إطلاق منصة رقمية مخصصة للتراث الوطني المادي واللامادي    أخي المسلم…من صلاة الفجر نبدأ    أشهر الله الحُرُمٌ مستهل الخير والبركات    علامات التوفيق من الله    الشلف: وصول باخرة ثانية محملة بازيد من 12 ألف رأس من الأضاحي إلى ميناء تنس قادمة من إسبانيا    انتخاب الجزائر لرئاسة اللجنة الفنية للملكية الفكرية التابعة لجامعة الدول العربية    اليوم الوطني للذاكرة : الجزائر ستبقى متمسكة بمطلبها المشروع في معالجة ملف الذاكرة بجدية ومسؤولية    البليدة: إقبال كبير للجمهور على تظاهرة أبواب مفتوحة حول الرياضة العسكرية    شرفي تؤكد من معسكر بأن الجزائر تشهد "خطوات كبيرة" في مجال حماية الطفولة    رئيس "برلمانيون لأجل القدس": إعلان الجزائر صوت الشعوب العربية ورافعة للعمل البرلماني لفلسطين    الاتحاد الدولي للصحفيين: ما يجري في غزة "أسوأ مرحلة في تاريخ الصحافة, وسط صمت دولي مخز''    برمجة 22 رحلة إلى البقاع المقدسة انطلاقا من المطار الدولي لوهران    الموافقة على تعيين سفير الجزائر الجديد لدى انتيغوا و بربودا    أمطار رعدية مرتقبة على عدة ولايات بشرق البلاد يومي الأربعاء الخميس    تصفيات شان-2025/الجزائر- غامبيا : "الخضر" على بعد 90 دقيقة من المرحلة النهائية    البطولة الجهوية لكرة القدم داخل القاعة لفئة الصم يومي الجمعة والسبت بالشلف    سعداوي يشرف على انطلاق امتحانات إثبات المستوى ويؤكد التزام القطاع بالتحديث الرقمي والتربوي    مؤتمر سيم كونيكت بمونتريال: طافر تعقد لقاء مع الخبير الجزائري كريم زغيب    السيطرة على حريق مهول بمركز تجاري في البليدة دون تسجيل خسائر بشرية    الكيان الصهيوني ينتهج سياسة تجويع متعمدة بغزة ويستخدم المساعدات الإنسانية سلاحا    بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من نظيره الباكستاني، عطاف " نسعى إلى الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى أسمى المراتب المتاحة "    عقب إعطائه إشارة انطلاق هذه الامتحانات من مستغانم، زرب أزيد من 36 ألف محبوس يجتازون امتحانات إثبات المستوى    خلال محادثات مع "ماتيلاك" اللبنانية، عجال نشجع على توطين النشاط الصناعي بالجزائر وتوسيعه    عن الإمتيازات التي تتمتع بها فئة ذوي الهمم، مولوجي نتاج تنسيق قطاعي محكم بين مختلف الدوائر الوزارية    ممثلا لرئيس الجمهورية العرباوي، يشارك بمنتدى افريقي رفيع المستوى بسيراليون    تجسيدا لمذكرة التفاهم الموقعة بالجزائر تأسيس شركة جزائرية- عمانية لتقديم خدمات حقول النفط المتكاملة    سعداوي يعطي إشارة انطلاق امتحانات إثبات المستوى    أطلقنا"برنامجا هاما" لتثمين وتطوير القدرات المنجمية الوطنية    على الحجاج شراء سندات الهدي من الجهات الرسمية    صناديق توظيف جماعي لتمويل المشاريع قريبا    لا وجود لمقاتلين صحراويين في سوريا    وهران تنظم ثاني عملية إعادة إسكان بأرزيو    استقرار أسعار الخضر والفواكه بأسواق الجملة والتجزئة    20 مليار دولار خسائر الجزائر من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي    مكافحة الفساد مسؤولية جميع الهيئات    دعوة لتنظيم ورشات تكوينية دورية في المؤسسات    الجزائر تبهر تنظيميا وتبعث جيلا رياضيا واعدا    قمة تنافسية على اللقب بين بلوزداد والمولودية في أجواء "باردة"    دعوة لرص الصفوف لتكوين جبهة موحدة    تحذير من السباحة في السدود والبرك والمجمّعات المائية    شراء سندات الهدي بالبقاع المقدّسة من الجهات المعتمدة فقط    رامي بن سبعيني ضمن تشكيلة الأسبوع    الذكاء الاصطناعي منافس افتراضي لعمل الصحفي    ضرورة التصدي لمخططات الصهيونية الخبيثة    الكتابة الإبداعية فضاء أقلّ تقييدا    الإعلان عن تأسيس