تنظم وزارة الثقافة والفنون، ابتداءً من اليوم، برنامجا ثريا بالمحاضرات والندوات التفاعلية حول التراث اللامادي بعنوان "في ذاكرة اللباس الجزائري" وذلك تحت شعار "لباسي .. ذاكرتي وثقافتي"، في إطار الأيام الوطنية للباس الجزائري التي تستمر إلى غاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر للمحافظة على التراث الثقافي اللامادي، وذلك لما يتبوؤه هذا التراث في منظومة الإرث الثقافي للأمم، من منزلة يُحتفى بها دوما، ونظرا لما يحمله من مقوّمات هويتها وتاريخها وأنساقها السوسيو ثقافية. زينة.ب وجاء في بيان للوزارة "ولئن كان التراث بخلد البعض لصيقا بالماضي، فإنه لدى البعض الآخر كيان أساسي في الذات الحيّة، كما أنه زادٌ حيوي مستمد من حياتنا اليومية الواقعية، علاوة على كونه "نفس روح لحظة الآن، وروح اللحظة التي كانت ومازالت، وروح كل تلك الأزمنة المتوارثة والمتجددة"، وأضاف "واستنادا إلى تلك المنزلة النوعية للتراث في الضمير الجمعي للأمم والشعوب والأفراد، وجب حمايته والمحافظة عليه بكل الطرق الممكنة والسُّبل المتاحة، تارة ببعثه وإحيائه، وتارة بتحفيز المبدعين والفاعلين فيه، وأخرى بتقريبه من الأجيال وتحبيبه إليهم، ويتجسد ذلك من خلال الغوص في ثناياه عن طريق البحث العلمي البناء الذي يفتق أكمام مكنوناته، مشهرا أدواته وآلياته التي تمكّنه من إجلاء خفايا هذا التراث الشديد التنوع والغني بغنى الفضاءات الجغرافية التي منحته الحياة والتجدد والجمال والبقاء. وإذا كان اللباس رافدا من روافد التراث اللامادي، ويراه الفرنسيون لا يصنع كاهنا، ويقول فيه المثل الشعبي الجزائري: "كل واش تحب والبس واش يحبوا الناس"، فإنه مع ذلك يفصح عن الانتماء الاجتماعي والقومي، ويشي بالحقبة التاريخية، كما يشير إلى الوضع المادي أو حتى الذوق، وفصول السنة، والمهنة الممارسة، والمنزلة الاجتماعية وغيرها". وتابع البيان ذاته أن هذه اللقاءات تسعى إلى تعريف التراث اللامادي وتثمينه وترقيته وإجلاء تنوعه وروافده وأشكاله مع العمل على إجلاء سُبل حمايته والمحافظة عليه من كل ما من شأنه أن يلحق به الضرر تشويها أو عبثا وجهلا، وكذا قطع الطريق على محاولة الآخر السطو عليه، ومنه -يضيف البيان- تدعو وزارة الثقافة والفنون جميع المهتمين والفاعلين في حقل التراث اللامادي، للحضور عبر الفضاء الأزرق "فيسبوك" للإسهام في تنشيط مجموعة من المحاضرات التفاعلية التي ستتناول مواضيع عالقة وشائكة تخص التراث اللامادي بدءً باللباس وانفتاحا على مواضيع أخرى في لقاءات أسبوعية تحت شعار "لباسي ذاكرتي وثقافتي"، كما تعقد الوزارة آمالها على أن تكون هذه اللقاءات ناجعة بتجسيدها لنتائج مفصلية تخص حماية التراث اللامادي ومن ضمنه اللباس الجزائري. كما نبهت الوزارة كل المهتمين بتحميل التطبيق "زووم ميتينغ". وحدد البيان برنامج المرحلة الأولى الذي ينطلق اليوم بثلاث محاضرات، الأولى حول أهمية المحافظة على التراث الثقافي اللامادي في الجزائر تلقيها الدكتورة ويزة قاليز، والمحاضرة الثانية حول اللباس التقليدي التلمساني (حرفة المجبود في صنع لباس العرس) تلقيها الدكتورة زهية بن عبد الله، والمحاضرة الثالثة تلقيها بركاهم فرحاتي، فيما سيُعلن عن البرامج الأخرى تباعا، وستكون المحاضرات الافتراضية أسبوعية ستركز في عمومها حول المحافظة على التراث الثقافي اللامادي أولى مواضيعها "اللباس الجزائري" بالإضافة إلى مهرجان ثقافي للباس الجزائري بعنوان "في ذاكرة اللباس الجزائر" بالتنسيق مع المهرجان الثقافي الوطني للباس الجزائري، وستنظم على هامشه مسابقتان تتمحوران حول "أقدم لباس تقليدي عائلي" و"تحديث اللباس التقليدي"، بالإضافة إلى إطلاق بطاقات لتوصيف اللباس الجزائري وجرده وذلك عبر مديريات الثقافة بكل الولايات.