والصُّبح إذا تنفَّسْ...

من شامخة الأوراس نما الوردُ فوّاحًا بدماء الشّمسْ...
عاصفةُ تشرينَ الأوّل ، بندقية صيد ، وإلياذةُ فتحٍ قدسيّهْ...
رصاصةُ قهرٍ للويلات وللخيبات وللظّلمات ، وبوحُ زنادْ...
أسرابُ حمائمَ طاهرةٍ ، صاعدةٌ نحو الخلد، كفوج خُزامى ...
وحيٌ من رحم الكسر أن انتصري ، فانبلجَ الفجرُ أن ابتصرِي،درب الهويّة والنّصر ، وسيوفَ البطل المعتصم ...
واحتضن الشعبُ بثورته ، أنداءَ الغضب على السّوسنْ، وأريج الصُبح إذا أسفرْ ، وهُتاف الغيم ان اعتصرِ...
- مليونان من الصُّعداءْ ، أحرارٌ كبساط الرّيح ، كفوّهة الأُفق المتعالْ...
وكتائبُ عزّ سامقةٍ، وجفونٌ لم تبرحْ أرقًا ، وسواعدُ منهكةُ الحالْ...
أفضَوا لفرنسا أن تنسى ، أرضَ الحريّة والشّرف ، وتراب النّخوة والإقدامْ...
مطلعُ نوفمبرْ ...
منتصفُ اللّيلْ ، الأسودُ يجثُمُ مُرهقًا على مداشر الجبالْ، بيانٌ قدسي معلّقٌ فوق قارعة القلوب ، وصوتُ رصاصْ...
عميروشُ ألجمَ ديغولَ بردعةً من جزعْ...
وقامَ المهيديُّ يهدي لبيجارَ شالَ الفزعْ...
وأملَوا إلى روح جمعية العلماء بأن تستبيح دماء البدعْ...
ففَارَ الجهادُ كتنّور نوحٍ ، كطيرٍ أبابيلَ ترمي جيوشَ الخراب بروح الوطنْ...
وزيتونةٍ من جبال الأمازيغ تغزلُ جيدَ الكلام بصوت الحِمى لانتظار الرّبيعْ...
ولحنُ الصَّبا من شواهق تاغيتَ يغمرُ عمق الأثير بقيثارة من ترابٍ وديعْ...
فدوَّى بصوت الحياة على ماتبقّى من الذلّ في جسد المستبدِّ، فأردى صريعْ...
جزائرنا من وصالٍ متين...
من اللاّزوَرْدِ الموشّح بالأطلسِ، من الفخر في ذكريات السّنين...
من النّرجس المُنتقى من حقول الأنين..
من الطّهر في خلوات الجنين...
من القمحِ والبرتقالْ، وصوت المدافعِ والصارخين...
ودمدمَ صوتُ الكفاح جهورًا بأصداح من قد أراقُوا من الورد لونَ الدّماءْ...
وغارتْ غصونُ الصّنوبر من مفردات البسالة في معجم الشّعب ذاتَ إباءْ...
وراحتْ طيورُ السّنونو تشدُوا بشارةَ نصرٍ ، وأمُّ الشهيد تُغازلُ باب السّماء بزغرودةٍ من عناءْ...
فأجهشَ غيمُ الصّوارمِ يذرفُ بارود حقدٍ لآخر شرذمةٍ من جنود الجلاءْ...
سلامٌ سلامْ...
إلى مجدِ ديدوشْ ، إلى ياسمينَ الهويّة في خصلاتِ حسيبهْ...
إلى وطنٍ قُرمزيّ الشّوارعْ، إلى ثورة في ضلالٍ حبيبهْ...
إلى صرخاتِ زبانه المهيبهْ...
إلى نجمةٍ وهلالْ، عشيقين في ساحة الرّاية القدسيّهْ...
إلى مطلع الفجر في فجوةٍ من خطوبٍ رهيبهْ...
إليكُم أزفُ قصيدَ افتخاري إليكمْ...
إليكمْ أحنُّ ، إليكُمْ أسيرُ بحلمٍ ، وذكرى لهيبهْ..