يعتبر اسم بيكاسو مرادفًا للفن المعاصر وطريقًا مختصرًا للوصول إلى التكعيبية،وقد تجاوزت قيمة لوحاته قيمة لوحات آخرين من المشاهير، منهم سيزان ورنوار وماتيس وجياكوميتي وبيكون وغيرهم. وأغلى لوحة في العالم رسمها بيكاسو جاءت ضمن مجموعة "نساء الجزائر"، وقدر ثمنها في الحادي عشر ماي الماضي في نيويورك بمبلغ 179 مليون دولار. ويرى الكثيرون أن اسم بيكاسو أصبح مألوفًا لدى الجميع، سواء أكانوا من الفنانين أم من هواة الفن أو لا، فتلك حقيقة لا ينكرها أحد. ومن هنا جاء المعرض المقام حاليا في غراند باليه في باريس، والذي ركز على توضيح تأثير هذا الفنان على آخرين كثيرين من الرسامين والفنانين. بيكاسومانيا يحمل المعرض اسم "بيكاسومانيا" أو الهوس ببيكاسو، حيث يمكن مشاهدة أكثر من مائة من أعماله، التي لم تحظ بشهرة واسعة بين الناس، وإلى جانبها أعمال أكثر من مائتي فنان معاصر آخر، يختلف فن كل منهم عن الآخر، ومنهم ديفيد هوكني وجاسبر جونز وروي لختنشتاين ومارتن كبنبرغر وآندي وورهول وأيضا جيف كونز، وكلهم يقولون إنهم تأثروا بالفنان الذي توفي عام 1973. ومن ضمن المعروضات سيارة ستروين بيكاسو، التي حملت هذا الاسم، بعد موافقة أسرة الفنان، رغم أن هذه الموافقة لم تصدر من الجميع، ما أدى إلى مشاكل عائلية. حفيدته أحد الراعين لهذا المعرض حفيدة الفنان ديانا فدماير بيكاسو التي أرادت إظهار تأثير جدها على بقية الفنانين. ونشاهد ضمن المعرض صالات مخصصة للتكعيبية وأخرى للكولاج وغيرها لصور ديفيد هوكني أو لنسخ أخرى من "آنسات آفنيون" أو "غويرنيكا"، وكلها مستلهمة من الأعمال الأصلية المشهورة لبيكاسو، والتي لم يتضمنها المعرض، حتى الأعمال السوداوية التي رسمها الفنان في فترة من حياته، والتي اعتبرها نقاد الفن في وقته مجرد "شخابيط". ويبلغ عدد قاعات المعرض 15، ويحتاج المرء ساعات عدة لرؤيتها وللتمتع بمشاهدة الأعمال المعروضة فيها. ومن الأمور المستحدثة التي استخدمت في هذا المعرض نظارات خاصة "نظارات غوغل" مربوطة بالانترنت، يرتديها الزائر، وهو ما يحدث للمرة الأولى، ويستطيع الزائر من خلالها الاستماع إلى موسيقى ومشاهدة أشرطة فيديو ومتابعة تعليقات لإغناء زيارته للمعرض.