تخصص الكهرباء الصناعية، كان من الحاضرين في الاجتماع المنعقد مساء الأحد الفارط برئاسة المندوب الولائي للأمن وكذا مدير الخدمات الجامعية ومدير الإقامة الجامعيية بودواو البحري ونائب رئيس بلدية بودواو البحري وممثل مديرية التجهيزات، للنظر في مطالبهم المتمثلة في تقديم الإدارة اعتذار رسمي عن تهاونها في حمايتهم، التكفل بالطلبة المصابين، وضع حاجز أمني ثابت بالقرب من الإقامة، تدعيم أعوان الأمن بأعوان إضافيين خاصة في الفترة الليلية، توفير سيارة إسعاف بالإقامة وكذا السماح للخواص باستغلال نادي الإقامة لتفادي احتكاك الطلبة بسكان الحي أثناء قضاء حجياتهم من الحي، وهي المطالب التي قال ذات المتحدث أنها لم تجد آذان صاغية من المجتمعين، مشيرا أن رد مدير الخدمات الجامعية كان رافضا مستدلا بقوله على حد الطالب المفاوض فيما يخص استغلال النادي للخواص أن وزارة التعليم العالي تمنع استغلال المرافق والخدمات الجامعية من طرف الخواص، وأن مصالحه لا تملك الميزانية التي تسمح لها بإضافة أعوان أمن أو اقتناء سيارة إسعاف، وأن التكفل بالمصابين من صلاحيات الضمان الاجتماعي، وفيما يتعلق بالاعتذار قال ذات المتحدث أن الرد كان بإعفاء شركة الحراسة وتعويضها بأخرى، وهو ما اعتبره الطلبة تهميشا لمطالبهم·
تنظيمات طلابية تحاول استمالة الطلبة وتهدد بكسر إضرابهم
أكد الطلبة المحتجون، أنهم ''طلبة أحرار'' ولا ينتمون لأي تنظيم طلابي، مشيرين أن بعض التنظيمات الطلابية حاولت استغلال الوضع واستمالتهم بحجة تكفلها بمطالبهم المشروعة على حد قولهم، مضيفين أن هذه التنظيمات تملك خلفيات سياسية، الأمر الذي دفعهم لرفض ذلك، والإصرار على أن تكون حركتهم الاحتجاجية طلابية دون خلفيات، وقال محدثونا أن مجهولين قاموا بنشر منشورات تدعو إلى تنظيم مسيرة طلابية تجوب شوارع الولاية إلى غاية مقر الولاية للتنديد بالاعتداءات التي طالت الطلبة داخل الحرم الجامعي، مؤكدين أن تلك المنشورات تخلو من توقيع الجهة التي قامت بتعليقها، ليقوموا بحملة تحسيسية للطلبة بعدم الانسياق وراء هذه المبادرة المجهولة الهوية على حد تعبيرهم، والأدهى من ذلك يقول الطلبة المحتجون أنهم تلقوا بعض الاستفزازات من هذه التنظيمات التي هددتهم بكسر الإضراب وأن يقتصر احتجاجهم على الإقامة التي تعرضوا فيها للاعتداء دون تعميم ذلك على جميع كليات الجامعة التي تشهد شللا في الدراسة·
مدير الخدمات الجامعية يصر على التكفل بمطالب الطلبة وإيداع شكوى ضد المتسببين
أكد مدير الخدمات الجامعية لبومرداس، بويحياوي محمد الشريف، أنه قام بإيداع شكوى رسمية لدى وكيل الجمهورية بمحكمة بودواو ضد المتسببين في الأحداث التي شهدتها الإقامة الجامعية ألفي سرير ببودواو البحري، وأخرى ضد بعض الطلبة الذين تسببوا، حسبه، في تخريب نادي الإقامة والمطعم وكذا تكسير الطاولات ومحاولة طالبين سرقة أجهزة إعلام آلي، كما تم فسخ عقد شركة الحراسة التي فشلت في أداء المهام الموكلة لها وتعويضها بشركة أخرى، مشيرا أنه تم التكفل بجميع