تعود احصائيات الإصابة بفيروس كورونا إلى الإرتفاع مرة أخرى في الأيام الأولى للشهر الفضيل، وهو ما يثير حالة من الخوف والهلع بين المختصين، خاصة اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة ورصد الوباء التي لم تعد تستبعد تمديد الحجر المنزلي، خاصة في ظل المخاوف من استئساد الموجة الثالثة من الفيروس. فعلى عكس كورونا الكلاسيكية التي حصدت الكثير من الأرواح منذ ظهورها نهاية 2019 في العالم، فإن انتشار السلالة البريطانية المتحورة مخيف أكثر، وذلك لأنها معروفة بسرعة انتشارها وخطورتها الكبيرة. ومايزيد من حجم التخوف أكثر هو ما يشهده شهر رمضان من خروج متكرر للمواطنين في كل الأوقات، وعلى الأخص ما نراه من احتكاك قوي بين المواطنين في الأسواق والمساحات التجارية الكبرى من أجل اقتناء لوازم الإفطار، وملابس العيد وغيرها من احتياجاتهم اليومية. ناهيك عن التنقلات التي يقوم بها البعض من زيارات عائلية وسهرات رمضانية، وسمر إلى ساعات متأخرة من الليل خاصة في المدن غير المعنية بالحجر، فيما يضطر رجال الأمن للتدخل عبر المدن المعنية بالحجر المنزلي لتفريق الساهرين وحثهم على الإلتحاق بمنازلهم باكرا. وفي جانب آخر نلاحظ نوعا من التراخي من قبل المواطنين في الإلتزام بالبروتوكول الصحي، وذلك من خلال تخليهم الصارخ عن الإجراءات الوقائية، وفي مقدمتها عدم ارتدائهم للكمامات في الأماكن العمومية أو استعمال الكحول المطهر اتفادي العدوى. نفس التهاون أصبحنا نشاهده على مستوى العديد من المؤسسات حتى الصحية، التي لم تعد هي الأخرى تلتزم بالبروتوكول الصحي الصارم، وأيضا على مستوى وسائل النقل المختلفة التي تشهد اكتظاظا في الفترة الأخيرة، حتى تكاد تكون هناك أنفاس متبادلة لشدة التقارب والإحتكاك بين الراكبين. وفي ذات الوقت اختفت برامج التعقيم التي كنا نشاهدها دوريا وبصفة تطوعية عبر العديد من المؤسسات والإدارات والمدارس وحتى الأماكن العمومية، وكانت تساهم فيها بشكل ايجابي مؤسسات المجتمع المدني، بينما أصبح الجلوس جنبا إلى جنب أمر عادي. كل هذه الأمور ينبغي تلافيها حماية للأرواح ولإرتفاع عدد الإصابات، حتى لا تضطر الجهات السيادية إلى اتخاذ قرار الحجر الكلي بما فيه من سلبيات تعود بالضرر على الإقتصاد الوطني وعلى الوضع الصحي والمادي للأفراد.