تنظم حركة مجتمع السلم، يومي الجمعة والسبت المقبلين، ندوتها الوطنية للإطارات وفي جدول أعمالها تقييم وضع الحركة الحالي ومستقبلها داخل التحالف الرئاسي ومصير خيار المشاركة الذي سلكته منذ عهد مؤسسها الراحل محفوظ نحناح. كما أدرج أيضا بند لمناقشة الوضع الراهن في البلاد على الصعيدين السياسي والاجتماعي والتداعيات الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية خصوصا الأوضاع في ليبيا. ويسبق تاريخ عقد الندوة نقاش عميق يدور هذه الأيام داخل أطر وهياكل حمس القاعدية حول الخيارات الحالية للحركة، وهو ما لوحظ في عينات سبر الآراء والاستفتاءات التي باشرتها المكاتب الولائية للحركة كمكتب ولاية المسيلة التي تعد إحدى أكبر معاقل حمس وطنيا، الذي نشر استفتاء عبر موقعه الإلكتروني للوقوف على رأي القواعد النضالية في هذه الولاية من مسألة البقاء في التحالف الرئاسي أو الانسحاب منه. وإن كانت مبادرة مكتب المسيلة اجتهادا محليا، حسب تأكيد الأمين الوطني للإعلام والشؤون السياسية، محمد جمعة، الذي نفى في اتصال مع ''البلاد'' أن تكون مثل هذه الخطوات قد اتخذت بناء على قرارات مركزية، غير أنه أكد بالفعل وجود نقاش معمق داخل الحركة بخصوص عدد من الملفات بينها التحالف الرئاسي. ومن المنتظر أن تشهد ندوة الأسبوع القادم إقبالا كبيرا من قبل إطارات ومناضلي الحركة لأهمية النقاش الذي سيطرح على الطاولة خلال الأشغال التي تدوم يومين، كون هذه الندوة قد تكون الحدث الأهم في تاريخ حمس على الأقل منذ ,99 إذا ما استثنينا المؤتمر الأخير وما انجر عنه من تبعات خلافية انتهت إلى إعلان القطيعة بين الفرقاء داخل صفوف الحركة، خاصة أن المؤتمرات التي أعقبت هذه المحطة التاريخية من مسار حمس في 2003 و2008 كانت تنظيمية صرفة مما حال دون إعطاء البعد السياسي لهذه المؤتمرات حقها. وعلى هذا سيكون هذا المعطى واحدا من سلسلة التراكمات والإكراهات الكثيرة التي ستحاصر قيادات حمس في اجتماعهم نهاية الأسبوع بزرالدة، حيث سيناقشون رسميا ربما لأول مرة ملف التحالف الرئاسي وكذا موضوع المشاركة بشكل معمق سيطال جميع أبعاده وجوانبه وامتداداته، فضلا عن محاسنه وإكراهاته ومآلاته خاصة أن الحزب، حسب ما تراه القاعدة الأوسع في حمس، هو الأقل استفادة من ''مغانم'' التحالف والأكثر تحملا لمغارمه دون الشركاء الآخرين سواء في واقع التحالف أو عند الرأي العام الوطني.