فرضت جائحة كورونا منطقها وحتمت على العائلات العباسية التزام بيوتهم والامتناع عن الخروج إلا في حالات الضرورة مما أثر على حرية تنقلاتهم و قيد تحركاتهم،كما اخلط هذا الوباء الذي تفشى في دول عديدة من العالم حسابات و أوراق عديد العائلات التي كانت تخطط لعدة مشاريع خلال العطلة الربيعية التي يقضيها سكان ولاية سيدي بلعباس بالحجر الصحي شأنهم شان كل الجزائريين. عائلة داود إحدى العائلات العباسية التي دخلت الحجر الصحي طواعية التزاما منها بأن تحمي نفسها من فيروس كورونا إيمانا منها بأنه إجراء وقائي وأساسي مهم يجب القيام به من طرف كل مواطن متحضر و واعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كونه مساهم أساسي في نجاح المجهودات لمكافحة هذا الوباء الخطير،لاسيما وأن العائلة تضم أطفالا صغارا وجب وقايتهم و حمايتهم من أي خطر داهم. الجمهورية اختارت هذه العائلة التي تعتبر من أكثر المتضررين من الحجر الصحي كونها عائلة نشاطها فني فالوالد هو فنان كوميدي يُعرف في الوسط الفني باسم «حميد طايوان» وزوجته أيضا الفنانة الكوميدية «شهيناز حضري» واللذان لديهم نشاطات وأعمال فنية تتطلب الخروج المستمر والدائم لإتمامها لا سيما وأنها مصدر رزق العائلة ولكن رغم ذلك أبت إلا أن تسلك سلوكا حضاريا وعيا منها بخطورة المرحلة وصعوبة الوضع الصحي العام. سكاتشات من المنزل للترفيه عن الجمهور فالعائلة استطاعت التكيف مع الوضع ولم يوقف الحجر الصحي نشاطها الفني بحيث قامت بأداء عدة سكاتشات في المنزل وعرضها للجمهور بطلب منهم على صفتحها الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي كان آخرها سكاتش «الطمع» الذي حاز على إعجاب الجمهور عبر الفضاء الأزرق،وذلك للترفيه على الجمهور الذي يتابع باهتمام أعمال فرقة «غير الضحك» و إخراجهم من الملل الذي قد يعتريهم بسبب الامتناع عن الخروج وعدم وجود وسائل الترفيه لذلك قررت الفرقة ضمان الفرجة والمتعة لكل متتبعيها وعدم التوقف عن النشاط حتى ولو كان من المنزل. الحجر الصحي لمّ شمل العائلة وحسب رب العائلة حميد داود فأن الوضع الصحي فرض علينا المكوث في المنزل وهو ما زاد من لمة العائلة وتقربنا أكثر من أبنائنا الأربع نهاد،نهى وإياد وميليسا لاسيما مشاغل وأعباء الحياة والمعيشة باعدت بين أفراد كل العائلات لذلك فهي فرصة أتيحت لنا لخلق الجو المريح و المسلي داخل الأسرة ومنح وقت أكثر للأبناء واللعب معهم والتحدث إليهم ومعرفة بشكل أعمق ميولاتهم وطبائعهم وما يفكرون به. فرصة لتحضير الأكلات التقليدية أما الفنانة «شهيناز حضري» فأكدت أن هذا الوضع أجبرها على التزام البيت ليلا ونهارا و الحرص على إرضاء كل فرد من العائلة و توفير كل متطلباتهم وتحضير ما لذ وطاب من مختلف أنواع الأطباق والمأكولات التقليدية،مصرحة بأن زوجها انفتحت شهيته على الأكل المنزلي وأصبح متطلبا أكثر ويشتهي أطباقا معينة خاصة التقليدية منها،و أنا بالطبع أحضر كل ما يشتهيه أفراد عائلتي و نجتمع في طاولة مزينة بمختلف الأطباق وذلك لإراحة نفوسهم و إبعادهم عما يجري في العالم من هلع وخوف من وباء كورونا الذي هز العالم بأسره خاصة الأطفال الصغار الذين يجب أن نبعدهم عن التهويل لان ذلك يتسبب لهم في مشاكل نفسية،لذلك تقول شهيناز أحاول قدر المستطاع خلق جو عائلي مميز خلال هذه الفترة العصيبة التي نمر بها والتي تلزمنا بالمكوث بمنازلنا وعدم الخروج إلى الشارع إلا في حالات الضرورة القصوى،وكنت أنا و زوجي تردف شهيناز قد اشترينا كل ما نحتاجه في المنزل وقمنا بالتبضع من أجل توفير كل الاحتياجات من مواد غذائية،خضر،مستلزمات التنظيف بشتى أنواعها من أجل التقليل من الخروج إلى الخارج وحتى الخبز أنا أقوم بعجنه في المنزل بشكل يومي حتى لا نجد سببا للخروج من المنزل والاحتكاك بالآخرين لان ذلك يشكل خطرا علينا وعلى أبنائنا خاصة وأننا واعون بأن هذا الفيروس سريع الانتشار ويهدد حياة الإنسان لأنه خطير جدا وفتاك. كورونا يؤجل رحلات العائلات في عطلة الربيع فيروس كورونا أخلط حساباتنا حقا لأننا كنا نستعد لزيارة الجزائر العاصمة وبالتحديد منطقة الشراقة خلال عطلة الربيع يقول حميد بحيث برمجت رحلة لعائلتي من أجل الترفيه والترويح عن النفس بعد فصل كامل من الدراسة للأبناء والعمل والنشاط وبذل الجهد،ولكن قلب هذا الوباء كل الموازين شأننا شأن العائلات الجزائرية التي تنتظر موسم العطل بشغف وبفارغ الصبر من أجل الخروج والسياحة والتنزه والاستجمام ولكن قدر الله وما شاء فعل،وفي الأخير أتمنى أن يمتثل كل الشعب الجزائري للتوصيات التي تدعوا إلى المكوث في المنازل إلى حين أن يرفع عنا المولى القدير هذا الوباء و يمن علينا بالفرج،لأن في ذلك وقاية لهم من هذا الوباء وللمحيطين بهم.