لم يكن اللاعب الذي قاد أياكس أمستردام، الثلاثاء الماضي، لفوز "تاريخي" على برشلونة في دوري أبطال أوروبا، سوى شاب مغربي، ولد وترعرع في البلاد المنخفضة، وحصل على جنسيتها، ومثّل منتخباتها للناشئين والشباب ويبدو قريباً من المنتخب الأول. وسائل الإعلام العالمية التي أبهرها الهدف الثاني الذي سجله اللاعب ابن ال22 عاماً تجاهلت تماماً أصوله العربية، وقالت إنه هولندي، وقد يكون معها كل الحق، بفعل الترجمة الخاطئة للاسم الأصلي الذي يحمله، وهو "داني حسين". وحين ترجمة اسم اللاعب إلى الإنجليزية يلفظ "داني هويسين" وهو يبدو اسماً أوروبياً خالصاً، لكن حين التدقيق في أصوله يتضح أنه مغربي مسلم، واسم والده "حسين"، وقد ولد في مدينة هيرلين من أم هولندية. وكما هو حال العشرات من اللاعبين المغاربة الواعدين، اختار "داني" تمثيل منتخب هولندا، ومثّل منتخبها تحت 17 عاماً وكذلك منتخب تحت 21 عاماً، وتتنبأ وسائل الإعلام الهولندية له بمستقبل واعد وبارتداء قميص المنتخب الأول خلال الفترة القادمة. ورغم صغر سنه يمتلك "داني حسين" تجارب عدة، إذ بدأ ممارسة كرة القدم في أكاديمية نادي فورتونا سيتارد، قبل أن ينتقل عام 2009 لنادي فولهام الإنجليزي، واستمر معه ثلاث سنوات، أُعير خلالها لنادي هيلسنغين الفنلندي. وعاد بعد ذلك لنادي فورتونا من جديد وتألق معه بشكل لافت خلال الموسم الماضي، ليخطفه بعد ذلك أياكس العام الماضي، ومعه سطع نجمه وبات أحد أبرز نجوم الفريق، ودخل تاريخ النادي بانضمامه لقائمة المسجلين في مرمى برشلونة. وتألق "داني" في المباراة التي أقيمت على ملعب "أمستردام أرينا" بتسجيل الهدف الثاني بطريقة رائعة بعد مراوغة القائد المخضرم كارليس بويول، وتأمين الفوز لفريق المدرب فرانك دي بوير، الذي يثق كثيراً بقدراته. وستظل مباراة برشلونة بالنسبة لداني حسين هي نقطة البداية الفعلية في مشواره الكروي، بعدما ساهم في تجرع الفريق الكاتالوني لأول هزيمة له في الموسم الحالي، وحرمان مدربه تاتا مارتينو من دخول التاريخ بمعادلة رقم بيب غوارديولا الذي خاض 21 مباراة دون خسارة، مقابل 20 مباراة للمدرب الأرجنتيني.
