والي ولاية مشهور ببدلته الرمادية ويده المغلولة التي ليس لديها الوقت الكافي لمصافحة أي كان أثناء تنقلاته التي تقوده لمعاينة مشاريع على شاكلة مشروع الطريق المهترئ بين قرية اسليم ومدينة بوسعادة، ذلك الوالي ألقى مؤخرا شعرا غير دستوري، أهان من خلاله جنسا عزز مكانته الدستور في تغييره الأخير بعدما لمّح سيادته في معلقته الشعرية إلى أن جمع الإناث ضعيف وبلا قوة ولا مكانة.. في قصف للمشككين في أنه من الخالدين وفي استهداف للأقلام الصحفية الناعقة التي تنكر عليه أنه المعجزة وأنه الطفرة والنبوغ الذي لا يحدث في ''قرن'' المسيلة مرتين، اختار والي الولاية بأن يرد على خصومه بثقيل شعري قال فيه إنه لا يبالي بجمعهم، وأنهم كلهم جمع مؤنث، في استصغار للقوم الذين تجمعوا وبقتله تحدثوا. ورغم أن سيادته يمكنه أن يقدم بلاغا رسميا إلى النائب العام يكشف من خلاله حجم مؤامرة تستهدف قتله، إلا أنه اكتفى بالشعر ليهجو جمع المؤنث غير السالم.. تزامنا وحرية ''التبعير'' الإعلامي، صدم إعلاميو المسيلة باحتفال من نوع خاص نقلهم من صنف الجمع المذكر إلى صنف الجمع المؤنث، وتم ذلك دون الحاجة إلى عمليات جراحية تغير الجنس من النقيض إلى النقيض، فقط عبر جراحة مقصها بيت شعري قاله الوالي الطبيب تم على إثرها إعادة فتح ملفات الحالة المدنية لإعادة تصحيح من كان مذكرا وأضحى مؤنثا، بقرار من والي مفدى بلغه أن قومه تآمروا عليه عبر مقال أو كلام شارع، فكان مصيرهم أن يحشروا في زمرة المؤنثين.. بعض المسؤولين ابتلعوا وهم أن الدولة مختزلة فيهم وعقلية ''لا رأي إلا ما أرى'' أنفلونزا خطيرة أصابت الكثيرين بجنون العظمة فأضحوا هم البلد وهم الأرض وهم السماء وهم قضايا القذف وشعره، ومن لم يكن جمع ''مؤثث'' لفراش السلطان، فإنه بالضرورة جمع مؤنث غير سالم.. فأينك سيدي الرئيس فقد تجاوز والي المسيلة الدستور حينما طعن في الجمع المؤنث المزكى والمحفوظة مكانته دستوريا بحكم التعديل البرلماني الأخير.