بطل عالمي في إنتظار مسكن يأويه

بوعافية أمين (رفع الأثقال)

أنجبت ولاية عين تموشنت ، بطلا على غرار العديد من أبطال العالم المتألقين في مختلف المجالات في الحياة خاصة المجال الرياضي ، حيث إستطاع البروز في رياضة تحتاج للكثير من الصبر ، و تحمل المعاناة ، ورغم نقص الإمكانيات المادية المتاحة له تمكن من لفت الأنظار ، من خلال الألقاب الوطنية العديدة التي حصدها في بداية مشواره و التي جعلته ينضم للفريق الوطني لرفع الأثقال ، ومن هنا بدأ في التدحرج شيئا فشيئا ، و دخول العالمية ، من أبوابها الواسعة فقد حقق لقبا عربيا ، ثم إفريقيا ، ثم المرتبة الثالثة عالميا ، ولازال يحافظ على لياقته البدنية و لقبه و إنجازه ،و يجري تحضيرات مكثفة للمشاركة في البطولة الإفريقية التي ستقام من 15 إلى 18 بالمغرب الشقيق حيث يطمح للحفاظ على لقبه الإفريقي كبطل إفريقيا في رياضية الحمل بالقوة للمرة الرابعة على التوالي كما يسعى للتحضير للمشاركة في البطولة العالمية لرفع الأثقال التي ستكون بداية من 08 إلى 13 نوفمبر و التي ستجري بدولة التشيك ، و يحاول فيها الإرتقاء من المرتبة الثالثة عالميا إلى المرتبة الثانية ، ولم لا؟ الأولى عالميا ، ليتوج بطلا عالميا في هذه الرياضة لأول مرة، لكن يبقى هذا البطل يعاني من التهميش بولاية عين تموشنت التي تنكرت لأبنائها حيث لم تشفع له إنجازاته القارية والدولية حين رفع العلم الوطني عاليا في أكبر المحافل العالمية في رياضة الحمل بالقوة أين تمكن وفي ظرف قصير من تجاوز كل المراحل و المحطات ،ليجد نفسه بعد كل هذا بدون مسكن يؤويه هو وعائلته الصغيرة ..إنه البطل العالمي بوعافية محمد أمين القاطن ببلدية سيدي ابن عدة بعين تموشنت والذي فضل أن يوجه صرخته ونداءه للسلطات المحلية بعين تموشنت ، حيث حظي مؤخرا بإستقبال حار من طرف السيدة والي الولاية زرهوني يمنية التي وعدته بإيجاد حل لمشكلته و توفير سكن لائق له و منحه كل ما يحتاجه من أجل التحضير الجيد للبطولة العالمية و تشريف الجزائر وولاية عين تموشنت خاصة .
طفولة صعبة جعلت منه بطلا كبيرا
ولد بوعافية أمين من أجل أن يكون بطلا متوجا بالعديد من الألقاب ويلفت حوله كل الأنظار عبر أقطار المعمورة ، كل من يعرفه يحبّه لطيبة قلبه و أخلاقه العالية ، متدين و ملتزم لأقصى الحدود و يعتبر مثالا وقدوة مميزة للأجيال من عشاق هذه الرياضة التي تلقى إقبالا كبيرا في فصل الصيف خاصة ،إنه رياضي من الطراز الرفيع يفجر طاقاته في المنافسات و ليس على الرمال عبر الشواطئ مثلما يرغب فيه الكثير من الشباب من أقرانه ، يقول أن فرحته تكبر كلما يعلو و يرفرف علم الجزائر بمختلف البلدان متميز جدا ،عرف كيف يعتلي الصدارة في مختلف المنافسات فهو من مواليد 15 ديسمبر 1976 بوهران عاش و ترعرع في حي اللوز بوهران درس هناك إلى غاية المرحلة النهائية من الطور الثانوي حيث خسر شهادة البكالوريا ، كان يمارس في البداية رياضة كرة القدم في فريق جمعية وهران مع الفئات الصغرى في منصب حارس مرمى ، وكان ينتظر أن يكون له المستقبل الكبير في حراسة المرمى ، لكنه غيّر الوجهة نحو رياضة السباحة ، حيث تألق و تحصل على ألقاب جهوية عديدة ، ليفتح المجال في إحدى قاعات كمال الأجسام في التسعينيات بوهران أين كانت بداية مشواره مع رياضة كمال الأجسام قبل أن يتوجه إلى الحمل بالقوة ، وبدأت رحلته ، تزوج بعد أن تنقل للعيش ببلدية سيدي بن عدة بعين تموشنت ، حيث فتح قاعة لرياضة كمال الأجسام و أسس فريق كمال الأجسام تابع لفريق إتحاد سيدي بن عدة ، برز على يديه العديد من الرياضيين و بقي يقطن بهذه البلدية بدوار الشافع بالضبط ببلدية سيدي ابن عدة بولاية عين تموشنت , فأمين قد أحب رياضة الحمل بالقوة منذ صغره، حيث اكتشف هذه الرياضة وزاد تعلقه بهذه اللعبة ذات الشعبية الواسعة حاليا عبر التراب الوطني ليبدأ مشاركته الولائية والتي حصد من خلالها كل الألقاب لجميع الأصناف ثم جاء الدور على المنافسة الجهوية والتي منها بدأ إسم بوعافية في الظهور والانتشار فسيطر على اللقب الجهوي بمرتبة أولى منذ 2005 ولغاية هذا الزمن وحتى من خلال مشاركته الوطنية فبوعافية لم يخيب وظهوره كان على أحسن وجه ومثل الولاية في أول بطولة وطنية خاضها سنة 2005 وختمها بمرتبة ثالثة ليحسن بعد ذلك نتائجه على المستوى الوطني بنيله للقب الوطني منذ 2066، ولخمس مرات متتالية وحتى وصل لتحطيم كل الأرقام الوطنية في مختلف التخصصات.
