*-نشر الوعي والتسامح بمشروع غرد للتسامح *-الجزائر قدمت نماذج في الأمن والفن والرياضة كوفيد -19 الجائحة العالمية التي طرقت باب العالم بلا استئذان، وجدته مضطربا حتما، يكاد ينزلق، يكاد يغرق، فحاولت تثبيط جميع القوى السلبية لدى الجميع وكأن الزمن توقف أو كاد وجعلت مع ذلك العالم يعيش أيضا نوعا من الضيق، غير مسبوق، الكل يترقب، الجميع يترصد ما ستطلع به الاحداث الجديدة، طلة من نور، أو غيمة من حياة، تروي عطش أرض سئمت الانتظار. "غرد للتسامح" وانهض واسعى "العيش معا في سلام"، ثنائية تسعى كل من الاماراتالمتحدةوالجزائر، من الفكرة إلى المشروع لتقديمها للعالم وتجسيدها ميدانيا. خليل عدة ويبدو أن مسعى هذا البلد الذي ينشد السلام ويشدو المحبة والوئام ينسجم مع ما عملته الجزائر وتسعى له دوما ضمن فكرة ومشروع "العيش معا في سلام" الذي صار عيدا عالميا يحتفل به كل سنة في 16 ماي من كل سنة. وفي حديثه للجزائر الجديدة يطالعنا الدكتور ياسر علي القرقاوي مدير إدارة البرامج والشراكات بوزارة التسامح الإمارتية ويكشف عن أهم البرامج والمبادرات التي تبنتها الهيئة التي ينتمي إليه من أجل نشر الوعي لدى الناشئة وجعل التسامح حالة يعيش ويتعايش معها يوميا. حديث عن مشروع الألف عمل إبداعي في مجالات التسامح والأخوة الإنسانية، عدة أصعدة مثل إنتاج الأغاني وإنتاج الكتب الأدبية وإنتاج العروض المسرحية وإنتاج سلسلة من الدورات الإبداعية. ويندرج عام التسامح ضمن سلسلة المبادرات، عام الخير، والقراءة والتسامح وتستحدث المهرجانات على غرار المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية، والقمة العالمية للتسامح، واستضافة دبي لحدث ضخم مثل إكسبو 2021، وكذا مبادرة "الحكومة حاضنة التسامح" ويأتي هذا في زمن يعرف ارتباكا كبيرا بسبب جائحة كورونا. عام التسامح محطة بارزة في رعاية الإمارات للعيش المشترك عبر العالم يحدثنا الدكتور ياسر القرقاوي في بداية حديثه عن مبادرة بلده الإمارات العربية المتحدة بخصوص "عام التسامح" فيقول: جاء عام التسامح 2019 امتدادا لعدة أعوام تكتلت فيه الجهود، فالبداية كانت بعام الابتكار، وثم عام للقراءة، بعدها عام الخير، وعام 2018 هو عام زايد (مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة)، ويتم تكليف لجان عليا من أعلى المستويات لقيادة جميع المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة لتكثيف الجهود والتركيز على المبادرات وبدعم معنوي ومادي. التسامح والتعايش والمحبة ونشر السلام، هذه قيم عربية أصيلة ورثناها من أسلافنا العرب في شبه جزيرة العرب، لذلك جاء عام التسامح امتدادا لعام الشيخ زايد – طيب الله ثراه – فهو الأب الذي وحد الإمارات العربية المتحدة في دولة واحدة وكان يركز – رحمه الله تعالى – دائما على القيم النبيلة وأهمها التسامح والتعايش مع جميع البشر، كما أن ظهور عدد كبير من المبادرات المختصة بنشر قيم السلام والمحبة في الإمارات كان كفيلا بتقديم حزمة من الأفكار الإيجابية والطاقة الرائعة لتحريك المشاعر نحو القيم النبيلة، مثل المهرجان الوطني للتسامح والأخوة الإنسانية، والقمة العالمية للتسامح، واستضافة دبي لحدث ضخم مثل إكسبو 2021، وأخيرا مبادرة (الحكومة حاضنة التسامح). الإمارات متعدد الثقافات وحاضنة لجميع الجنسيات وعن كون الامارات بلدا مستقطبا للكثير من الجنسيات عبر العالم يقول القرقاوي: نشكل نحن الإماراتيين عشرة بالمائة فقط من إجمالي سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن يزور الإمارات يعيش مباشرة في مجتمع متعدد الثقافات من الشرق والغرب، لذلك تأتي المدن المختلفة في الإمارات العربية حاضنة جميع الجنسيات والأعراق وبمختلف الألوان والديانات، فكان لزاما علينا نحن الإماراتيين حكومة وشعبا بأن نؤكد على حرية التعبير وحرية الديانات والتعايش السلمي، طبعا يأتي ذلك بما لا يتعارض مع الدين الإسلامي الحنيف والعادات والتقاليد العربية المحمودة، وبشكل تلقائي جاء تبادل الثقافات المختلفة من شتى بقاع الأرض لتختلط في تناغم جميل مع بعضها وبشكل يحفظ للإنسان حقوقه وحريته الكاملة في نطاق القوانين والتشريعات الدولية. الإماراتوالجزائر علاقات تاريخية ومشاريع السلم في العالم وعن العلاقة المتميزة التي تربط الإمارات العربية والجزائر، ضمن مسعى البلدين في نشر أفكار ومشاريع تخدم السلام في العالم، على غرار اليوم العالمي للعيش معا في سلام، التي دعت اليها الجزائر المجتمع الدولي قاطبة ومبادرة الإمارات بخصوص عام التسامح، ومسابقة غرد للتسامح يقول الدكتور القرقاوي: ان علاقة الإمارات العربية المتحدةبالجزائر (حكومة وشعبا) علاقة تاريخية طيبة وتجمعنا العديد من الصفات المشتركة، فمن لا يقدر هذا الشعب العظيم والمبدع والمكافح، إن الجزائر قدمت نماذج عديدة استفاد منها كل العالم، فهو بلد ينجب المبدعين والمتعلمين والمؤثرين في مجالات الحياة، بدءا من الاقتصاد والسياحة، والأمن والأمان، والعلم والعلوم، والفن والآداب والرياضة والثقافة، وهو دائما سبّاق إلى كل ما هو جديد ومختلف، ومن أهم الإنجازات العالمية التي نفخر بها بأن تقوم الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية باختيار 16 ماي من كل عام، ليحتفل بها كل العالم للعيش في سلام ورقي وتعايش بين الأمم، فهي أحد الإنجازات التي ترفع لها القبعة احتراما وتقديرا وفخرا. فكما أسلفنا الذكر بأن هناك العديد من الروابط المشتركة بيننا، وما نقدمه بين الفترة والأخرى من مسابقات وبرامج وشراكات هي فقط ترجمة عملية لتلك العناوين الكبيرة التي نروج من خلالها مفاتيح التعايش السلمي بين البشر. التعاطف والحوار وتقبل الآخر قوى ناعمة لنشر التسامح ذكر القرقاوي في حديثه أيضا أن القيم تعد القوى الناعمة التي من خلالها يكون الشخص فينا أكثر إنسانية، وللوصول لفهم ما يدور حولنا، نحتاج إلى مجموعة من المفاتيح للعقل، من أهمها التعاطف والحوار وتقبل الآخر وغيرها، فهذه المفاتيح لمجالات مهمة في التأثير على غالبية البشر، ومن أهم هذه المجالات هو التعليم والتركيز على النشء، كما أن الإعلام والفنون مجالان يغيران الكثير من القوالب الفكرية التي تحجرت على مدى عقود من الطاقة السلبية مهما كان مصدرها، لذلك يتوجب علينا جميعا بأن نضافر الجهود ونركز على الإنجازات والتغييرات لبناء أوطاننا . عادات الشعوب ودورها في تعزيز قيم الضيف والغريب يؤكد القرقاوي أنه وبكل بساطة، أنّ الطهي وفن المطبخ ثقافة وجزء من عادات وتقاليد الشعوب، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، قيمة القهوة في كل العالم تدل على الترحيب بالصديق أو بالضيف أو بالغريب أو الزائر، وهي قيمة يتوجب بأن نعززها في الأجيال، فما بالنا لو تحدثنا عن قيمة الخبز أو الرز أو غيرها التي يجمع أغلب البشر في العالم على الأخلاق الحميدة. برامج وملتقيات إفتراضية لتثبيت القيم الإيجابية لدى الناشئة أكد من جهة أخرى محدثنا أن الهيئة التي