منكوبو الثلوج يلجأون للحطب لمواجهة بارونات البوتان

نفطال تشكل خلية أزمة ومتابعة لتزويد العائلات بقارورات الغاز
الدرك يتجند لتنفيذ المخطط الاستعجالي وفق أوامر اللواء نوبة
أسفرت موجة البرد التي تضرب مختلف ولايات الوطن الشمالية والشرقية منذ أسبوعين، عن توليد أزمة تموين حادة بالمواد الغذائية الاستهلاكية وقارورات غاز البوتان التي وصل سعرها في السوق السوداء إلى 500 دينار جزائري بالقرى والمداشر، وجعلت المواطنين يلجأون إلى استعمال الحطب للتدفئة، فيما تواصل مفارز الجيش إجلاء العائلات المحاصرة وتقديم يد العون رفقة الدرك الذي سارع لتنفيذ المخطط الاستعجالي للتدخل السريع خلال الأزمات وفق تعليمات اللواء مناد نوبة، بينما شكلت شركة نفطال خلية اتصال ومتابعة لمراقبة عملية التموين بقارورات الغاز ورفع كمية توزيعها في المناطق الجبلية.
ندرة في المواد الاستهلاكية.. قارورات البوتان ب500 دينار والحطب لمواجهة البرد
أدت الثلوج والأمطار المتساقطة بكثافة، على مستوى عدد من ولايات الشرق والوسط منذ أيام، إلى تسجيل حوادث مرور خطيرة تسببت في وفاة 7 أشخاص أمس وعزل سكان قرى ومداشر ومواطنين وسياح على مستوى المناطق الجبلية، إلى جانب توليد أزمة وندرة حادة في المواد الاستهلاكية الضرورية، وفي مقدمتها الحليب الذي جعل السكان في تيزي وزو والولايات المعنية بالاضطراب الجوي يصطفون في طوابير طويلة بغية الحصول على كيس واحد، أمام ندرة حادة في المواد الاستهلاكية الضرورية من الحبوب الجافة والبقول التي ارتفع سعرها في لمح البصر، بينما عرفت بعض البلديات انقطاعات متكررة للكهرباء مما دفع العديد من العائلات إلى استعمال الحطب في التدفئة لمواجهة البرد، فيما قفز سعر قارورات غاز البوتان إن وجدت أصلا إلى ما يفوق ال500 دينار وربط الممولون ذلك بصعوبة المسالك وإقفال الطرقات بفعل ارتفاع سمك الثلوج، بينما اعتبرته العائلات ابتزازا واستغلالا لحاجتها لهذه المادة الحيوية في عز موجة البرد، الأمر الذي دفع شركة نفطال إلى تنصيب خلية اتصال ومتابعة لمراقبة عملية التزود بقارورات غاز البوتان ورفع الحصة الاستهلاكية في ولايات شرق ووسط البلاد، بصفتها المسوؤل الأول عن التزود بهذه المادة الحيوية وفق تصريحات مديرها العام حسين ريزو، الذي أكد أن الغاز سيكون متوفرا دون انقطاع.
انهيار بناية بالسويدانية ومياه واد الرغاية تغمر 60 كوخا قصديريا.. ومخاوف الأنفلونزا تجبر تلاميذ على مقاطعة الدراسة
تسببت الاضطرابات الجوية بالعاصمة أمس، في انهيار بناية في حي فوضوي بالسويدانية دون تسجيل خسائر في الأرواح، فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر لإجلاء 60 عائلة تقطن في أكواخ قصديرية بحي جاكان بجوار واد الرغاية بعد أن ارتفع منسوب المياه، كما أقدم أولياء تلاميذ ابتدائية مسلم مسعود ببلدية جسر قسنطينة على الاحتجاج ومنع أطفالهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة، تنديدا بانعدام التدفئة في الابتدائية مما أثر سلبا على أطفالهم.