مهرجان للفيلم الوثائقي التاريخي    "لعوينات" تخلد ذكرى مجازر 08 ماي    تفكيك شبكة إجرامية تروج المهلوسات    الجزائر تتوج ب53 ميدالية.. منها 18 ذهبية    وزير الصحة يكرم أعضاء اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي وباء كورونا    بمعهد الآثار يومي 11 و12 جوان .. ملتقى وطني حول الخبرة الأثرية    في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة : يوم دراسي حول أهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لحماية التراث الثقافي    تنصيب التشكيلة الجديدة للمجلس الوطني للفنون والآداب..بللو يدعو إلى توفير بيئة مستقرة ومحفّزة لتكوين ودعم الفنان    المجلس الشعبي الوطني: قويدري يعرض الاستراتيجية الجديدة لقطاع الصناعة الصيدلانية أمام اللجنة المختصة    غويري يواصل تألقه    800 نقطة بيع للأضاحي المستوردة    قبس من نور النبوة    ماذا يحدث يوم القيامة للظالم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"اندبندنت": ثوار ليبيا الفوضويون حلفاء مشكوك في أمرهم
قالت إنهم يخادعون العالم والأعلام يمارس التضليل المنمق
نشر في الشروق اليومي يوم 11 - 08 - 2011

شككت صحيفة "ذي اندبندنت" ، الخميس، في مصداقية المعارضة الليبية، ووصفتهم بالفوضويين، وقالت إنهم خادعوا منظمات حقوق الإنسان، وأنهم يطلقون روايات كاذبة أثبتت تقارير منظمات لحقوق الإنسان عدم وجود أدلة تثبت صحتها وهم يؤجلون المكاشفة بانقساماتهم العميقة الى ما بعد الوصول إلى السلطة حيث سيتقاتلون فيما بينهم، وتحدثت عن فضيحة اغتيال عبد الفتاح يونس، مستغربة كيف تقبل الدول على الاعتراف بهم حكومة شرعية في ليبيا.
* وجاء في مقال للمحلل السياسي البريطاني، باتريك كوبيرن، نشرته الصحيفة تحت عنوان "ثوار ليبيا الفوضويون ..حلفاء مشكوك في أمرهم" ، أن الثوار، بدءا بحرب الوردتين، ووصولا إلى الحرب الأهلية في ليبيا، عادة ما يحاولون تأجيل انقسامهم إلى فصائل وقتل بعضهم بعضا إلى ما بعد تسلمهم السلطة والسيطرة الكاملة. ومهما بلغ عمق خلافاتهم، فهم يبقونها سرا خافيا عن العالم الخارجي.
* الثوار الليبيون ليسوا كذلك. فقد اعتقل أعضاء المجلس الانتقالي في بنغازي الشهر الماضي قائدهم العسكري، اللواء عبد الفتاح يونس، للاشتباه بخيانته، واستدرجوه بعيد ا عن حراسه وقتلوه. وحل رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، مجلسه التنفيذي على أساس أن بعض أعضائه متواطئ في القتل. ويبدو أنه كان مجبرا على القيام بذلك، لكبح غضب قبيلة العبيدي التي يتنتمي إليها يونس".
* والجانب المضحك في القضية كلها، هو أنه في اللحظة التي يمسك فيها كل قائد من قادة الثوار بخناق الآخر، يتم الاعتراف بهم دولة بعد أخرى على أنهم الحكومة الشرعية في ليبيا. وتسلم دبلوماسيو المجلس الانتقالي هذا الأسبوع السفارات الليبية في لندن وواشنطن، وهم على وشك تسلم السفارة في أوتاوا، وهذه لوحة نادرة من سوء التوقيت. فقد اعترفت بريطانيا بحكومة الثوار في اليوم نفسه الذي كان فيه بعض أعضائها يطلق النار على رئيس أركان جيشها ويحرق جثته.
* وإذا كان الثوار يتصرفون الآن بهذه الطريقة، بينما في مصلحتهم إلى حد كبير أن يظهروا وحدتهم، فكيف سيتصرفون عندما يتولون السلطة في طرابلس؟ لكن السياسة الوحيدة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" هي القيام بذلك فقط. وتحول قرار مجلس الأمن، الذي كان هدفه منع دبابات القذافي من دخول بنغازي لأسباب إنسانية، بسرعة إلى مبادرة للإطاحة به.
* وما تزال بريطانيا وفرنسا بدعم أميركي أساسي تعتقد أن من مصلحة الشعب الليبي استبدال هؤلاء الديمقراطيين الراسخين من بنغازي وشرقي ليبيا الذين يمثلهم المجلس الانتقالي بالقذافي.
