كشفت تقارير أمريكية اقتصادية، عن أن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وعلى رأسها الجزائر ستشهد حالة صراع شديدة على موارد الطاقة ويظهر الغاز كأحد أدوات الصراع وأحد أهدافه الاستراتيجية، حيث قالت المصادر ذاتها إن كلا من الجزائر ليبيا ومصر وسوريا وحتى لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة قد تجد نفسها في بؤرة هذا الصراع. وتقول التقارير التي نشرتها بعض الصحف الأمريكية إن واشنطن تولي هذه المنطقة كل اهتمامها مثلها مثل موسكو وبكين وبرلين، بسبب وجود مصادر الطاقة والغاز فيها خاصة الجزائر، حيث أشارت الصحف الأمريكية إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إليها عقب الزيارة الخاطفة التي قادته إلى أوروبا وبحثه قضية أمن الطاقة في أوروبا عقب التهديدات الروسية التي لوحت إلى استخدام سلاح الغاز ضد أوروبا رداً على احتمال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية عليها نتيجة ضمها شبه جزيرة القرم، تعد أهم الأدلة التي تشير إلى أهمية الغاز الجزائري بالنسبة للقارة العجوز. من جهة أخرى أشارت التقارير إلى الاستكشافات التي أعلنت عنها الجزائر خلال السنتين الأخيرتين، والمتعلقة باكتشاف مليار طن من النفط والغاز خلال عمليات التنقيب التي أجرتها شركة "سوناطراك" وشركات نفطية أجنبية خلال السنة المنقضية، وهو ما أكده وزير الطاقة يوسف يوسفي خلال آخر اجتماع لمجلس الوزراء خلال 2014 بأن المستجدات المتعلقة بالاحتياطي الجزائري من المحروقات، تؤكد بأن الاكتشافات المحققة خلال السنتين الماضيتين تقدر بواحد مليار طن معادل نفط مما يؤكد الارتفاع الكبير في احتياطي المحروقات التقليدية المؤكدة، إضافة إلى الاكتشافات المسجلة للغاز الصخري التي أكدت تقارير وزارة الطاقة أنها تجاوزت 7500 مليار متر مكعب من الغاز الصخري. من جهة أخرى، عادت التقارير إلى الحديث عن الجهد الروسي في السيطرة على حيز هام من سوق الطاقة، والمسعى الأمريكي لربط أمن الطاقة لدى الحلفاء بدبلوماسيتها ومظلتها الأمنية، فحسب وجهة نظر العديد من المراقبين ترتبط عدة اضطرابات راهنة بالسيطرة على حقول النفط والغاز وأسواقها وممراتها. ففي جنوب المتوسط حيث يشتعل فتيل الأزمات السياسية، هناك موارد هامة للغاز الطبيعي، ليبيا، الجزائر ومصر تمثل مناطق إنتاج هامة يمكن أن يعوض الغاز الروسي المصدّر نحو أوروبا. والحرب الليبية كانت شرارتها الأولى هي السيطرة على الغاز الليبي من طرف قطر التي تعد من أهم مصدري الغاز الروسي، ثم استحواذ قطر على نسبة من شركة طوطال الفرنسية مما يفسر منطقيا التدخل الفرنسي السريع للإطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا. من جهة أخرى، تقول المصادر ذاتها إن الأنظمة الغربية وعلى رأسها واشنطن سعت إلى توسيع وتعميق الخلافات الدبلوماسية بين الرباطوالجزائر تحديدا بسبب سعيها إلى الاستفادة من الطاقة الموجودة أو الكامنة في منطقة المغرب العربي، فالجزائر حسب ما أكده تقرير البنك الإفريقي للتنمية تملك ثاني أكبر احتياطات العالم من الغاز الصخري رفقة كل من جنوب إفريقيا وليبيا، فيما يملك المغرب سابع احتياطي إفريقي من هذه الثروة وإن بلورة نظام تعاون اقتصادي بين البلدين لن يساعدها في رسم ملامح نظام إقليمي شرق أوسطي ملائم لها ولن يساهم أيضا في إبقاء التوازنات بين الدول الكبرى والدول الصاعدة