وفي سياق متصل، تسببت صبيحة أمس الثلوج الكثيفة في قطع الطريق الولائي رقم 3 الذي يربط بين سكيكدة وقسنطينة على مستوى منطقة المنتور مما تسبب في تعطيل نهائي لحركة السير على هذا الطريق منذ الصباح الباكر، حيث عادت الكثير من المركبات من حيث أتت وعاد الكثير من الموظفين أدراجهم إلى منازلهم، فيما عزلت الثلوج العديد من المناطق النائية بهذه الولاية رغم تدخلات مختلف الهيئات الولائية، وعلى إثر التقلبات الجوية التي عرفتها ولاية قسنطينة مع تساقط كثيف للثلوج، وفي إطار العمل الجواري وتقديم يد المساعدة تم تشكيل خلية خاصة في هذا الشأن مكونة من إطارات أمن الولاية وقوات الشرطة من مختلف الرتب، حيث تم تنظيم خرجة ميدانية قام بها إطارات وقوات شرطة مدعمين بسيارة الإسعاف وطاقم طبي تابعين لمصالح أمن الولاية، حيث تنقلوا إلى أعالي مدينة قسنطينة من أجل إزالة الثلوج المتراكمة على مستوى الطريق الولائي 51 المؤدي إلى منطقة جبل الوحش من أجل تسهيل تنقل المواطنين من وإلى مدينة قسنطينة، لاسيما القاطنين بالمنطقة وضواحيها. العملية استعملت فيها كاسحة الحواجز تابعة لوحدات حفظ النظام، أين تم إزالة الثلوج عن الطريق ابتداء من حي الزيادية ثم الطريق المؤدي إلى جبل الوحش وصولا إلى الطريق السيار شرق غرب، كما بادرت مصالح أمن ولاية قسنطينة أمسية أمس إلى تنظيم خرجة ميدانية إنسانية لفائدة الأشخاص دون مأوى والمسافرين الذين لم يسعفهم الحظ للالتحاق بديارهم، حيث تكفل وفد ضم إطارات وأعوان من مختلف المصالح بتوزيع وجبات ساخنة على مستوى العديد من النقاط بإقليم الولاية كوسط المدينة، محطة القطار ومحطة المسافرين الشرقية، كما استقبلت مصالح أمن ولاية قسنطينة منذ بداية تساقط الثلوج إلى غاية أمس ما لا يقل عن 390 مكالمة هاتفية عبر الخطين الأخضر 1548 وخط النجدة 17، تعلقت أساسا باستفسارات عن حالة الطرقات والحركة المرورية.
مفارز الجيش والدرك تواصل فتح الطرقات في 8 ولايات
تواصل مختلف مفارز الجيش التابعة للقطاع العملياتي وفرق المجموعات الولائية للدرك الوطني في تنفيذ مخططاتها الاستعجالية الخاصة بتقديم يد العون للمواطنين وإجلاء العائلات المحاصرة من طرف الثلوج منذ أسبوعين، وهو ما تم استباقه في الظروف الجوية الحالية التي عرفتها خاصة مناطق وسط وشرق البلاد تفاديا لعنصر المفاجأة حسب القيادة العامة للدرك الوطني التي أكدت أن تعليمات صارمة أصدرها اللواء مناد نوبة الذي يتابع الوضع عن كثب، وهذا ما تجلى مباشرة مع بداية الاضطراب الجوي الحالي، أين قامت الوحدات القاعدية للدرك الوطني والمتمثلة في الوحدات الإقليمية ووحدات أمن الطرقات، بالتواجد الميداني في الزمان والمكان، والانتشار الجيد طبعا حسب درجة تأثر كل منطقة، عن طريق تكثيف ومضاعفة الدوريات عبر جميع المحاور التي تعرف خاصة تساقط الثلوج، مع وضع سدود توجيهية لإعطاء الحلول الميدانية لمستعملي الطريق وذلك من أجل ضمان تنقل أمن لمستعملي الطريق، فيما تواصل مفارز الجيش فتح الطرقات المقفلة بفعل الثلوج في الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين بلديتي الشريعة والبليدة بالضبط عند الحجرة الكيلومترية 16. والطرق الوطنية رقم 105 و77 و77أ في أشطرها العابرة لإقليم بلدية جملة بولاية جيجل والطريق الوطني رقم 33 الرابط بين ولايتي تيزي وزو والبويرة، بالضبط بالمكان المسمى أسول في تيزي وزو وكذا الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، بالضبط بالمكان المسمى فج تيروردة، والطريق الوطني رقم 33 الرابط بين ولاية البويرة وولاية تيزي وزو دائما، بالضبط بمنطقة تيكجدة، والطريق الوطني رقم 62 الرابط بين بلديتي سور الغزلان والدشمية، بالضبط بالمكان المسمى دوار الحمادية بولاية البويرة، بينما تم تسجيل انقطاع الطريق الوطني رقم 83 الرابط بين ولايتي تبسة وخنشلة، في شطره العابر لبلدية العقلة والطريق الاجتنابي لشاحنات الوزن الثقيل بجبل الوحش، التابع إداريا لبلدية قسنطينة، والطريق الولائي رقم 04 في شطره العابر لإقليم بلدية عين السمارة، إلى جانب تسجيل انقطاع بعض الطرقات في ولاية سطيف وبرج بوعريريج وسكيكدة فيما تحسن الوضع بالنسبة لشبكة الطرقات العابرة لأقاليم ولايات سكيكدة، عنابة، قالمة، وبدرجة أقل في ولايتي ميلة وبجاية. نذكر فقط أن المصالح المعنية إلى غاية الساعة تقوم بإزالة الثلوج من المسالك المذكورة، بغية إعادة فتحها في وجه حركة المرور.