لقب في أول مشاركة وطنية
هذه النتائج الباهرة سمحت له بتلقي أول استدعاء للنخبة الوطنية ويبدأ مسيرته الموفقة مع التمثيل الوطني حيث إفتك وفي أول مشاركة دولية كانت بالبطولة العربية مرتبة ثالثة بليبيا عام 2007 ليعاود الكرة وفي البطولة نفسها وهذه المرة بلبنان ولكن بمرتبة أولى وبتحطيم الرقم العربي، وحتى إفريقيا حيث لم يستسلم وكسر الحاجز بمركز أول عام 2009 بجنوب إفريقيا وفي الشهر الماضي بالجزائر وضمن نفس البطولة نال اللقب الإفريقي لرياضة رفع الأثقال كل هذه الألقاب العربية والإفريقية أهلته لينال شرف المشاركة بالبطولة العالمية لأول مرة وأمام ألمع النجوم العالميين في مقدمتهم الروسيين، الأمريكان ولكن بوعافية تحدى الجميع وإرادته كانت من ذهب ليفتك الصف الثالث عالميا بالهند عام 2009 وبجنوب إفريقيا مؤخرا حافظ عن مركزه بالرغم من المستوى العالي الذي عرفته البطولة العالمية الأخيرة بجنوب إفريقيا، حيث شاركت حوالي 36 دولة بنجوم عالميين إلا أن أمين وفق في تخطي الصعاب وكتب اسمه بأحرف من ذهب. ولكن على الجميع أن يقف بجانب هذا البطل العالمي الذي يعاني في صمت مادام أن ظروفه الاجتماعية قاسية للغاية وبطلنا العالمي المقيم ببلدية سيدي ابن عدة يفتقد للاهتمام والرعاية المعنوية وحتى أن تكريمه بعد مشاركته المشرفة في الحدث العالمي لم تتم أصلا من قبل المهتمين بشؤون الرياضة بولاية عين تموشنت ومازاد من معاناة هذا الاسم اللامع في رياضة الحمل بالقوة افتقاده لمسكن لائق حيث يقبع مع عائلته الصغير بحي قصديري و بناء هش يفتقد لأدنى متطلبات الحياة لأنه فضل التضحية من أجل تحقيق البطولات و الألقاب للجزائر ، حيث لم تسو وضعيته بعد فيما يخص هذه القضية ، كما أكد بوعافية أمين أنني أنتظر التفاتة المسؤولين وطموحي كبير للتألق وعن تألقه في مختلف البطولات التي شارك فيها بوعافية أوضح بأنه تعب كثيرا من أجل الوصول للعالمية و تمثيل الجزائر أحسن تمثيل ، حيث أكد حبه لهذه الرياضة التي أعطته حب الآخرين ومنحته الاحترام موضحا بأنه عازم كل العزم على مواصلة التألق بخطى ثابتة لخطف تتويجات أخرى، وأعتبر بوعافية بأنه بحاجة للمساعدة والمساندة من كل المستويات للمضي نحو الأمام خاصة من الناحية الاجتماعية لإزالة عنه التفكير في مثل هذه الأمور التي أثرت نوعا ما عن مشواره الرياضي، موضحا بأنه لن يفشل مهما كان الحال وهمه الوحيد تشريف الألوان الوطنية وكذا رفع أسهم ولاية عين تموشنت قائلا بأنه يفتخر لما يفتك ميدالية في أية مشاركة مساهما في رفع علم الجزائر مطالبا في ختام حديثه بضرورة الوقوف بجانبه وأنه مستعد لخدمة وتطوير هذه الرياضية وكذا مساعدة عشاق هذا النوع من الرياضة
المدرب الوطني مساور سيد أحمد
» بوعافية بطل كبير و يمكنه الذهاب بعيدا «
أكد مدرب النخبة الوطنية لرياضة رفع الأثقال السيد " مساور سيد أحمد " أن بوعافية أمين بطل حقيقي له إرادة كبيرة و طموح عال يمكنه الذهاب بعيدا إذ توفرت لديه الإمكانيات اللازمة ، و يعتبر قيمة ثابتة داخل التشكيلة الوطنية و التي قدم من خلال إنضمامه للنخبة الوطنية الكثير من الألقاب وفي مختلف الأوزان وكذا التخصصات و هو من ألمع الرياضيين في الحمل بالقوة على المستوى العالمي الكل يحبه و يعرفه نظرا لأخلاقه و آدابه ، وأن تواجده بالمنتخب الوطني لم يأت صدفة بل نتيجة مجهودات وإمكانات فنية وبدنية معتبرة أهلته لكي يكون من بين أحسن الرياضيين في الجزائر مؤكدا بأن كفاءته صنعت الفارق ومنحته مكانة ضمن النخبة الوطنية، وبأنه يستحق المزيد من الإهتمام و التقدير من أجل المزيد من العطاء و تمثيل الجزائر أحسن تمثيل .