كشف وزير الشباب عبد القادر خمري، أنه سيتم قريبا تسليم قرى تسلية مماثلة لتلك المنجزة حديثا في العاصمة في كل من ولايات وهرانوقسنطينة وبجاية وفي الجنوب الكبير شهر سبتمبر المقبل، إضافة إلى مجموعة من النشاطات الترفيهية مثل رالي الجزائر- تمنراست وجولات سياحة شبانية للتعريف بمختلف ربوع الوطن، إلى جانب عدد من الندوات الموضوعاتية. وأسر الوزير خمري في حوار له مع "البلاد" على هامش جولة تفقدية قادته إلى قرية التسلية في قصر المعارض الصنوبر البحري أنه لن يوزع وعودا كاذبة للشباب فيما يتعلق بسياسة الدولة في التشغيل وإنما سيفتح حوارا مبنيا على معطيات واقعية، كما أفاد الوزير خمري بأنه سيعمل على تغيير طريقة عمل دور الشباب وجعلها أكثر انفتاحا على محيطها. ماهي الأسباب والفائدة من إنشاء هذه الوزارة في هذا الوقت تحديدا؟ الإجابة على سؤالكم تتطلب العودة إلى مجموعة من التراكمات والظروف التي مرت بالمجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة التي انتهت بتطلعات جديدة والمطالب التي كانت ربما في وقت قريب تعتبر من الكماليات. ومن جهة أخرى، جاءت هذه الوزارة لتستمع إلى فئة الشباب وتستشيرهم في أهم الملفات المتعلقة بهم، خصوصا أن الشاب الجزائري أبان عن وعي سياسي كبير ولعل عدم انجراره وراء ما أسميه بكوارث الربيع العربي، إضافة إلى مساهمته اليوم في جميع نواحي تطور الحياة الإقتصادية أحسن دليل على أن شبابنا يتمتع بحركية كبيرة ويجب علينا مجاراتها عبر وزارة تفتح لهم ولا تعتمد على النمط الإداري التقليدي. نجحتم في إنشاء فضاء ترفيهي في العاصمة فماذا عن بقية الولايات؟ فكرة إنشاء قرى لتسلية لفائدة الأطفال والشباب كانت انطلاقا من بحثنا عن شيء جديد لهذه الفئات خلال فترة العطل والصيف وأظن أن البوادر الأولى لنجاح هذه التجربة دفعتنا لتعميمها على مدار 48 ولاية وطول السنة والعمل على إنشاء فضاءات مماثلة في المدن الكبرى بوهرانوقسنطينة وبجاية في مرحلة أولى كونها مناطق استقطاب للسياح القادمين من المدن الداخلية ومن ثم في مرحلة ثانية، كما سيتم الانطلاق في إنجاز مشاريع مماثلة وربما أحسن منها في الجنوب الكبير ابتداء من شهر سبتمبر القادم، حيث فتحنا اتصالات مع الولاة في تلك المناطق لتحضير لكل الإجراءات المتعلقة بهذا البرنامج، كما سأتوجه يوم السبت رفقة الوزير الأول إلى قسنطينة لتفقد المشروع هناك، بالإضافة إلى أنني أجريت اتصالات مع والي عنابة للشروع في البحث عن الوعاء العقاري للمشروع ونفس الشيء تقريبا يتعلق بولاية تيزي وزو. نعلم أن المجتمع الجزائري محافظ، فهل سيتم مراعاة هذه الأبعاد خلال إنشاء فضاءات الترفيه ولم لا استغلالها للترويج للتراث الجزائري؟ نعم بشكل أكيد وقد حرصنا على الإلمام بكل ما هو متعلق بالثقافة والموروث الجزائري وإدماجه ضمن نشاطات قرى التسلية، فعلى سبيل المثال تعرض شاشات السينما الضخمة أفلاما جزائرية، كما أن هنالك حيزا يروج للأعمال التقليدية والحرفية، إضافة إلى نشاطات علمية وفكرية تخدم الثقافة الجزائرية حتى أننا نستمع الآن إلى موسيقى جزائرية - نغمات الشعبي كانت تصدر من الخارج - وأعتقد أن فضاءات من هذا النوع هي عامل من عوامل تحسيس المجتمع تجاه موروثه الثقافي ويبقى أن نضع تراثنا في أماكن ذات حركية حتى يعرف هو حركية أيضا. هل هنالك تنسيق أو اتفاقيات مع قطاعات أخرى للوصول إلى تكفل أفضل بالشباب؟ إشكالية الشباب هي جزء من الإشكاليات الكبرى التي تسعى الحكومة إلى إيجاد حل لها في كل القطاعات، فالشباب موجود في الجامعات والوظيف العمومي وأسلاك الشرطة وفي كل القطاعات الإنتاجية والخدماتية وهذا ما يجعل وزارة الشباب هيكلا محوريا تلتقي فيه كل الوزارات الأخرى ودوري كوزيرليس احتكار حل مشاكل هذه الفئة وإنما العمل باتجاه تحسين وتفعيل هذا التلاقي لإيجاد أحسن الحلول للمشاكل التي يعاني منها الشباب اليوم، فمثلا أكبر مشكلة يواجهها الشباب في هذه الفترة هو شبح البطالة وبخصوصها لن أطلق وعودا كاذبة لشباب واع ومقدر جيد لمعطيات الاقتصاد الجزائري بل سألجأ إلى حوار واقعي وصريح حول السبل التي تمكن هذه الفئة من بلوغ مقاصدها في الشغل، أما بالنسبة إلى صياغة اتفاقيات مع وزارات أخرى فسنعمل على ذلك قريبا من خلال مخطط عمل الحكومة وتنفيذ وعود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. على ذكر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سبق أن صرحتم بأن بين الرئيس والشباب الجزائري علاقة متميزة، على أي أساس تبنيتم هذه الفكرة؟ أظن بأنه لا يخفى على الجميع أن هنالك حب وتقدير كبير من الشباب لرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولمسته أنا شخصيا في العديد من المناسابات واللقاءات مع هذه الفئة وهذا راجع إلى "كود خاص" -يضحك مازحا- يفسر هذه العلاقة الطيبة فعلى مدار فترة حكمه لاحظت أنه يستجيب سريعا لمطالب الشباب وأحيانا يستبق حتى هذه المطالب حينما تظهر أول مؤشرات عدم الرضا من هذه الفئة. تحولت بعض دور الشباب إلى مجرد هياكل إسمنتية دون روح كيف ستعملون لإعادة إحيائها؟ كان هناك استثمار كبير قي مؤسسات دار الشباب من طرف الدولة ومن الضروري اليوم أن تغير هذه المؤسسات طريقة عملها ونهدف مستقبلا إلى إخراج دار الشباب من قوقعتها وأن تذهب هي إلى الشباب عوض أن يأتوا هم إليها و تصورنا في هذا المجال هو مبادرة لكل دار شباب في كل حي عبر مشاركة معداتها في الساحات والشوارع مع الشباب والتقرب إليهم بمختلف النشاطات التي تمتلكها هذه المؤسسات وهذا ما قلته تقريبا لرؤساء دور الشباب خلال زيارتي الأخيرة لوهران. أعلنتم من قبل عن تنظيم استشارة وطنية للشباب متى ستتم؟ وما هي النشاطات التي تعكف وزارتكم على تنظيمها؟ لم نحدد ميعادها بعد ولن نستعجل في تنظيمها ولكن شرعنا في الاتصال مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي لتنظيمها، كما أود أن أنوه في هذا الصدد بأن نتائج الاستشارة الوطنية للشباب ستعرض وتناقش على مستوى غرفتي البرلمان وسيسبق هذه الاستشارة مجموعة من الندوات الموضوعاتية مع الشباب أذكر منها الندوة الوطنية الاجتماعية والاجتماعية التي ستقام قريبا وستخصص للبحث في مواضيع دعم الشغل وتفعيل طاقات الشباب، إلى جانب أنها ستسمح باحتكاك الشبان مع ذوي كفاءات من قطاعات مختلفة في طاولة واحدة، إضافة إلى ندوة خاصة بثقافة الشباب وأخرى خاصة بعلاقة الشباب بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومحاربة الآفات الاجتماعية والهجرة والحركة الجمعوية الشبانية، إلى جانب ذلك نحضر لتنظيم رالي سيارات ما بين الجزائر العاصمة وتمنراست مع رحلات سياحية للشباب عبر ربوع الوطن.