مطار قسنطينة يعلق رحلاته وتحويل معتمرين إلى مطار عنابة
من جهة ثانية، ألغى مطار محمد بوضياف بقسنطينة أمس الثلاثاء رحلة جوية باتجاه البقاع المقدسة بسبب الاضطراب الجوي الذي تشهده الولاية، أين تم تحويل المعتمرين إلى مطار رابح بيطاط بعنابة عبر الحافلات لنقلهم إلى البقاع المقدسة. كما تم إلغاء معظم الرحلات الجوية من وإلى سطيف وقسنطينة وتحويل بعضها إلى عنابة بسبب سوء الملاحة الجوية وارتفاع سمك الثلوج الذي غطى المطارات، الأمر الذي جعل مطارات الشرق تعلق رحلاتها منذ الأحد الفارط، فيما عرف تذبذب وتأخرات في انطلاق الرحلات الأخرى.
وفاة 7 أشخاص وإجلاء 12 شخصا كانوا محاصرين في سيارات بالتلاغمة
من جهة ثانية، تدخلت مصالح الحماية المدنية خلال ال24 ساعة الأخيرة، أكثر من 2896 مرة في عدة مناطق مختلفة من الوطن، منها 7 حوادث تسببت في وفاة 7 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة تم إسعافهم في عين المكان ثم نقلهم إلى مختلف المصالح الاستشفائية من طرف مصالح الحماية المدني، أثقل حصيلة سجلت على مستوى ولاية عين الدفلى بوفاة شخصين وإصابة آخر بجروح على إثر انقلاب سيارة على مستوى الطريق الوطني رقم 65 ببلدية بوعبيدة.
كما قامت مصالح الحماية المدنية بالتدخل من أجل إنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية ل27 شخصا مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة المختلفة إضافة إلى وفاة شخصين آخرين بولاية عنابة لنفس الأسباب، أما في ما يخص التقلبات الجوية الأخيرة التي صاحبتها أمطار غزيرة وثلوج على المناطق الشمالية للوطن، أين تبقى حالة الطرقات صعبة المسلك في بعض النقاط مقطوعة في كل من ولايات البويرة، بجاية، تيزي وزو، قسنطينة، أم البواقي، ميلة، جيجل، سوق أهراس، سكيكدة وخنشلة، حيث تتواصل عملية إزالة الثلوج من طرف المصالح المختصة وبهذا الخصوص قامت مصالح الحماية المدنية لولاية ميلة بالتدخل لإجلاء 12 شخصا كانوا على متن 5 سيارات حاصرتهم الثلوج على مستوى الطريق الولائي رقم 03 ببلدية تلاغمة، بينما وضعت سيدة مولودها داخل سيارة الإسعاف في منطقة اولاد بوراس في ولاية سطيف بعدما تعذر عليها التنقل إلى مصلحة الولادة بالمستشفى نتيجة تراكم الثلوج وصعوبة الحركة. للإشارة، تتوقع مصلحة الأرصاد الجوية صفاء نسبيا غدا الخميس قبل أن يعود اضطراب جوي آخر بداية من يوم الجمعة.