- معرض فني وحرفي بمشاركة 24 جمعية و16 مديرية تنفيذية - توصيات لإعادة استغلال الموقع وخلق مؤسسة خاصة لتسييره تحضيرا للألعاب المتوسطية فتحت أمس حديقة «عبد الحميد بن باديس» الأثرية المتواجدة بالحي العريق سيدي الهواري بوهران أبوابها لأول تظاهرة ثقافية سياحية وفنية نظمتها تنسيقية «المواطنة المستدامة» برعاية بلدية وهران. وبشعار «حديقة عبد الحميد بن باديس تعيش الحدث المتوسطي»، عرفت الفعالية مشاركة 16 مديرية تنفيذية، وأزيد من 24 جمعية متخصصة في مجالات الحرف والصناعات التقليدية والرسم والفن التشكيلي والنحت وجمعيات بيئية وأخرى ثقافية وفنية، أبرزت الدور الذي يمكن أن تلعبه فعاليات المجتمع المدني لإظهار المشهد الإبداعي لوهران خلال تظاهرة الألعاب المتوسطية جوان 2022. وشهدت الحديقة طيلة اليوم حركية ونشاطا وتوافدا كبيرا للمواطنين الذين استحسنوا المبادرة وأقبلوا بقوة على أجنحة المعرض، الذي افتتح بحضور نواب رؤساء المجلس الشعبي البلدي لوهران ممثلين في السادة رضا غلام الله وسيد أحمد بن عامر، وبن يوسف بن علي وصحبي عاشور، وأيضا السيد بلعباس عبد الرحيم رئيس اللجنة الاجتماعية والثقافية والرياضة والشباب والذي أكد بعد استماعه للجمعيات خلال جولة في المعرض استعداد بلدية وهران لوضع مخطط جاد ذو رؤية مستقبلية، والعمل مع المجتمع المدني، كما تعهد المجلس بمناقشة كل التوصيات وتطبيقها وفق الصلاحيات. ولقي جناح لجنة التكوين والتطوع للألعاب المتوسطية وهران 2022 التي يترأسها البروفيسور صديقي حسين إقبالا كبيرا للراغبين في تسجيل أنفسهم ضمن لجان التطوع، وأكد البروفيسور صديقي ل«الجمهورية» أن اللجنة لا يمكن أن تفوت فرصة المشاركة في مثل هذه التظاهرات القيمة والتي تعد قيمة مضافة لوهران التي تستعد للحدث المتوسطي، وقال أن أبواب اللجنة لازالت مفتوحة لكل الشباب الراغبين في التطوع للمشاركة في التظاهرة الدولية للألعاب المتوسطية، والفرصة متاحة لكل الشباب من مختلف الفئات. ونشير أن عددا كبيرا من الشباب المتطوع في الألعاب المتوسطية حضر الفعالية بحديقة بن باديس في إطار نشاطات اللجنة. واستطاعت تنسيقية «المواطنة المستدامة» من خلال هذه التظاهرة أن تبعث الحياة في أحد أبرز المواقع الأثرية والتاريخية بولاية وهران، حيث أكد السيد محمد ڤنون رئيس التنسيقية أن الحدث هو تحد تم رفعه لتثمين هذا المعلم التاريخي والفضاء الإيكولوجي الذي كان مهملا لسنوات، وقال: «الطبيعة تخشى الفراغ، وكان لابد أن يتدخل المجتمع المدني لتنشيط هذا الفضاء لأول مرة..». ورفع رئيس تنسيقية «المواطنة المستدامة» جملة من التوصيات ينتظر أن تعرض خلال الأسبوع على رئيس بلدية وهران، منها تفعيل القرار الولائي رقم 1535 المؤرخ في 11 ماي 2021 الرامي إلى حماية هذا الفضاء من خلال خلق مؤسسة خاصة توكل إليها مهمة تسييره. كما طالبت التنسقية أيضا بتغيير اسم الحديقة الذي لا يتناسب وطبيعتها الإبداعية، مقترحين تسمية «إيسياخم» أو «إيفري» أو «ابن خلدون» الذي تكلم عن المكان في مقدمته. ومن ضمن التوصيات التي خرجت بها التظاهرة أيضا تخصيص مركز أمن دائم، وإنشاء نادي للكتاب وورشة دائمة للرسم لفائدة تلاميذ المدارس ومراكز الشباب، فضلا على تكوين التلاميذ في عمليات الترميم وإعطائهم الفرصة للقيام ببعض الترميمات البسيطة التي يحتاجها الموقع. وجاءت التوصيات أيضا مطالبة تدخل السلطات الوصية لبعث النشاط التجاري والثقافي والترفيهي من خلال استثمار الموقع عن طريق جمعيات أو منظمات فاعلة وتحضيره ليكون قبلة للسواح ولزوار المدينة خلال تظاهرة الألعاب المتوسطية، ويستغل بذلك كفضاء أثري إبداعي وكمنظر طبيعي رائع.-يقول السيد ڤنون.