اتصلت بي صديقتي هذا الصباح طلبت مني أن أكتب مقالا بريئا عن أغنية الراي.. بالأمس فقط كنا ثلاثتنا نمشط خراباتنا بغل كبير غرفة بحجم علبة الكبريت محفوفة بصور حسني وأشرطته القديمة حزن وارف يسع كل شيء حتى أسرارنا الخفية التي لا نبوح بها لظلا لنا المتلونة وبنفس الحشرجة تردد ثالثتنا أستغفر الله مازلت مراهقة أيتها العجوز... المصيبة أنني أريد أن أفصح لهما عن كوابيسي ...ولا أستطيع كل ليلة تخرج من رأسي جثة الخشاقجي مقطعة ثم تختفي في رمش الغموض الذي يحفنا أين يذهب الموتى المشاهير .؟..في خضم نزيف من الأسئلة الوقحة التي تلقي بنا في قاع الخلفيات والمجاهيل.. بالكاد أتنفس ما يحدث أهرول بسرعة بطيئة كأسلوب نجاة من معصية الفرح الذي قد ينتابني وأنا أوقع كتابي الجديد أتشارك قهوة ساخنة مع من أحب ...و أنا أعيد تأثيث أحلامي الكاذبة بمبررات سخيفة سخيفة جدا .. أين يمكنني أن أدفن رأسي الآن ؟ الجثة تلاحقني كل ليلة .مقطعة وبلا ملامح ..ربما لأنني شريكة العالم في أحزانه المزيفة والمفتعلة .. وأين يمكنني أن أرجم الإنسان النذل الذي لا يتحرك وهو يواكب جنائز الأطفال في كل بقعة من رأسي اللعين مازلت أفكر في حسني المسكين ترك الكثير لصديقتي لتتشبث به ذاكرة زاخرة بالدماء... وأنا أتبع صوتي الدفين كم جثة ستلاحقني ...طوال رحلة البحث عن الإنسان ..