فضل الموسيقار قويدر بركان أن يكشف في مداخلته، عن الهم الذي ظل يحمله بخصوص الأغنية الوهرانية، منذ إلتحاقه بالجوق الموسيقي للإذاعة و التلفزيون، و التحدث عن ما أسماه بالبنية التحتية للأغنية الوهرانية، و المتمثلة في الموسيقيين الكبار، الذين ساهموا في تأسيس هذا الطابع، و لم ينالوا حقهم من الشهرة رغم أهمية ما قدموه للموسيقى الوهرانية، هناك إجحاف يقول قويدر بركان، في حق أناس قدموا خدمات كبيرة و جليلة للأغنية الوهرانية، على غرار عازف الكمان الكبير الراحل عمامرة بن ذهيبة، و بن تبنة محمد الذي كان بمثابة العمود الفقرى للجوق الموسيقي لوهران، و الإخوة سرور الذين شكلوا النواة التي ارتكز عليها بلاوي الهواري في إستحداث موسيقاه، مشيرا هنا إلى أن التكريمات باتت مسيسة اليوم، و رهينة الأسماء المشهورة و المعروفة على المستوى الوطني، على غرار الأستاذين الكبيرين الراحلين بلاوي الهواري و أحمد وهبي، و هنا تساءل قويدر بركان قائلا " لماذا لا نكرم كنيش عتو، الذي يعتبر من أحسن عازفي العود في المغرب العربي و مات مجهولا، و بن تبنة محمد و رحال زوبير و غربال عبد الله، عباس زكاري و الموسيقار حجوطي بوعلام، الذي كان رئيس جوق بلاوي الهواري، و عازف القانون مرغوم الهواري و غيرهم من الموسيقيين، الذين ساهموا في إيصال الأغنية الوهرانية إلى العالمية، مضيفا أن هذا الطابع الفني الذي انبعث من أنغام "القصبة"، لا يقتصر على المؤدي فحسب، بل هو عمل جماعي متكامل، فهناك من تأثر بطبوع مويسقية أخرى و أدخلها على الموسيقى الوهرانية، على غرار أحمد وهبي الذي تأثر بالموسيقى الشرقية، و هناك من ظل متمسكا بالأصل، و نزعه من عباءته و وشحه بوشاح عصري، كما فعل الراحل بلاوي الهواري، الذي تعايش بذكاء مع الكثير من الموسيقيين اليهود و غيرهم ممن كانوا ذات يوم في وهران، مشيرا هنا، إلى أن الموسيقى الوهرانية فقدت اليوم الكثير من خصوصيتها، في ظل إعتماد التدريس، مؤكدا في هذا السياق أن الموسيقى العربية لا تدرس.