الخبير الأمني الفرنسي، دانيال أوماندا: "الجزائر حصّنت نفسها جيّدا ضد الإرهاب" أفاد تقرير عسكري روسي أن "الجزائر أجهضت كل مخططات تنظيم داعش في نقل نشاطاته من ليبيا نحو بلدان منطقة الساحل الافرقي". وأشار تقرير أعدّه خبراء متخصصون في مكافحة الإرهاب إلى أن "قوات الجيش الجزائري تمكنت من القضاء على معظم الخلايا النائمة للتنظيم في عدد من الولايات". وكشف التقرير أن "السياسة الأمنية للحكومة الجزائرية جعلت من هذه الدولة مغلقة في وجه إرهابيي ما يسمى "الدولة الإسلامية". وأكد خبراء أمن في موسكو، أن الجزائر تعد الدولة الوحيدة في العالم العربي وإفريقيا، المغلقة في وجه التنظيم الإرهابي داعش،رغم تمدده في ليبيا ، وتشعب خلاياه النائمة في دول الصحراء والساحل الافريقي، ورغم حدود الجزائر المترامية الأطراف، وكشف الخبراء عن دراسات أمنية استخبارية، في لندن، تؤكد عجز داعش عن اختراق الحدود الجزائرية من الشرق والجنوب، فضلا عن غياب البيئة الحاضنة لخلايا أو أفكار التنظيم في الجزائر، بعد نجاح المؤسسة الأمنية الجزائرية في اجتثاث بؤر التنظيمات الإسلامية المتطرفة في الجزائر، خلال المواجهات الدامية طوال عقد التسعينيات من القرن الماضي. وأوضح خبراء الأمن، عبر تقرير روسي ، نشرته وكالة "سبوتنيك"، أن تنظيم داعش الارهابي لا يجرؤ على إعلان نفسه في الدولة الجزائرية، وأن الأسباب التي تحول دون إعلان "داعش" عن تواجده على الأراضي الجزائرية هو توقف انتشاره على الحدود الليبية الجزائرية، بعد هروبه من الشام، واتخاذه مدينة سرت عاصمة له. أما السبب الثاني، فهو تجربة الجزائر الناجحة، في مكافحة الإرهاب، التي جعلتها تعمل على بناء معسكرات عسكرية أمنية، تتولى تأمين الحدود الشرقية كافة، خاصة منطقة الحدود مع تونس وليبيا، فكانت بذلك تستبق خطوات انتشار التنظيم. والسبب الثالث، وفق تحليل التقرير الأمني، يرتبط بالآلية المتبعة لدى السلطات الجزائرية لتأمين الحدود وبخاصة حدودها مع ليبيا، التي تنشط بها الجماعات المسلحة، حيث اتبعت وزارة الدفاع الجزائرية، والدولة الجزائرية ككل، سياسة أمنية جديدة، مبنية على تقسيم الإقليم الجنوبي، أو الصحراء، إلى مناطق عسكرية محددة، على عكس ما كان معمولا به في السابق، وبعد أن كانت الجزائر تتكون من 6 قطاعات عسكرية عملياتية، فقد تمت إضافة قطاعين عمليين في الصحراء الجزائرية، أحدهما يتولى عملية تأمين الحدود مع ليبيا، والآخر يتولى تأمين الحدود مع النيجرومالي، وبالتحديد، مع مالي حيث تشهد هذه الدولة صراعات، وتواجد نشيط للجماعات المسلحة، التي قد تشكل خطرا على الحدود الداخلية الجزائرية. ويشير الخبير الأمني الفرنسي، الكولونيل دانيال أوماندا، إلى أن الجزائر استبقت الأحداث في المنطقة العربية، وخاصة عقب ثورات ما أطلق عليه "الربيع العربي" ووضعت خطة تأمين شاملة ومتكاملة داخليا وخارجيا، ورصدت بحذر وبضربات استباقية أحيانا لعناصر تنتمي للفكر الإسلامي التكفيري الجهادي، وقرأت جيدا خريطة الأوضاع في مصر والعراق وسوريا، وتحسبت جيدا، للساحة المفتوحة أمنيا على امتداد حدودها مع دول الجوار الإفريقية، وبذلك نجحت في إغلاق حدودها في وجه داعش والجماعات الإرهابية.