مطالب الطلبة خلال اجتماعهم الأخير ببودواو البحري بحضور المعنيين بالأمر وممثلي الطلبة، والمتمثلة في مضاعفة ارتفاع الجدار المحيط بالإقامة ووضع الأسلاك الشائكة فوقه، والتزم الوالي، حسب محدثنا، باتخاذ كافة التدابير والإجراءات لتأمين المحيط الخارجي للإقامة، وزيادة عدد أفراد الأمن وتدعيم المتواجدين بأعوان إضافيين في انتظار تنصيب مؤسسة حراسة أخرى، ووضع حاجز دائم أمام الجهة المجاورة لحي الشاليهات، وتوفير مستلزمات الطلبة داخل الإقامة من خلال فتح كشك، وأن المديرية ستعمل على وضع هذا المطلب حيز التنفيذ بعد ترميم النادي، وحول التكفل بالمصابين أكد مدير الخدمات الجامعية أنهم ثلاثة طلبة وإصاباتهم خفيفة وهم الآن متواجدون بمنازلهم، نافيا أن تكون حصيلة الطلبة أكثر من ذلك، وتكفلت بهم الإدارة معنويا بمساندتهم، وفيما يخص سيارة الإسعاف قال أن المديرية لا تملك الإمكانيات لتوفيرها ولكنها تستعين بسيارات إسعاف الإقامات الجامعية المجاورة كلما استدعت الضرورة·
----------------------------------------------------------------------
طالب كاد يفقد بصره في الأحداث
أكد، الطالب ش· رضوان، طالب في السنة الثانية علوم و تكنولوجيا، الذي أصيب في عينه أثناء الأحداث التي شهدتها الإقامة الجامعية ببودواو البحري، أن الإدارة لم تقف إلى جانبه وكاد يفقد بصره بسبب غياب الأمن بالإقامة·
قال رضوان، أن معجزة ربانية نجته من فقدان بصره بالحرم الجامعي بعد المشادات العنيفة التي شهدتها الإقامة التي كانت تحتفل باليناير، وأضاف أنه مصاب على مستوى قرنية عينه، وأنه تلقى ضربتين فوق الحاجب وتم إجراء عملية جراحية له، مؤكدا أنه لا يرى بعينه حاليا وأن كل ما يشاهده هو عبارة عن ضباب، مضيفا أنهم أعلموه في البداية بصعوبة حالته ولكن الفحوصات الطبية التي أجريت له بمستشفى مصطفى باشا بينت له إمكانية استعادة بصره مع مرور الوقت، مؤكدا أن إدارة الإقامة تخلت عنه، حيث سبق لمسؤولي الخدمات الجامعية أن وعدوه بنقله إلى مستشفى مصطفى باشا على متن سيارة إسعاف من إقامة بودواو البحري خاصة وأن الطبيب نصحه بعدم التنقل المتكرر أو الخروج إلى الشارع، وقال أنه كان له موعد مع الطبيب صباح الإثنين الفارط في حدود الحادية عشر صباحا وأنه انتظر أكثر من ساعتين سيارة إسعاف الإقامة، إلا أن مسؤوليها أخبروه بعدم توفرها ليقرر التنقل بنفسه من بودواو البحري إلى بومرداس ومنها استقل القطار إلى المستشفى ليعود مباشرة إلى منزله العائلي، وأضاف أن لا أحد سأل عنه أو عن مدى خطورة إصابته، وأنه هو من تكفل باقتناء الأدوية، وعن كيفية إصابته، قال رضوان أنه كان في غرفته وفي حدود التاسعة والنصف نزل إلى ساحة الإقامة ووقف أمام الإدارة رفقة زملائه لمشاهدة الحفل الفني، وأثناء اندلاع الأحداث وبينما كان منهمكا بتصليح حذائه شعر بشيء يخترق عينه ولم يستفق إلا وهو على سرير الإسعاف الذي نقله إلى مستشفى بومرداس ليحول إلى مصطفى باشا·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.