ينتمي إليها تقوم حاليا بالتركيز على الألعاب الإلكترونية في جميع العالم وفعلا بدأنا بذلك، وتنظيم البطولات الرياضية، وأخذ نماذج مشهورة وطيبة السمعة من الرياضيين وغيرهم من المؤثرين في مجال التواصل الاجتماعي وتقديم مجموعة كبيرة من المخيمات الصيفية والشتوية وغيرها، واليوم تأتي الملتقيات الافتراضية بينهم، ونقدم سلسلة من الدورات والورش في الجامعات والكليات والمعاهد .. والحديث في ذلك يطول. المسابقات والمهرجانات لتعزيز التسامح ونبذ العنصرية وحول عديد المبادرات التي تصب في مسعى التقارب ذكر القرقاوي أن المعهد الدولي للتسامح والتابع للأمم المتحدة ومقره في إمارة دبي، يقوم بتنظيم جائزة دولية عالمية للتسامح، وفي وزارة التسامح أطلقت مجموعة من المسابقات والجوائز والمهرجانات والتظاهرات الثقافية والعلمية والفكرية والرياضية لتعزيز قيم التسامح ونبذ العنصرية والكراهية وغيرها من الصفات الغير حميدة للبشر، وسنستمر في تجديد المسابقات في جميع الميادين. الإعلان عن نتائج مسابقة غرد للتسامح ستعلن لاحقا وحول التفاصيل المتعلقة بمسابقة "غرد للتسامح" وشروطها وتوقيتها ونتائجها، يقول القرقاوي أنه تم إطلاق هذه المبادرة الواعدة من قبل وزير التسامح، الشيخ نهيان بن مبارك، غرة شهر جويلية 2020 مسابقة لتكون منصة لكافة أبناء الوطن العربي، للتعبير عن آرائهم وأفكارهم حول التعايش السلمي والتسامح والأخوة الإنسانية واحترام الآخرين وتقبل الاختلاف، ونبذ كافة أشكال التطرف والتعصب والعنف، وذلك بالتعاون بين وزارة التسامح ومركز الشباب العربي بأبوظبي ومكتب تويتر – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد انتهى موعد المشاركة فقط التي كانت لمدة أسبوعين من تاريخ الانتهاء، أي كان آخر يوم بتاريخ 14 يوليو 2020 وحاليا في مرحلة التحكيم للإعلان عن الفائزين، ويقوم مكتب تويتر الموجود في الإمارات العربية المتحدة بمهمة اختيار الفائزين للإعلان عنهم في أقرب وقت إن شاء الله. مشروع ألف عمل إبداعي لتعزيز القيم النبيلة وحول مشروع الألف عمل إبداعي في مجالات التسامح والاخوة الانسانية يجيب ياسر القرقاوي قائلا "هو مشروع ثقافي تم إطلاقه في عام 2018 يهدف إلى إثراء المحتوى المعرفي في مجال التسامح، باللغة العربية أو اللغة الإنكليزية أو حتى الفرنسية والأوردو وغيرها من اللغات، لتعزيز القيم النبيلة بشكل يقبل عليه الجميع بمحبة وتآلف وانسجام، فلدينا عدة أصعدة مثل إنتاج الأغاني وإنتاج الكتب الأدبية وإنتاج العروض المسرحية وإنتاج سلسلة من الدورات الإبداعية في هذا الجانب". بعد كوفيد -19 عالم جديد سيجمعنا ويوحدنا وحول مصير الانسان والانسانية جراء جائحة كورونا، وتوقعاته لمستقبل بني البشر، بعيدا عن تباين التوجهات وتعدد الثقافات التي هي ثراء وكذا القناعات، وتوقف الزمن يجيب القرقاوي فيقول"كوفيد 19 قلب الموازين للألفية الثانية، فصارت التقنيات الحديثة هي سيدة الموقف، وأصبح البشر يفكرون في المصير المشترك، فما يصيب الإنسان في أقصى الصين، يتأثر به الإنسان في القارة الأمريكية، طبعا نحن على أعتاب فلسفة جديدة لعالم جديد يجمعنا ولا يفرقنا، يوحدنا ويقربنا من بعضنا وإلا لأصبحنا من المتخلفين البعيدين عن ركب الحضارة الإنسانية، فمرحلة ما قبل كورونا انتهت ويتوجب علينا احترام الإنسان والتقارب سواء بشكل فيزيائي أو إلكتروني أو افتراضي، وهذه الأسواق العالمية تصحح مسارات العمل الخاصة بها نحو الانفتاح، شئنا أم أبينا".