لطالما كانت عائلات مدينة بوقطب وما جاورها من مدن وقرى كالكاف الأحمر، الخيثر و" توسمولين"، تحافظ على عاداتها وتقاليدها في حفلات الختان التي توارثتها منذ الستينات، حيث يقوم أرباب الأسر بدعوة رجل يدعى " الطهار"، هذا الأخير يأتي حاملا معه وسائله تقليدية في مهمته ، المتمثلة في سكين حاد وخيط رقيق من نوع خاص لا يزيد طوله عن ال40سنتم. وقصعة من الخشب يجلس الطفل على ظهرها أثناء إجراء العملية . ومن جهتها تستعد العائلات لتنظيم فرح عائلي يدعون فيه الأهل و الأقارب والجيران ، فيقومون بذبح شاة من أجل المأدبة كما يحضرون الحلويات التقليدية والشاي الصحراوي الأصيل، ويتم إكرام الطفل ببعض النقود.. وقد كشف لنا الآباء الذين سألناهم عن الموضوع أن عملية الختان بأبنائهم تكون وفق ظروف صحية وعادية، مشيرين إلى أنه في القديم سرعان ما يتعافى الطفل من جراحه، ويخرج من منزله أو الخيمة للعب مع الأطفال، وهو عكس ما نشاهده اليوم، حيث قال أحدهم : "سكان الأرياف لحد اليوم يفضلون الختان التقليدي رغم توفر الأطباء والمختصين الذين ينشطون عبر مستشفياتنا الموزعة عبر الجهة." . وخلال جولتنا الاستطلاعية اكتشفنا أنه يوجد على مستوى دائرة بوقطب 4 شيوخ يوصفون بالمحترفين في ميدان الختان، وهم " مولاي الحاج علي" والذي كان إمام المسجد ، و" مسعودي سي مسعود" ، إضافة إلى قادري الطالب محمد بالخيثر، والرابع متواجد ببلدية توسمولين يدعى الحاج عبد الرحمان، إلا أن هذين الأخيرين تخليا عن المهنة بحكم تقدمهما في السن. أما عن الطريقة التقليدية لإجراء عملية الختان، فقد كشف شيوخ المنطقة أنها غالبا ما تجرى في فصل الصيف ، خاصة خلال فترة " الصمايم " المتمثلة في أواخر شهر جويلية وطول شهر أوت ، مشيرين إلى أنه خلال هذه الفترة سرعان ما يُشفى الجرح، وفيما يخص الوسائل التي تستعمل في الختان، فقالوا إنها بسيطة جدا وهي سكين حاد صغير الحجم ،خيط من نوع خاص تربط به قطعة الجلد المراد قطعها ، مع إطار دائري من البلاستيك يحدد به قطعة الجلد، كما يتم استعمال غبرة بيضاء لتجفيف منطقة القطع من الدم ، بالإضافة الى البعض من المطهرات السائلة التي تستعمل في المستشفيات الصحية . وعن بعض التقاليد ، فقد أوضح هؤلاء أنهم يجلبون الكثير من الرمل ويضعونه في القصعة التي يوضع فيها الطفل، والذي يكون مرتديا عباءة بيضاء وطربوشا، وتكون يداه ورجلاه مزينة بالحناء الأصيلة.. لكن في نفس الوقت فقد نصح الكثير من الأطباء بضرورة الابتعاد عن العمليات التقليدية للختان، لأنها خطيرة على صحة الأطفال حسبهم، وربما هو ما أدى إلى إيقافها كليا بمنطقة بوقطب، كما دعا المختصون إلى التوجه نحو المستشفيات العمومية والعيادات الخاصة التي تستخدم وسائل طبية حديثة وآمنة .