- غوركيف الرجل المناسب للكرة الجزائرية وسنساند بلماضي في الرهانات القادمة - التكوين أصبح مطلبا رئيسيا إذا أردنا إعادة الإعتبار لكرتنا - خروج الأندية الغربية عن تقاليدها أفقدها مكانتها في خارطة الكرة الجزائرية - قضية عوار صراع إقتصادي بين الفاف والإتحاد الفرنسي أكد سعيد حدوش الخبير لدى الإتحاد البلجيكي لكرة القدم في شؤون كرة القدم أن الكرة الجزائرية بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة لسياسة التكوين والتأطير على مستوى الأندية وفرق الجزائرية خصوصًا تلك التي لها صيت في التكوين على المستوى الوطني، معتبرًا خطوة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم بإنشاء أربعة مراكز تكوين على المستوى الوطني بالخطوة الإيجابية، وأضاف حدوش في حواره مع جريدة الجمهورية على هامش اليوم التكويني الذي أشرفت عليه وكالة «Kuma» الخاصة برقمنة التحليل الرياضي نهاية الأسبوع المنصرم، أن الكرة الجزائرية بحاجة للإمكانيات المادية والبنى التحتية للوقوف مجددًا، مستدلاً بنقص فادح في المرافق على مستوى ولاية وهران والتي تعرف نفس الملاعب منذ 40 سنة، كما أبدى سعيد حدوش رأيه في العديد من النقاط على غرار تلك المتعلقة بالأسباب الخحقيقية وراء إستقالته من المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية في عهد روراوة، بالإضافة إلى الصراع القائم على اللاعب حسان عوار بين الفاف ونظيرتها الفرنسية، كما أكد ان الجزائر خسرت كثيرًا بإقالة المدرب كريستيان كورغوف الذي إعتبره الأحسن والمناسب للكرة الجزائرية مقارنة بباقي المدربين الذين توافدوا على العارضة الفنية للخضر، وكذا نظرته للعمل الذي يقوم به جمال بلماضي، وكذا الرهان الذي ينتظره رفقة رفقاء الحارس رايس وهاب مبولحي في منافسة كأس أمم إفريقيا بمصر وأيضًا مشوار تصفيات مونديال قطر 2022، ونقاط أخرى جاءت في هذا الحوار الشيق... @ أولا ما تعليقكم على مبادرة «Kuma» حول الإعتماد على الرقمنة في التحليل الرياضي؟ ^ قبل الحديث عن مبادرة «Kuma» يجب توضيح للقارئ معنى التحليل الرياضي بالرقمة، فهذه الأخيرة هي وسيلة علمية بالتكنولوجية ووسيلة لإستخلاص المعلومات وتوضيح للجمهور الرياضي بتحليل شامل ومفصل وذلك بإستعمال التكنولوجيا، حيث يمكن بهذه التقنية تحليل المستوى التقني والفني لأي رياضي خلال المنافسة، ونحن بدأنا برياضة كرة القدم التي تعرف ثورة كبيرة في المجال العلمي، سيما وأنه بعد سنتين سيتم إدراج هذه التقنية في شتى المنافسات على غرار مونديال قطر 2022، أين ستعتمد معظم استوديوهات على التحليل بالرقمنة، ووكالة «Kuma» أرادت البدء من الجزائر حيث ستقوم بتكوين الصحفيين في المجال الرياضي واللاعبين الدوليين على خاصية التحليل بالرقمنة وذلك لمواكبة العالمية وهي أول تجربة في إفريقيا والدول العربية، بدأنا التجربة في العاصمة ونريد فتح مدارس تكوين هنا بوهران ثم نتنقل إلى الشرق والجنوب لتعميم هذه التجربة على المستوى الوطني لتحض الجزائر بهذا النوع من الإختصاص الذي يعرف تأخرًا حتى في فرنسا مقارنة ببلجيكا وإنجلترا. @ كنتم على رأس المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية في عهد روراوة، ولكنه لظروف عائلية غادرتم، إلا أن الأصداء تتكلم عن امور أخرى ؟ ^ لا الحقيقة أنني غادرت بسبب مرض زوجتي التي كانت في حالة حرجة وهو ما جعلني أغادر مباشرة وقد أعلمت الفاف بظروفي آنذاك ولم تكن لدى أي خلافات مع الإتحادية الجزائرية لكرة اليد، وقد قمت بعمل كبير حينها رفقة مجموعة شباب حول منهجية التكوين المتواصل للمنتخبات السنية في المجال التكتيكي والفني، لكن ظروفي لم تسمح لي بمواصلة عملي وحتى أعلمك أنه من بين أحد أعضاء المجموعة التي كنت أعمل معها يتقلد منصب خبير في الإتحادية الكندية لكرة القدم، وهذا في حد ذاته إنجاز ... @ اليوم تعرف الكرة الجزائرية إنهيارًا كبيرا خصوصًا تلك التي كانت تعرف بالتكوين مثل إتحاد وهران ولازمو وبلعباس وحتى الحمري الذي أصبح يستعين بلاعبين من فرق أخرى؟ ^ المشكل أعمق من تكوين لاعبين فقط، فالجانب التسييري له أبضًا أكبر جزء من المسؤولية حيث يحتاج مؤطري هذه الفريق إلى تكوين خاص وإلى أبناء النادي، في السابق كان هناك لاعبون ومسيرين من أبناء الحي يتقمصون ألوان فريقهم وهو ما يلخص الحرارة التي كان يتمتع بها اللاعب الجزائري في السابق بالبطولة الوطنية، اليوم إختلطت الأمور وأصبح كل من هب ودب بتقمص دور مسير أو مدرب دون تكوين مسبق، وأنظر إلى النتيجة فرق إندثرت ولم يعد لها وجود وأخرى تنازلت عن مبادئها ولم تعد تنتج لاعبين في المستوى، فالرضوخ لضغط الشارع وتقديم وعود غير مدروسة ساهم بأن يؤول الحال لما هو عليه الآن، فريق مثل مولودية وهران والجمعية قامة في التكوين سنوات السبعينات والثمانيات، حتى مديوني وهران ووداد تلمسان وأندية عريقة أخرى مثل بلعباس أيضًا، اليوم أصبح هناك معنى للتخطيط المنهج على المديين المتوسط والبعيد، فمفهوم الشركة الرياضية يتربع على هدفين أساسيين الأول هو صناعة اللاعبين الذين يعتبرون منتوج الشركات الريضية، ثم صناعة لعب حتى يتم الترويج له اعلامية ليصبح أيضًا مصدر مادي، وهو ما لا يتوفر في الوقت الراهن لأن الإشكال كما قلت لك في البداية غياب التكوين الممنهج للمؤطرين سواء مسيرين او مدربين. @ كيف ترى مستقبل الكرة الجزائرية وبوجه الخصوص الرهانات التي تنتظر المنتخب الوطني؟ ^ لو سألتني عن رأي الشخصي فأنا أعتبر التقني الفرنسي كريستيان كورغوف المدرب الأنسب للمنتخب الجزائري، ولو تسألني لماذا فأنا أقول لك لأنه يطبق أبجديات الكرة الحديثة وتكتيك الذي تمكن بهم نخب كرواتياوفرنسا من وصول إلى نهائي مونديال روسيا، وحتى منتخب الدب الروسي تمكن من إدراك ربع النهائي، وغوركوف يعتبر ممن يملكون فلسفة اللاعب الجماعية في الهجوم والدفاع بإعتماده على منهجية التكتل بما يسمى بتكتيك «Zone»، أما فيما يخص خيار الناخب الوطني جمال بلماضي فلا يمكنني الحكم عليه لأنه بحاجة إلى وقت حتى يمكن إستخلاص إن كان خيارًا الأصلح للخضر، نحن مطالبون بمساندته حتى يدرك أهدافه والبداية ستكون بمنافسة كأس أمم إفريقيا المزمع إجراؤها بمصر، أنا لا أملك التفاصيل لأقيم عمله لكني أدرك بأنه يملك الكفاءات المناسبة لقيام بعمل ما، ونتمنى له حظ موفق فتأكد اننا جميع خلف جمال بلماضي. @ في الختام نود معرفة رأيك حول الصراع القائم بين الإتحاد الجزائري والفرنسي حول اللاعب حسان عوار، هل هو صراع رياضي أو سياسي؟ ^ حتى تدرك أن هذا الصراع قائم منذ عهد الإستعمار فقد سبق وأن كان هناك لاعبون جزائريون إختاروا تمثيل الراية الجزائرية رغم العروض المغرية للإتحاد الفرنسي مثل دحلب وزيتوني وأسماء كثيرة وظل هذا الصراع متواصلاً لغاية اليوم، لكنه تغير وأصبح صراع إقتصادي، فقضية عوار مثلاً فالجانب الفرنسي يراه إستثمار مادي ورئيس أولمبيك مرسيليا ولاص لا يريد أن يتقمص منتوجه الألوان الوطنية لجني أموال كثيرة من وراء تحويله إلى فرق كبيرة خصوصًا في حالة تقمصه ألوان منتخب الديكة، والجزائر تريد إستثماره كمنتوج لصناعة اللعب والإستثمار في الدعاية الإعلامية، وأظن أن اللاعب يمكنه تقديم الكثير للخضر سيما وأنه صغير في السن ويمكن وضعه كمشروع لترسيم الأهداف المستقبلية فالمنتخب الوطني بحاجة لأسماء جديدة شابة لكسب الإستمرارية.