150 مليار خسائر قرصنة 22 مليون كيلوات من الكهرباء كشف الإطار المسير بالشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز، مقران دريش، في تصريح صحفي، أن أزيد من 20 ألف كوخ قصديري وفوضوي بشرق العاصمة "يسرق" قاطنوه الكهرباء من سونلغاز الحراش، ما تسبب في خسائر فادحة للمؤسسة التي لا تستطيع قطع التزود بالكهرباء عن العائلات المعنية خوفا من انتفاضة قد تشل العاصمة وبلغت الخسارة المالية للشركة 150 مليار سنتيم، فيما بلغ حجم طاقة الكهرباء المستغلة 22 مليون كيلواط. وأعطى دريش تفاصيل مدققة عن عملية قرصنة الكهرباء من مديرية توزيع الكهرباء والغاز، فرع الحراش، منذ أزيد من 15 سنة، آخرها العام الماضي الذي قامت فيه الشركة بإحصائيات حول عدد المواقع الفوضوية المتورطة في قرصنة الكهرباء، حيث بلغت النسبة 20 ألف كوخ فوضوي، منها آلاف العائلات التي تقطن في البنايات الفوضوية والأحياء القصديرية "تسرق" وتقرصن الكهرباء من مديرية الحراش، ما تسبب في خسائر فادحة للمؤسسة قدرت بأزيد من 150 مليار، لا سيما خلال فصلي الشتاء والصيف، حيث ترتفع وتيرة استهلاك الكهرباء بشكل كبير، بسبب الاستعمال المفرط للمكيفات الهوائية بسبب ارتفاع الحرارة في فصل الصيف، ولجوء العائلات المعنية إلى استعمال أجهزة التدفئة الكهربائية في فصل الشتاء نظرا لعدم تزود البنايات الفوضوية بغاز المدينة، كما أكد أن العائلات تربط منازلها مباشرة من الأعمدة الرئيسية للكهرباء متناسية المخاطر التي تنجم عنها. وطرح المتحدث إشكالية المخاطر الكبيرة التي تتسبب فيها عمليات السرقة، نظرا للربط العشوائي من أعمدة الكهرباء الرئيسية والمحولات الكبرى التي عادة ما تؤدي إلى شرارة كهربائية أو اندلاع انفجار وحرائق مثلما الحال مع حادث إحدى العمارات بالكاليتوس التي تعرضت إلى انفجار وكاد الأمر أن يخرج عن السيطرة لولا تدخل أعوان الحماية المدنية وأعوان سونلغاز في الوقت المناسب، وتبين فيما وجود حي قصديري وراء العمارة، قام سكانه بالربط العشوائي لخيوط الكهرباء في العمود الرئيسي المزود لها، ما أدى إلى الضغط الكبير على المحول فحدث الانفجار. إلى جانب تسجيل عدة خسائر في المولدات الكهربائية الرئيسية والتي عادت ما "تحترق" بسبب الاكتظاظ وعدم استيعابها للقدرة الطاقوية المستهلكة والتي فاقت 22 مليون كيلواط. واستبعد المتحدث لجوء الشركة إلى قطع الكهرباء عن الأحياء المنتشرة بكثرة في بلديات شرق العاصمة، خوفا من انتفاضة هؤلاء ما سيتسبب في أزمة كبيرة بالعاصمة، الأمر الذي وضع الشركة أمام أمرين أحلاهما مر وهو عدم فتح ملفات الكهرباء المقرصنة في الوقت الراهن. لا سرقة للكهرباء بسونلغاز بعد اليوم أكد مقران دريش أمس في تصريحه الصحفي أن الشركة تستعد لحملة تغيير المولدات الكهربائية بأخرى الكترونية معروفة باسم "تياسبي" لمحاربة ظاهرة قرصنة الكهرباء، حيث يعمل الجهاز على تسجيل الطاقة التي استغلها كل منزل بالرغم من محاولات القرصنة، وهو ما يضع حدا للظاهرة، لاسيما وأن عمليات السرقة عرفت ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة من طرف قاطني الأحياء القصديرية بكل من الحراش والكاليتوس ودرڤانة وبرج الكيفان والرغاية وهراوة وعين طاية وهي البلديات التابعة لإقليم مديرية الحراش. في سياق متصل، أفادت مصادر "البلاد" أن الشركة تحاول حاليا حل المشكل مع الأميار والدوائر الإدارية المعنية، لعلها تجد الحل المناسب، خاصة وأن قطع الكهرباء عن 20 ألف عائلة قد يتسبب في انتفاضة كبيرة بالعاصمة، الأمر الذي جعل المؤسسة تتكبد خسائر فادحة وتتحملها خوفا من تفاقم الأمور، ولعل عمليات إعادة الإسكان والقضاء على البنايات الفوضوية والأحياء القصديرية التي تقوم بها حاليا ولاية الجزائر ستخفف من عمليات القرصنة لاحقا.