* فهل يمكن لإستراتيجية القوة الشديدة أن تنجح بمفهوم عسكري خالص؟ وهل ستستطيع طوابير الثوار ذات الشاحنات الصغيرة التي ركبت عليها الرشاشات من الخلف أن تتقدم لتسيطر على طرابلس خلف قصف مكثف توفره قوة نيران "الناتو"؟ إن العاصمة الليبية تعاني بالفعل من شح في الوقود، والبضائع الاستهلاكية والكهرباء. والثوار يحققون مكاسب على الأرض وفي الجنوب الغربي من العاصمة، ولكن حتى مع مساندة غارات "الناتو" الجوية كان هذا التقدم بطيئا. وإذا جعل الثوار تحقيق إنجاز مثل الاستيلاء على مدينة البريقة، التي يبلغ عدد سكانها أربعة آلاف، وتقع على خليج سرت، مهمة صعبة، فكيف سيستطيعون شق طريقهم نحو طرابلس التي يبلغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة؟.
* القذافي قد يسقط، لكن يبدو بشكل متزايد أنه إذا سقط، فسيكون ذلك على أيدى مجموعات من الميليشيات المهلهلة الأكثر اعتمادا من أجل النجاح على دعم تكتيكي من جانب طائرات "ناتو". ونظرا لأن الثوار لا يملكون قوة عسكرية موحدة، فان النتيجة لن تكون انتصارا واضح المعالم. وحتى لو انتصروا، فسيعتمدون على الدعم الأجنبي في كل مستويات ممارسة السلطة في هذه الدولة الشاسعة.
* وكما حدث في أفغلنستان عام 2001، وفي العراق عام 2003، وجدت الولايات المتحدة وبريطانيا أن الإطاحة بطالبان أو صدام حسين شيء، وشيء آخر مختلف تماما إيجاد من يحل محلهما. والتعامل مع الحلفاء المحليين المشكوك فيهم كحكومة شرعية له قيمة دعائية، لكن من غير الحكمة التظاهر بأن الشريك المحلي له سلطة حقيقية. وبهذه التجربة التي حصلت عليها بريطانيا، فقد كان أمرا عقيما أن تتورط في حرب جديدة، على افتراض أنه في هذه المرة نحن نراهن على منتصر حقيقي. وستتم الإطاحة بالقذافي، لكن الصراع من أجل السلطة بين الفصائل المحلية سيتواصل.
* تضليل منمق لكنه محزن
* وكان للإعلام الأجنبي نواقصه في العراق، وأكثر من ذلك في أفغانستان، لكن هذه النواقص وصلت الذروة في حرب ليبيا. وقد تمت عسكرة التقارير إلى حد كبير. والكثير منها مادة منمقة من الجبهة حول الكر والفر من جانب ميليشيات الثوار. ويتطلب إعداد هذه التقارير شجاعة، وعادة ما يتعاطف المراسلون مع الشبان الذين يتشاركون مع المراسلين في الخنادق. وتميل تغطيتهم إلى التعاطف الكامل مع الثوار ومعارضة نظام القذافي.
* عندما قتل عبد الفتاح يونس لم يكن لدى أي أحد تقريبا في وسائل الإعلام الأجنبية أي تفسير لكيفية حدوث ذلك وسببه. وتبين أن قيادة الثوار، التي صورت في السابق بأنها مجموعة من الأخوة البطوليين، هي قيادة منقسمة بمنافسات وثارات قاتلة. وقد تقيأ بعض المراسلين ببساطة ادعاء سلطات الثوار غير المرجح بان مقاتلين موالين للقذافي لهم قواعد في بنغازي هم من قتل الجنرال، بينما ذكر آخرون أن في المدينة 30 ميليشيا إسلامية مختلفة.
* إلى اليوم يبرر الساسة تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا، بالإشارة إلى فظائع يفترض أن قوات القذافي ارتكبتها من قبيل الاغتصاب الجماعي أو الاستخدام الواسع النطاق للمرتزقة.
* وقد كشفت منظمات لحقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية و"هيومان رايتس ووتش" قبل وقت طويل عدم وجود أدلة على معظم قصص الفظائع، وكذلك فعلت لجنة من الأمم المتحدة برئاسة الخبير القانوني المرموق شريف البسيوني. وتجاهلت وسائل الإعلام التي كانت أول من نشر قصص فظائع القذافي تلك التقارير المدروسة جيداً تجاهلا تاما تقريبا.
* لقد عزز من عسكرة إرسال التقارير الصحافية من العراق وأفغانستان نظام "الحاق" الصحافيين بالوحدات العسكرية. وكان هذا إلى حد ما أمرا لا مفر منه بالنظر إلى الخطر من جانب المقاتلين العراقيين أو طالبان. لكن النتيجة كانت أن تغطية أنباء الحرب عادت إلى ما كانت عليه خلال الاشتباكات الامبريالية في القرن التاسع عشر، مع عدم حصول العالم إلا على وصف جزئي، كثيراً ما يكون مضللاً، لما يحدث في ليبيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.