في البالكونة
أفكّر كيف أحوّل سطل الماء هذا
إلى أصيص
لأزرع فيه وجه أمّي
أمّي الّتي دفنتها قبل ساعة
أمّي الّتي رآها الجميع تسقي الوقت غير المسموح به
بدمعتي
أمّي الّتي خرجت توًّا من جرف الماء خجلى
حتّى لا تبخس الغيمة حقّها
حتّى لا يسرح البعوض
على جثث (...)
وثالثنا الصمت
المدينة كانت وحيدة أيضا
نطمئن على الموتى
الذين لا يعودون أبدا
أمسكت يدي جيدااا
حتى لا نضيع منا
وبين أصابعنا أسئلة من جمر
كل يوم نزور المتحف
حديقة الحيوانات الحامة
قاعة السينما
نتسكع في سوق لعقيبة ومارشي ثناش
نجلس في أقرب مقهى من (...)
اتصلت بي صديقتي هذا الصباح طلبت مني أن أكتب مقالا بريئا عن أغنية الراي.. بالأمس فقط كنا ثلاثتنا نمشط خراباتنا بغل كبير غرفة بحجم علبة الكبريت محفوفة بصور حسني وأشرطته القديمة حزن وارف يسع كل شيء حتى أسرارنا الخفية التي لا نبوح بها لظلا لنا المتلونة (...)
كنت أرتب الأغاني للبجعات وأخبئ في حوصلة السماء أقمارا تشبه الأحلام الخفيفة
التي كنا نتناولها في طريقنا إلى الضوء
كم أفتقد شمس الثلاثاء ...قالت أمه للريح ...
لماذا نسيت أن تقول للحياة صباح الخير
وأنت تحلق خاليا من النجاة...
قالت أمه للرماد
في (...)
عندما ولدت
منعتني أمي من البكاء
وضعت لهاية في فمي
وأخرى في دمي
وعلمتني أن أرفع رأسي للأسفل
لأنها تخشى أن أقتل
كبرت مطيعا لا أسأل
علمتني أمي التهذيب
وكل فنون التعذيب
لأنها تخشى أن أسجن
كبرت حزينا لا أحزن
علمتني أمي التصفيق
وأن أهرب من كل صديق
ولأنها (...)